خطوة بأي اتجاه؟

إيران تريد هدم المعبد؟ على رأسها فقط.

لا يبدو إن فرص المناورة واللعب والمراوغة والاستفادة من عامل الزمن، لم تعد متاحة ومفيدة لطهران قبالة البلدان الغربية في محنتها المريرة التي تواجهها خلال هذه المرحلة التي لا تبدو إعتيادية أبدا خصوصا وإن العديد من المعادلات السياسية والاقتصادية والامنية التي كانت طهران تعقد عليها الامال سابقا لم تعد لصالحها بعد الاحداث والطتورات والمتغيرات التي حدثت خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة تحديدا.

عندما تذكر وسائل الاعلام الرسمية الايرانية من إن وزارة الخارجية الايرانية ستعلن "التزامات أقل" في إطار الاتفاق النووي لعام 2015 لمبعوثي الدول الخمس الموقعة على الاتفاق غدا الأربعاء وإن الرئيس حسن روحاني سيبعث برسالة. فإن هذه الخطوة التي يبدو واضحا جدا بأن إيران قد حاذرت كثيرا في إتخاذها والاقدام عليها، تبين بأن القادة الايرانيين يعلمون جيدا بأن ذهابهم بعيدا في إجراءاتهم قد تفقدهم خطوط الرجعة وتجعلهم في مواجهة خيارات لن يتمكنوا من مواجهتها والتصدي لها من دون تقديم تنازلات"مصيرية، ولذلك فإنه لم تجرٶ ولن تجرٶ إيران على الانسحاب من الاتفاق النووي الذي سيجعلها كشمشون ولكن ليس بصورة الذي يهدم المعبد على نفسه وعلى أعدائه بل على نفسه فقط!

هذه الخطوة التي قد تعتقد طهران بأنها ستٶثر من خلالها على البلدان الخمسة المتبقية على إلتزامها بالاتفاق النووي المبرم معها، غير إنها لا تعلم بكونها ستتيح لهم فرصة مناسبة للنأي بأنفسهم عن إلتزاماتهم الثقيلة تجاهها بعد الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي والتي قطعوها على أنفسهم من أجل المحافظة على الاتفاق النووي وعدم إنهيارها، مع الاخذ بنظر الاعتبار من إنه وكما قال مصدر في الرئاسة الفرنسية الثلاثاء الماضي إن أوروبا ستضطر لإعادة فرض عقوبات على إيران إذا تراجعت طهران عن أجزاء من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 مع الدول الكبرى. والذي يجدر هنا أن نعيده الى الاذهان، هو إن أوروبا تبدو مع صبرها الطويل مع طهران بأنها لا تريد البقاء متحمسة لها خصوصا وإنها لم تتقدم خطوة عملية إيجابية واحدة للأمام في العديد من القضايا الحساسة نظير تدخلاتها في بلدان المنطقة والتي تتصرف طهران أزاءها مع الاوروبيين بأسلوب "الاطرش في الزفة".

هذه الخطوة التي يبدو عليها الارتباك والتردد واضحا فإنها لا تبدو خطوة حاسمة وحازمة في إتجاه واضح المعالم بقدر ماتبدو خطوة في إتجاه يخنقه وليس يغطيه الضباب فقط، لكن الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار هو إن هذه الخطوة لا تبدو مهمة وذات تأثير بالنسبة للداخل الايراني الضائق ذرعا أساسا بمجرى الاوضاع والامور من أساسها ويتطلع لتغيير جوهري ينهي الوضع الدراماتيكي القائم مع الانتباه الى إن الاميركيين بدأوا ولأول مرة يهتمون بهذا العامل بصورة غير مسبوقة، فإنها خطوة غير مرحب بها أوروبيا وقد تمنح المزيد من المبررات لواشنطن لفرض رزم أخرى من عقوبات أخرى.