خلافات تنذر بتشظي حزب الأمة القومي السوداني

رئيس الحزب، الذي يعد من أكبر الأحزاب السودانية، يُقيل نوابه وعدد من المستشارين بعد قرار بإقالته إثر توقيعه على ميثاق السودان التأسيسي.

الخرطوم - يشهد حزب الأمة القومي السوداني خلافا سياسيا حادا منذ توقيع رئيسه برمة ناصر على ميثاق السودان التأسيسي الذي يهدف إلى تشكيل "حكومة سلام ووحدة" ووقعت عليه أيضا قوات الدعم السريع وقوى سياسية سودانية وجماعات مسلحة، فيما تلقي الإقالات الأخيرة داخل الحزب والاتهامات المتبادلة بين شق يساند الخطوة وآخر يعارضها، بظلال قاتمة على مستقبله.

وأصدر ناصر قرارا بإقالة نوابه وهم مريم الصادق المهدي وصديق إسماعيل وعبدالله الدومة وعدد من المساعدين والمستشارين وإعادة تشكيل مؤسسة الرئاسة وتعيين إبراهيم الأمين نائبا لرئيس الحزب وتسمية قيادات جديدة من بينهم صديق المهدي وبشرى المهدي، نجلا زعيم الحزب الراحل الصادق المهدي، وفق موقع "أخبار شمال أفريقيا".

وتفجرت الأزمة داخل الحزب، الذي يعد من أبرز الأحزاب السودانية، بعد أن قررت الرئاسة سحب الثقة من برمة ناصر إثر توقيعه في فبراير/شباط الماضي على ميثاق السودان التأسيسي واتهمته باتخاذ قرارات فردية والخروج عن مبادئ الحزب، وعيّنت محمد عبدالله الدومة رئيسا مكلفا، لكن رئيس المكتب السياسي للحزب محمد المهدي حسن أكد في بيان أن قرار إقالة ناصر غير قانوني، موضحا أن مؤسسة الرئاسة لا تمتلك صلاحية عزله.

ويهدف "الميثاق التأسيسي السوداني" إلى وضع أسس جديدة لإدارة الدولة السودانية، خاصة بعد رفض عبدالفتاح البرهان قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي كافة المبادرات لوقف الحرب التي تدخل عامها الثاني.

ووقعت على هذا الميثاق قوى سياسية وجماعات مسلحة مساندة لقوات الدعم السريع ومن أبرز بنوده بناء دولة علمانية ديمقراطية قائمة على الحرية والمساواة والعدالة.

وتطايرت شظايا الخلاف السياسي داخل حزب الأمة السوداني إلى عائلة زعيمه الراحل الصادق المهدي، حيث انقسمت إلى شقوق يدعم أحدها الجيش، بينما يؤيد الآخر تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" بقيادة عبدالله حمدوك التي تطالب بوقف الحرب، فيما قرر الشق الثالث البقاء ضمن تحالف "صمود"، الذي يرفض التحالف مع أي طرف من أطراف النزاع.

وبعد وفاة زعيمه في نوفمبر/تشرين الثاني شهد "الأمة القومي" العديد من الأزمات، حيث تم تكليف برمة ناصر بقيادة الحزب حتى انعقاد المؤتمر العام، لكن الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021 ثم اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، حالا دون ذلك، ما جعل قيادته تمتد لفترة أطول مما كان مقررا وأدى إلى تصاعد الخلافات حول توجهات الحزب وتحالفاته السياسية.

ونقل موقع "سودان تربيون" عن القيادي في الحزب عروة الصادق الذي تم تعيينه في منصب مساعد رئيس الحزب لشؤون الشباب قوله "لن أكون شاهد زور على إعادة إنتاج الفشل ولن أصمت عن أي انحراف عن مبادئ الشفافية والديمقراطية، أيا كان مصدره"، داعيا قيادة الحزب إلى فتح صفحة جديدة عنوانها: الاعتراف بالأزمة والالتزام بالإصلاح، والاحتكام للمؤسسية لا للترضيات.

ويشهد السودان منذ نحو عامين حربا أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني وإلى أزمة إنسانية كبيرة وفق الأمم المتحدة التي تقدر بأن أكثر من 30 مليون سوداني، أكثر من نصفهم أطفال، بحاجة إلى المساعدة.