رئيس اتحاد كرة القدم التونسي وراء القضبان

حبس وديع الجريء على ذمة التحقيق يأتي بتهم فساد بعد شكوى تقدمت بها وزارة الشباب والرياضة، ومخاوف من عقوبات قد تفرضها الفيفا على كرة القدم التونسية.
هل تعاقب الفيفا كرة القدم التونسية؟

تونس - أصدر القضاء التونسي اليوم الخميس مذكرة توقيف بحق رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء على خلفية التحقيق معه في قضية فساد، وفق ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم محكمة تونس.

وأوقف القضاء التونسي ليلة الأربعاء الجريء على ذمة التحقيق في شكوى تقدمت بها وزارة الشباب والرياضة بتهم فساد في فصل جديد من علاقة متوترة بين السلطات والهيئة الرياضية الكروية الأعلى في البلاد. ويرأس وديع الجريء (51 عاما) اتحاد الكرة في تونس منذ العام 2012.

والخميس قال المتحدث باسم الوزارة شكري حمدة لوسائل اعلام محلية إن "قاضي التحقيق في محكمة تونس الابتدائية قرر الأربعاء حبس رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء في قضية رفعتها ضده وزارة الشباب والرياضة"، موضحا في تصريح لاذاعة موزاييك المحلية أنّ ملاحقة رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم قضائيا تتعلّق بالفساد المالي داخل الهيكل الرياضي المشرف على كل النوادي الكروية المحلية، وتحديدا بسبب "عدم شرعية العقد المبرم بين الاتحاد والمدير الفني باعتبار الملف حالة من الحالات التي ينطبق عليها الفصل 96 من المجلة الجزائية".

وقال حمدة إنّ وزارة الشباب والرياضة رفعت عدّة قضايا ضدّ العديد من الاتحادات الرياضية في إطار محاربة الفساد بتعليمات من الحكومة وفي إطار سياسة الرئيس قيس سعيد لمحاربة الفساد، مضيفا أنّ التركيز على ملف الاتحاد الكروي قد يعود إلى أنّه الأكثر شهرة ولذلك عرف تداولا أكبر، موضحا أنّ عديد الاتحادات الأخرى رفعت وزارة الشباب والرياضة ضدّها قضايا وتمّت على إثرها إيقافات وبطاقات إيداع بالسجن واجراءات أخرى.

في إطار الشفافية وتطبيق القانون

وأكّد أنّ "الوزارة تعمل في إطار الشفافية وتطبيق القانون، وأنّها لا تستهدف أيّ جامعة أو أيّ شخص بل تهدف إلى تطهير المناخ الرياضي وأنّ هذه القضايا تأتي ضمن مسار كامل منها قانون الهياكل الرياضية وقانون الرهان الرياضي وضمن مسار تشريعي ومسار تحقيق وبحثي تقوم به مصالح الوزارة"، مضيفا ''كلّما قدّرنا أنّ هناك جرائم، مهما كان اسم الجامعة ترفع الوزارة الأمر للقضاء الذي يحدّد الإدانة أو البراءة أو الإطار الضروري''.

والخلافات بين رئيس اتحاد الكرة والسلطات بلغت ذروتها في العام 2021 حتى أن الجريء حمل ووزير الشباب والرياضة كمال دقيش المسؤولية عن أي ضرر بدني أو مادي أو معنوي يلحق به أو بأي فرد من عائلته.

وكان رئيس الهلال الرياضي الشابي توفيق المكشر الذي يشن منذ أكثر عامين حملة على الجريء لجأ خلالها الى القضاء الدولي أكثر من مرة، في سابقة تونسية، قد أوقف من جهته أيضا الجمعة بتهم فساد مالي.

ودعم كمال دقيش معركة نادي الهلال الرياضي الشابي مع الجريء التي انطلقت في العام 2020 بعد عقوبات اتخذها الاخير اطاحت بالنادي من الدوي الاول وتسببت في نشوب احتجاجات في مدينة الشابة الساحلية وفوضى امنية استمرت عدة أشهر. وكانت "منظمة أنا يقظ" الناشطة في مجال مكافحة الفساد أثارت أيضا عدة قضايا ضده ولكن لم يوجه له القضاء أي تهم.

وتتسم علاقة رئيس الاتحاد بالسلطة في السنوات الاخيرة بالتوتر بسبب اتهامات بالفساد وسوء الإدارة، ما هدد بشكل مباشر مشاركة تونس في مونديال قطر، بينما يخشى مراقبون من عقوبات قد تفرضها الفيفا على كرة القدم التونسية بسبب ما قد تعتبره المنظمة الكروية الدولية تدخلا سياسيا في شؤون اتحاد كرة القدم منظورها الكروي. وسبق أن حذر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من تدخل السلطة في إدارة اتحاد الكرة.

وكانت الكويت عانت من الإيقاف دوليا لسنوات بسبب تعارض قوانين الاتحاد المحلي للعبة مع القوانين الدولية والتدخل الحكومي في شؤون الاتحاد المحلي. كما تعرضت للإيقاف أيضا من طرف اللجنة الأولمبية الدولية وحرم الإيقاف الكويت من استكمال التصفيات المؤهلة إلى نهائيات مونديال 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات وحرمت الأندية المحلية من المشاركة في أي بطولة قارية، كما حرم الرياضيون الكويتيون من المشاركة باسم بلدهم في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية العام الماضي واضطروا للعب تحت العلم الأولمبي، قبل رفع الايقاف.