'خلية الجوكر'.. التخطيط اخواني والرعاية تركية

التحقيقات تكشف تفاصيل مثيرة تتعلق بالقائمين على رعاية وتمويل خلية الجوكر المرتبطة بجماعة الاخوان المسلمين.
خلية البوكر اعتمدت نظرية 'الإنهاك والإرباك' التي يتبناها داعش والقاعدة
قيادات فارة إلى تركيا أسست منصات ضمن ما يسمى بـالجهاد الالكتروني'
قيادات اخوانية هاربة تدير خلية البوكر تحت إشراف المخابرات التركية
خلية البوكر كانت مكلفة بالاستقطاب والتجنيد ونشر الفوضى

القاهرة - كشفت التحقيقات في ما يعرف إعلاميا بـ"خلية الجوكر" المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين عن تفاصيل مثيرة، بينما قررت محكمة جنايات أمن الدولة في مصر إعادة محاكمة 24 متهما في القضية وحددت جلسة 21 يونيو/حزيران للنظر في الملف.

وأفضت التحقيقات إلى تحديد القائمين على إدارة المخطط الاخواني وهم من القيادات الفارة والمقيمة في تركيا واسبانيا، وفق موقع 'القاهرة 24' الذي نشر تفاصيل تطورات هذا الملف.

بحسب المصدر ذاته فإن التحقيقات كشفت أن مكتب الاخوان في الخارج الذي تديره قيادات فارة من العدالة كان يدير برعاية المخابرات التركية 'خلية الجوكر' وتحت اشراف قيادات من الجناح المسلح واللجان النوعية التي قادت مختلف العمليات الإرهابية.

واتضح كذلك أن من بين القيادات المقاول الفار إلى اسبانيا محمد علي (يعرف بمقاول الاخوان) المسؤول عن تمويل الخلية ونشر فيديوهات وصفتها السلطات المصرية بالمغرضة والمضللة وهاجم في كثير منها الجيش وتحدث فيها عن عمليات فساد واسعة في القوات المسلحة.

وخلصت التحقيقات حسب المصدر ذاته إلى أن 'خلية الجوكر' هي احدى الخلايا العنقودية التابعة لجماعة الاخوان، موضحة أنها تمثل الانتقال من الحالة التنظيمية الى الحالة العنقودية ضمن ما يسمى بـ'الجهاد الإلكتروني' وفقا لأدبيات فقه الاستضعاف التي تتبناها الجماعة حاليا بعد انحسار نفوذها على الأرض.

خلية البوكر تمثل الانتقال من الحالة التنظيمية الى الحالة العنقودية ضمن ما يسمى بالجهاد الإلكتروني

وبحسب الموقع الإخباري المصري نقلا عما ورد في التحقيقات، تبنت الجماعة تكتيكات جديدة أوكلت مهمتها لخلية الجوكر من بينها القيام بعمليات استقطاب والتجنيد وصناعة ما يسميه التنظيم المصنف إرهابيا والمحظور في مصر ودول خليجية، بـ'دوائر الربط العام' و"الدوائر التعاطفية"، من داخل تيارات الإسلام السياسي المتنوعة خاصة التيار السلفي أو التيارات الشعبية المتعددة.

والهدف من ذلك هو "إعادة صناعة ظهير سياسي للجماعة ومحاولة الحشد والتعبئة الشعبية ضد الدولة وتوظيف ما يسمى بـ"سيكولوجية الشائعات" لتشويه سمعة نظام الدولة المصرية". وإلى جانب سيكولوجية الشائعات، كانت الخلية تخطط للعمل على تفكيك وزارة الداخلية.

وكشفت التحقيقات أن خلية الجوكر أقرت بأنها تتلقى التمويل لتنفيذ السيناريوهات والتحركات، من القيادات الاخوانية الفارة والمقيمة في تركيا لكن من دون أن تكشف هوياتها التنظيمية أو الايديولوجية.

والأخطر بحسب التفاصيل الجديدة أن هناك حاليا ما لا يقل عن 800 ألف اخواني في حالة كمون تنظيمي وهي حالة يطلق عليها الإخوان اسم 'إستراتيجية دار الأرقم' في إحالة إلى بدايات الدعوة الإسلامية ودار الأرقم هي التي كان النبي محمد يجتمع فيها مع أوائل المسلمين في مكة المكرمة أثناء بداية دعوته.

وحالة الكمون هي تلك التي يستخدمها الاخوان لإعادة ترتيب صفوفهم والتخطيط لاعادة التموقع مرة أخرى.

وذكر الموقع أن التحقيقات أشارت إلى أن "مخطط خلية الجوكر الإخوانية، اعتمد على الاسقاطات السياسية الواردة في فيلم الجوكر والتي لا تعترف بالشرعية الدستورية أو الشرعية القانونية ولا تؤمن بالشرعية الاجتماعية ولا تضع في حساباتها مفاهيم الدولة الوطنية".

وجاء في اعترافات خلية البوكر أيضا أن جماعة الاخوان انتقلت من العمل الميداني إلى الفضاء الافتراضي حيث تقل فيه خطورة التتبع والمراقبة في عمليات تجنيد الشباب واستقطابهم للإيقاع بهم في شباكهم وهي إستراتيجية موجودة في كتاب 'الرسائل' لحسن البنا مؤسس الاخوان وكتاب 'معالم في الطريق ' لسيد قطب ووثيقة 'رد الاعتداء' وهي التي وضعت مخطط إسقاط الدول لإقامة الخلافة المزعومة، استنادا إلى نظرية 'الإنهاك والإرباك' التي يتبناها تنظيما داعش والقاعدة.

وأعدت قيادات التنظيم الهاربة التي وفرت لها تركيا ملاذا آمنا ووفرت لها كل ما تحتاجه من دعم وأقامت منصات إعلامية والكترونية غالبيتها في اسطنبول، مخططا يقوم على ضرب مقومات الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى وتدمير مقدراتها الاقتصادية على عدة محاور. وحددت الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير/كانون الأول موعدا لتنفيذ مخططتها وكلفت عناصر بالداخل لتنفيذه، وهو المخطط الذي رصدته قوات الأمن المصرية.

وكشفت التحقيقات أن المخطط التخريبي الذي كلفت عناصر داخلية بتنفيذه يعتمد في جزء منه تأليب الشارع من خلال تكثيف دعوات التحريض ونشر الشائعات والأخبار الكاذبة لتشويه مؤسسات الدولة.