دعوات أممية لوقف النار في سوريا بعد تسلل الوباء

الاتحاد الأوروبي يحث على مبادرة واسعة النطاق للإفراج عن المعتقلين لدى النظام السوري على ضوء أزمة كورونا.
البابا فرنسيس يدعم الدعوات الأممية لوقف عالمي لإطلاق النار للتفرغ لمكافحة كورونا

جنيف - كرر الاتحاد الأوروبي الأحد دعوة الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار في سوريا بما يساهم في إرساء مواجهة أفضل لتفشي وباء كوفيد-19، في بلد يشهد هشاشة بالقطاع الصحي بسبب الحرب الطاحنة المستمرة منذ العام 2011.

وكانت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة حول سوريا قد دعت السبت إلى وقف لإطلاق النار لتفادي "تفاقم الكارثة" في بلاد تشهد نزاعاً مسلحاً منذ تسع سنوات مع ظهور أول إصابات فيها بفيروس كورونا المستجد.

وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية في بيان الأحد إنّ "وقف إطلاق النار الذي أقرّ حديثاً في إدلب لا يزال هشاً. ينبغي الحفاظ عليه وأن يشمل كامل سوريا".

وتابع أنّ "وقف الأعمال القتالية في البلاد مهم بحد ذاته، ولكنه أيضاً شرط لا بدّ منه لاحتواء تفشي كورونا المستجد وحماية السكان المنهكين من العواقب الوخيمة المحتملة، وبخاصة في إدلب حيث يوجد عدد كبير من اللاجئين".

ودعا الاتحاد الأوروبي على غرار الأمم المتحدة أيضاً، إلى القيام بمبادرة واسعة النطاق للإفراج عن المعتقلين لدى النظام السوري.

ويتهدد الوباء بشكل خاص نحو 6.5 مليون سوري نزحوا عن مناطقهم، وبينهم نحو مليون مدني بغالبيتهم من النساء والأطفال تضيق بهم مجموعة مخيمات عند الحدود التركية في إدلب.

وهم يعيشون في ظروف إنسانية سيئة في ظل انعدام أبسط الخدمات من مياه نظيفة وشبكات صرف صحي.

وكان رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينيرو قد قال السبت إن "وباء كوفيد-19 يشكل تهديداً مميتاً للمدنيين السوريين. كما أنه سيضرب من دون تمييز وسيكون تأثيره مدمراً على الأكثر ضعفاً في غياب إجراءات وقائية عاجلة".

وسجلت دمشق حتى الآن خمس إصابات بكورونا المستجد، فيما لم تُسجل أي حالات في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية في محافظة إدلب (شمال غرب) وشمال حلب، أو في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد.

واتخذت الحكومة السورية سلسلة إجراءات وصفتها بالاحترازية في الأسبوعين الأخيرين، تضمنت إعلان حظر تجول ليلي، وإغلاق المدارس والجامعات والمقاهي والأسواق ودور العبادة وغيرها.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش دعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم"، كما دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن إلى وقف شامل لإطلاق النار في البلاد لتركيز الجهود على مكافحة فيروس كورونا المستجد.

وقال بينيرو "لتفادي المأساة التي تلوح في الأفق، يجدر بالأطراف الاستجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص لوقف إطلاق النار، وإلا سيحكم على عدد كبير من المدنيين بموت يُمكن تفاديه".

لتفادي المأساة التي تلوح في الأفق يجدر بالأطراف الاستجابة لنداءات وقف إطلاق النار وإلا سيحكم على عدد كبير من المدنيين بموت يُمكن تفاديه

واستنزفت تسع سنوات من الحرب المنظومة الصحية في أنحاء سوريا، مع دمار المستشفيات ونقص الكوادر الطبية، إلا أن الوضع يبدو أكثر هشاشة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن 70 بالمئة من العاملين في المجال الصحي غادروا سوريا، حيث لا تزال 64 بالمئة من المستشفيات كانت في الخدمة حتى نهاية العام 2019.

واعتبرت لجنة التحقيق أن هذا الوضع المأساوي سببه "بشكل كبير القوات الموالية للحكومة التي تستهدف المنشآت الطبية بشكل ممنهج". ودعت إلى وقف فوري" لهذه "الاعتداءات".

وحذرت منظمة الصحة العالمية بشكل أساسي من أن يطال الوباء المخيمات المكتظة بالنازحين في محافظة إدلب.

ولجأ الجزء الأكبر من هؤلاء إلى المنطقة الحدودية مع تركيا حيث تنتشر مخيمات النازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية سيئة ولا تتوفر لهم أبسط الخدمات من مياه نظيفة وشبكات صرف صحي.

بدوره دعم البابا فرنسيس الأحد دعوة للأمم المتحدة أنطونيو لوقف إطلاق النار في كل الصراعات في مختلف أرجاء العالم للتركيز على مكافحة جائحة فيروس كورونا.

ودعا البابا الجميع إلى "وقف كل أشكال العداء البغيض ودعم إنشاء ممرات للمساعدة الإنسانية وتشجيع الجهود الدبلوماسية والاهتمام بمن يجدون أنفسهم في حالات ضعف شديدة".

وأصاب فيروس كورونا أكثر من 680 ألف شخص حول العالم وأودى بحياة 30751 شخصا بحسب إحصاء رسمية.