دور السينما السعودية تحقق نموا متسارعا لإيرادات الأفلام

هيئة الأفلام تكشف في تقريرها النصف السنوي أن قطاع السينما في المملكة يتصدر المراكز الأولى على مستوى الشرق الأوسط.
سالم باعجاجة: الأرقام تعكس تجاوز الصناعة لكونها مجرد وسيلة للترفيه، لتصبح مساهمة في الاقتصاد المحلي

الرياض - كشفت بيانات رسمية لهيئة الأفلام السعودية أن 65 دور عرض سينمائي في السعودية موزعة على 21 مدينة حققت إيرادات بلغت 4.2 مليار ريال (1.12 مليار دولار)، منذ تدشين أول دار عرض في أبريل/نيسان 2018 حتى نهاية أغسطس/آب من العام الجاري.

واستعرضت الهيئة في تقريرها النصف السنوي حجم النمو الذي شهده قطاع السينما في المملكة، وتصدره المراكز الأولى على مستوى الشرق الأوسط كله خلال النصف الأول من عام 2024.

وعادت دور السينما إلى السعودية بعد حظر استمر لنحو 35 عاما، وذلك بتوجيهات من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يقود إصلاحات اقتصادية واجتماعية.

ففي ديسمبر/كانون الأول 2017، وافق مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي، حيث افتتحت في 18 أبريل/نيسان 2018 أول سينما في الرياض، ثم في 28 يناير/كانون الثاني 2019 افتتحت أول سينما في جدة، وفي 2020 افتتحت شركة "موفي سينما" السعودية الخاصة دار عرض سينمائية لها في الظهران السعودية، لتكون أول وجهة لعشاق السينما في المدينة القريبة من ساحل الخليج العربي في شرق البلاد.

وعلى الرغم من الارتفاعات التي شهدتها الإيرادات سنويا، سجل 2023 تراجعا طفيفا على أساس سنوي قدره 1.5 في المئة لتبلغ الإيرادات 922.6 مليون ريال، في حين سجلت الإيرادات في أول 8 أشهر من العام الجاري نحو 618.1 مليون ريال.

وكان يونيو/حزيران الأكثر تحقيقا للإيرادات بنحو 141.7 مليون ريال مقابل بيع 2.9 مليون تذكرة، وفقا لبيانات هيئة الأفلام.

وفي مطلع 2021، أعلنت وزارة السياحة أنه من خلال مبادرة "إطلاق وتفعيل قطاع السينما في المملكة"، وهي إحدى مبادرات رؤية 2030 المسندة إلى برنامج جودة الحياة، تم افتتاح 17 دار سينما في 10 مدن.

وقال الخبير الاقتصادي سالم باعجاجة إن الأرقام تعكس كيف أن الصناعة تجاوزت كونها مجرد وسيلة للترفيه، لتصبح مساهمة بشكل ملحوظ في الاقتصاد المحلي، مضيفا أن دور العرض تعد محركات اقتصادية تسهم في خلق فرص عمل وتنشيط الحركة التجارية في المناطق المحيطة.

وتابع في تصريحات صحفية أن دور السينما تتجاوز أهميتها في حدود توفير التسلية وإيجاد فرص العمل، إلى تقديم الدعم للقطاع السياحي بكل روافده، وتوفر فرصا استثمارية واعدة لرواد الأعمال في المدن الصغيرة، من خلال إنشاء نواد سينمائية صغيرة مختصة بنوع معين من السينما، مثل سينما الأطفال أو سينما الوثائقية الرياضية أو المختصة بأفلام الأبيض والأسود.

وبحسب البيانات، جاءت 4 أفلام أميركية في قائمة أكثر 10 أفلام مبيعا في شباك التذاكر السعودي في النصف الأول من 2024، كما ضمت القائمة 4 أفلام مصرية، وكذا فيلمين سعوديين الأكثر تحقيقا للإيرادات منذ انطلاقة السينما السعودية، وهما فيلم "مندوب الليل" بمبيعات 28.7 مليون ريال وفيلم "شباب البومب" بإيرادات بلغت 25.7 مليون ريال.

وكانت هيئة الأفلام أشارت مطلع العام الحالي في لقاء افتراضي مفتوح بعنوان "الأفلام السعودية في شباك التذاكر" إلى أن القطاع السينمائي السعودي توسع منذ إعادة افتتاح قاعات العروض السينمائية خلال 5 سنوات ليصل عدد شاشات السينما إلى 627 شاشة في 69 دار عرض حول المملكة، وتعد هذه النسبة مقارنة بعدد السكان ضمن النسب الأسرع نموا على المستوى العالمي، كما تجاوزت مبيعات التذاكر في عام 2022 و2023 حاجز الـ900 مليون ريال سنويا وفي عام 2023 تجاوز عدد تذاكر السينما المبيعة 17 مليون تذكرة.

وتعيش السينما السعودية انتعاشة كبيرة على ضوء الانفتاح الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤية "السعودية 2030"، فبفضل الإصلاحات التي بدأتها المملكة في السنوات الأخيرة تم دعم المبدعين السعوديين، بالإضافة إلى رفع الحظر عن الصالات السينمائية وتأسيس قاعات عرض جديدة، إلى جانب تنظيم فعاليات ترفيهية وثقافية.

وتسعى السعودية إلى إنشاء نحو 350 دار سينما، تحوي أكثر من ألفين وخمسمئة شاشة بحلول 2030، الذي يمثل موعدا لنهاية إنجاز تغيير اقتصادي عملاق في البلاد، حيث تأمل السعودية بيع تذاكر بنحو مليار دولار سنويا.