دواء 'الباراسيتامول' يستدرج التوحد

الدواء المستخدم في العادة لتخفيف الألم وتقليل درجة الحرارة يرفع خطر اصابة الأطفال بالتوحد وباضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

مدريد - حذرت دراسة جديدة لمعهد برشلونة للصحة العالمية النساء من تناول دواء "الباراسيتامول" أثناء فترة الحمل لأنه يرفع خطر اصابة الاطفال بالتوحد وباضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
"الباراسيتامول" والمعروف أيضًا باسم "أسيتامينوفين" هو دواء يستخدم عادة للتخفيف من الألم وتقليل درجة الحرارة، وهو موجود ضمن الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية، كما ان استخدامه أثناء الحمل يعتبر آمنًا بشكل عام وفقا لرأي الأطباء والصيادلة.
ويستخدم "الباراسيتامول" لعلاج صداع الرأس، آلام العضلات، ألم في الظهر، وجع الأسنان، ونزلات البرد، وآلام الحيض.
واستندت نتائج الدراسة الجديدة على تحليل أبحاث علمية سابقة سلطت الضوء على تأثير تناوله على الأطفال، وشملت 70 ألف طفل من المملكة المتحدة والدنمارك وهولندا وإيطاليا واليونان وإسبانيا، وفق تقرير نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية.

التوحد يؤثر على عملية معالجة البيانات في المخ
التوحد يؤثر على عملية معالجة البيانات في المخ

وخلصت الدراسة الموسعة الى أن الأطفال المولودين لأمهات تناولن الدواء أثناء الحمل كانوا أكثر عرضة بنسبة 19% للإصابة بأعراض التوحد، وبنسبة 21% للإصابة بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
والتوحد هو اضطراب عصبي يؤدي إلى ضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الأطفال، وتتطلب معايير تشخيصه ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل 4 سنوات على الأقل، ويؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ.
ومن المعروف أن القدرة على تحديد مرض التوحد مبكرًا تساهم في تحسن نتائج العلاج بصفة كبيرة.
واعتبرت الدراسة الجديدة ان الدواء المعروف على نطاق واسع يؤثر على الاجنة سواء كانوا من الذكور او الاناث. 
واعتبر أندرو شينان، أستاذ التوليد في مستشفى "كينغز كوليدج لندن"، والذي لم يشارك في الدراسة إن "الباراسيتامول" دواء مهم لخفض درجة حرارة المرتفعة، لكنه يضر بالحمل بشكل كبير.
ومن المفارقة ان العديد من الدراسات السابقة اجمعت على "الباراسيتامول" من مسكنات الألم القليلة التي تعتبر آمنة للاستخدام أثناء الحمل.
ووجدت دراسة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على سبيل المثال أنه لا توجد مخاطر باصابة الاطفال بعيوب خلقية عندما تستخدم الأم الباراسيتامول في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
الا ان دراسات اخرى اعتبرت ان الجرعة الزائدة من الدواء زهيد التكلفة تؤدي الى تلف الكبد والحساسية الجلدية الشديدة.
كما كشفت دراسة في مجلة "جورنال اونكولوجي" عن وجود صلة بين استخدام الدواء المعروف وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع سرطان الدم.