دفعة تضامنية خليجية تنقذ جهود العالم لمكافحة الإيدز والسل والملاريا

الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا يعلن بلوغ الهدف المحدد بجمع 14 مليار دولار لمكافحة هذه الأمراض في السنوات الثلاث المقبلة بعد زيادة الإمارات والسعودية وقطر وفرنسا المستضيفة مساهماتهم.
أموال لإنقاذ أرواح 16 مليون شخص إضافي وتفادي تسجيل 234 مليون إصابة بحلول 2023
السل والملاريا والايدز تودي بحياة ثلاثة ملايين شخص كل سنة

ليون - أعلن الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا الخميس بلوغ الهدف المحدد بجمع 14 مليار دولار لمكافحة هذه الأمراض في السنوات الثلاث المقبلة، بعد تبرعات خليجية وفرنسية سخية.

وقد حصلت بلبلة بسيطة حيال الأرقام في المؤتمر المخصص لإعادة تمويل الصندوق في مدينة ليون وسط شرق فرنسا بمشاركة 700 مندوب، إذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بداية عن جمع 13,92 مليار يورو قبل أن يوضح مكتبه الإعلامي أن العملة المقصودة هي الدولار، ليليه إعلان المدير التنفيذي للصندوق بيتر ساندز النجاح في جمع 14.02 مليار دولار.

وترمي هذه الأموال لإنقاذ أرواح 16 مليون شخص إضافي وتفادي تسجيل 234 مليون إصابة بحلول 2023.

وبلوغ هذا الهدف كان يبدو بعيد المنال صباح الخميس، إذ قال ماكرون على منصة المؤتمر “لم نصل بعد” إلى المبلغ المطلوب، معلنا عن زيادة بنسبة 15 % في المساهمة الفرنسية في الصندوق بعد ثباتها منذ 2010 عند قيمة 1,08 مليار دولار.

وأضاف ماكرون صباح الخميس "لن أترك أحدا يغادر القاعة أو يترك ليون قبل توفير مبلغ 14 مليار"، متوجها خصوصا إلى الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر. وتكللت هذه الجهود بالنجاح إذ زادت هذه البلدان مساهمتها، إضافة إلى إيرلندا ونيوزيلندا ولوكسمبورغ وأرمينيا وأذربيجان.

وشهد الصندوق الذي أسس سنة 2002 انضمام مساهمين جدد. وقدمت البلدان الإفريقية خصوصا مساهمة مضاعفة مقارنة مع المؤتمر السابق للصندوق، بحسب ماكرون.

"فخر" و"ارتياح"

وأبدى بيتر ساندز "شديد الفخر" بالمبلغ المجموع. وقال "منذ الغد سنركز بصورة أفضل على طريقة إنفاقه".

وكان ائتلاف من 12 منظمة من المجتمع المدني بينها "أوكسفام" و"سيداكسيون" يطالب برفع لمساهمة فرنسا في الصندوق "بنسبة لا تقل عن 25 %".

ولبلوغ مبلغ 14 مليار دولار، زادت فرنسا في نهاية المطاف تمويلها بنسبة 20 % إلى 1.29 مليار يورو (1.43 مليار دولار).

كما أن الملياردير الأميركي بيل غيتس وهو أكبر مانح خاص زاد مساهمته بنسبة موازية للزيادة المقدمة من فرنسا بعدما رفع هذه المساهمة إلى 700 مليون دولار.

وقال مارك دينوف المدير العام لمنظمة "إيد" غير الحكومية الفرنسية المعنية بمكافحة الايدز "بلوغ هذا الحد الأدنى البالغ 14 مليارا مصدر ارتياح لأن هذا الهدف لم يكن طموحا جدا".

أما رئيس ائتلاف "ار بي ام" لمكافحة الملاريا عبد الرحمن ديالو فقال "نعتبر ما حصل نجاحا. بصرف النظر عن المبلغ، ما سجلناه هو هذه الاندفاعة التضامنية الحقيقية والتعبئة من الجميع".

بيل غيتس وماكرون خلال مؤتمر تمويل الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا
بيل غيتس وهو أكبر مانح خاص يزيد مساهمته بنسبة موازية للزيادة الفرنسية

خطر تراخي الجهود

وكان ماكرون قد قال صباح الخميس إن "لا فضل لفرنسا في استضافة هذا المؤتمر في ليون لأن أحدا لم يكن يريد استضافته… ففي بلدان كثيرة هي من كبار الواهبين عادة، كان يسود خطر تراخي الجهود".

وأردف "السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة ستكشف لنا إذا ما كنا قد ربحنا المعركة أم خسرناها".

وإلى جانبه على المنصة أماندا دوشيم (18 عاما) المولودة في بوروندي مع فيروس الايدز التي وضعت المشاركين أمام مسؤولياتهم.

وقالت دوشيم، وهي سفيرة شبكة "غراندير أنسامبل" إن "حياتنا لها قيمة ولا تنسوا ذلك أبدا".

وقال الحاج ديوب، وهو سنغالي ملتزم بمكافحة مرض الملاريا الذي قضى على ابنته قبل 20 عاما إن هذا المرض "ما زال يودي بحياة طفل كل دقيقتين، ونحن أقرب من أي وقت مضى من مرحلة القضاء عليه، لكن لا بد من تكثيف الجهود".

ولا تزال هذه الأمراض الثلاثة، أي السل والملاريا والايدز، تودي بحياة ثلاثة ملايين شخص كل سنة، من بينهم 1.6 مليون ماتوا من السل سنة 2017 وأكثر من 435 ألفا من الملاريا.

وفي العام 2018، كان نحو 38 مليون شخص يتعايش مع الايدز ولا يزال عدد الإصابات الجديدة المقدّر بحوالى 1.7 مليون "غير مقبول"، بحسب الصندوق.

وفي البلدان التي تشملها أنشطة للصندوق، كان 18.9 مليون شخص يتلقى علاجات الفيروسات القهقرية ضدّ الايدز في العام 2018.