"خطر" روسيا يعزز التزاما أميركيا لا يتزعزع حيال الناتو

حلف شمال الأطلسي يستعد لإجراء أضخم مناورات عسكرية بمشاركة 45 ألفا من جنوده و150 طائرة و70 سفينة ونحو عشرة آلاف مركبة، تحاكي الدفاع عن دولة عضو في الحلف ضد عدو "مفترض" على الجبهة الشمالية الشرقية حيث تتمركز روسيا.

واشنطن في لهجة أكثر تهدئة لطمأنة الحلفاء في الناتو
ترامب دفع العلاقات بين أميركا والناتو إلى توتر غير مسبوق
ماتيس يتحدث عن سلوك روسي ضار دفع دول الناتو لزيادة الانفاق العسكري

باريس - سعى وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الثلاثاء إلى طمأنة حلفائه الأوروبيين، معلنا "التزاما لا يتزعزع" لواشنطن حيال حلف شمال الأطلسي الذي يستعد لتنظيم أضخم مناوراته العسكرية منذ نهاية الحرب الباردة.

ويشارك في مناورات "ترايدنت جونكشر 18" أواخر أكتوبر/تشرين الأول 45 ألفا من جنود التحالف كما أعلن الثلاثاء في بروكسل أمينه العام ينس ستولتنبرغ.

وقال إن التمارين ستكون محاكاة الدفاع عن دولة عضو في الحلف ضد عدو "مفترض" على الجبهة الشمالية الشرقية للحلف، أي باتجاه روسيا.

وتشارك في هذه المناورات 150 طائرة و70 سفينة ونحو عشرة آلاف مركبة.

وفي سبتمبر/ايلول، أجرت روسيا تدريبات عسكرية مع الصين "فوستوك 2018" في سيبيريا الشرقية وأقصى الشرق الروسي بمشاركة قرابة 300 ألف جندي.

وقال ماتيس الثلاثاء في مؤتمر صحافي في باريس إلى جانب نظيرته الفرنسية فلورنس بارلي إن "جميع الدول الأعضاء في الأطلسي باتت تدرك الآن السلوك الضار من جانب روسيا. وقررت جميعها زيادة حجم الإنفاق الدفاعي الآن".

وأضاف وزير الدفاع الأميركي في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس أن "الولايات المتحدة برهنت أنها تواصل التعبير عن تصميم ثابت لا يتزعزع إزاء التزامها داخل الحلف الأطلسي. الأفعال أقوى من الأقوال".

وتأتي تصريحاته قبل انعقاد اجتماع لوزراء دول الحلف في بروكسل وبعد أن انتقد الرئيس دونالد ترامب الدول الحليفة التي اتهمها بأنها لا تنفق ما يكفي على شؤون الدفاع.

ماتيس يؤكد أن جميع الدول الأعضاء في الأطلسي باتت تدرك الآن السلوك الضار من جانب روسيا وقررت جميعها زيادة حجم الإنفاق الدفاعي الآن

وكانت الدول الـ29 الأعضاء في الحلف تعهدت في 2014 بتخصيص 2 بالمئة من إجمالي ناتجها الداخلي لنفقات الدفاع بحلول 2024، لكن نحو 15 دولة بينها ألمانيا وكندا وايطاليا واسبانيا وبلجيكا لا تزال بعيدة جدا عن الهدف مع المساهمة بأقل من 1.4 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي للدفاع عام 2018.

من جهتها أكدت بارلي أن "حلف الأطلسي يشكل أساس دفاعنا الجماعي. إن الولايات المتحدة تجعل من تقاسم العبء أولوية وهي أيضا أولوية فرنسية" معتبرة أن "أوروبا ليست جزءا من المشكلة بل هي جزء من الحل".

وبالإضافة إلى حلف الأطلسي، ناقش الوزيران الأوضاع في سوريا حيث تشارك فرنسا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية ضمن التحالف الدولي بقيادة أميركية.

وتطرق الوزيران أيضا إلى القوة المشتركة في منطقة الساحل في إفريقيا. وقالت بارلي إن واشنطن ستزيد "بشكل كبير جدا" مساعداتها لقوة الساحل التي تحارب الجهاديين.

ونقلت عن وزير الدفاع الأميركي تأكيده أن "المساعدات التي تنوي الولايات المتحدة تقديمها للقوة المشتركة من دول الساحل الخمس سيتم زيادتها بشكل كبير مقارنة بما كان مخططا لها أصلا".

وأضافت "نحن على اقتناع بأن تحسن الأوضاع الأمنية في المنطقة يبدأ أولا من خلال قدرة هذه الدول على إعادة فرض الأمن بنفسها وهذا يفترض أن تصبح القوة المشتركة في منطقة الساحل عملانية وأن تكون مجهزة".

وتابعت بارلي "لهذا السبب قررت الولايات المتحدة، كما أعتقد سيدي الوزير، زيادة دعمها وحجم مساعداتها" دون المزيد من التفاصيل.

وقال ماتيس "نحن ندعم الجهود التي تقودها فرنسا مع القوات الإفريقية وليس لدينا نية لتقليص هذا الدعم".

وأطلقت القوة المشتركة عام 2017 من قبل بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد بدعم من فرنسا لمكافحة الجماعات الإرهابية التي تنتشر في منطقة الساحل.

وحتى الآن، تعهدت واشنطن بتقديم 60 مليون دولار دعما ماليا لهذه القوة الجديدة على شكل مساعدات ثنائية لكل دولة.

في المجموع، تلقت القوة المشتركة وعودا من المانحين الدوليين بدفع نحو 420 مليون يورو، لكن الأموال بطيئة في الوصول وتستخدم قنوات متعددة، سواء متعددة الأطراف أو ثنائية.

وبعد باريس يشارك ماتيس الأربعاء والخميس في بروكسل في اجتماع وزاري لحلف شمال الأطلسي.

مسؤولة أميركية في حلف الناتو تهدد بتدميره صاروخ روسي قبل دخوله الخدمة
مسؤولة أميركية في حلف الناتو تهدد بتدميره صاروخ روسي قبل دخوله الخدمة

وجاءت تصريحات وزير الدفاع الأميركي بينما وصفت روسيا تصريحا أدلت به مبعوثة واشنطن لدى حلف شمال الأطلسي بأنه خطير بعد أن قالت إن على موسكو أن توقف عملياتها السرية لتطوير نظام محظور للصواريخ الموجهة وإلا فإن الولايات المتحدة ستسعى لتدميره قبل دخوله الخدمة.

وقالت المبعوثة كاي بايلي هاتشينسون إن واشنطن لا تزال ملتزمة بالتوصل لحل دبلوماسي لكنها على استعداد لدراسة توجيه ضربة عسكرية إذا استمر تطوير روسيا لنظام الصواريخ متوسطة المدى.

ونقلت وكالة تاس عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها "يبدو أن الناس الذين يدلون بمثل هذه التصريحات لا يدركون حجم مسوؤلياتهم وخطر الإدلاء بتصريحات عدائية".

ويعد هذا أخطر تصعيد أميركي حيال موسكو بسبب تطوير روسيا منظومة صواريخ تقول واشنطن إنها محظورة.