دعوة أوروبية لتركيا تبشر بعودة الدفء لعلاقات متقلبة
بروكسل - يشارك وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الخميس في اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، للمرة الأولى منذ خمس سنوات، فيما تأمل أنقرة بأن يتيح الاجتماع فتح قنوات حوار مؤسسية.
وقال مصدر دبلوماسي تركي الاربعاء "نعتبر دعوة الاتحاد بمثابة سعي إلى الحوار استجابة لدعواتنا لإحياء العلاقات مع تركيا".
ويتوقّع أن يلتقي فيدان مسؤولين رفيعي المستوى في الاتحاد الأوروبي بمن فيهم مسؤول السياسة الخارجية في الكتلة جوزيب بوريل والمفوض الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفر فارهيلي.
كما من المقرر أن يتبادل الوزراء وجهات النظر بشأن القضايا الدولية الراهنة في اجتماعات "غيمنيش" غير الرسمي وهي منصة تشاورية بغرض تطوير رأي واستراتيجية مشتركة بين الدول الأعضاء من غير اتخاذ قرارات، في عاصمة الدولة التي تتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي كل 6 أشهر.
ووفق مصدر للأناضول من المنتظر أن تشمل جلسة الشرق الأوسط بشكل عام مناقشة الوضع في غزة والضفة الغربية والبحث عن سبل للحد من الصراع. حيث سيتم طرح المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس بشأن تبادل أسرى وجهود وقف إطلاق النار في القطاع ومناقشة تداعيات الوضع في لبنان وضرورة دعمه.
ومن المتوقع أيضا أن يطرح بوريل على جدول أعمال الوزراء عقوبة تشمل أعضاء الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بعنف المستوطنين في الضفة الغربية والذي ذكره في تصريحاته السابقة، وفق المصدر ذاته.
وسيناقش الوزراء التفاصيل المتعلقة بالدعم المالي البالغ 400 ملايين يورو(ما يفوق 444 دولار)، الذي أعلنه الاتحاد الأوروبي في يوليو/تموز الماضي لدعم السلطة الفلسطينية في إعادة هيكلة اقتصادها واستدامتها المالية.
وتركيا مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ العام 1999 وأطلقت محادثات الانضمام إلى الكتلة في العام 2005، لكن العملية مجمّدة منذ سنوات بسبب عدد من الخلافات بين الجانبين.
وتوتّرت العلاقات بين أنقرة وبروكسل منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز 2016 في تركيا وحملات القمع التي تلتها وطالت معارضين وصحافيين.
ويطالب الاتحاد الأوروبي أنقرة بإحراز تقدّم في مجال الديمقراطية، كما يندد بالمواقف التركية حول جزيرة قبرص المقسمة حيث أنشأت السلطات التركية جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983 وكانت الدولة الوحيدة التي اعترفت بها.
وترغب دول التكتل في أن تسمح تركيا بإجراء محادثات جديدة حول هذه القضية برعاية الأمم المتحدة، وهو الحل الذي رفضه منتصف يوليو/تموز الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي يطالب باعتراف المجتمع الدولي بحل الدولتين.
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن "موقف تركيا الواضح حول القضية القبرصية سيُشرح مجددا للاتحاد الأوروبي"، موضحا أنه من المقرر أيضا أن يلتقي الوزير التركي نظيره اليوناني يورغوس ييرابيتريتيس على هامش الاجتماع، مضيفا "سيكون من مصلحة الجانبين تحسين علاقاتهما في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية".
وستتطرّق محادثات فيدان مع نظرائه الأوروبيين أيضا إلى اتحاد جمركي جديد وتخفيف قواعد طلب التأشيرة للمواطنين الأتراك.
وتسعى تركيا لإعادة ترميم العلاقات مع الاتحاد من خلال جذب وكسب ثقة المستثمرين الأجانب، ما من شأنه أن يعزز من اقتصادها الذي يعاني من صعوبات عدة.