مدينة تونسية خارج ملعب حكومة المشيشي بسبب خلاف كروي

تعليق نشاط نادي هلال مدينة الشابة من الاتحاد الكروي التونسي بالتزامن مع تنافس محموم بين شخصيتين تونسيتين بارزتين لرئاسة الاتحاد الإفريقي يفضي الى عزل المنطقة وغلق كل منافذها ودخولها في اضراب عام مع التلويح بعصيان مدني في غياب اي تدخل حكومي.

الشابة (تونس) - أوقد خلاف بين نادي هلال الشابة والاتحاد التونسي لكرة القدم فتيل مظاهرات غاضبة الأحد وادى لاضراب عام الاثنين وسط تلويح باعلان العصيان المدني، في تطور دراماتيكي يتزامن مع تنافس محموم بين شخصيتين تونسيتين رياضيتين على الترشح لرئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

وأغلقت العديد من المتاجر والمحلات والادارات أبوابها في مدينة الشابة الساحلية الاثنين، كما عمد متظاهرون الى اغلاق المدخل الرئيسي للمدينة وحرقوا اطارات، بينما تظاهر آخرون حاملين رايات الفريق باللونين الأبيض والأخضر في تحد لكل التوجيهات الصحية الملزمة بالتباعد الاجتماعي في وقت تشهد فيه البلاد تصاعدا خطيرا في عدد الاصابات بفيروس كورنا المستجد.

وكان رئيس بلدية المدينة اعلن الاحد استقالته فيما لوح بقية اعضاء المجلس البلدي بالحذو حذوه احتجاجا على ما اعتبروه استهدافا للمدينة وتراكما لمشاكل مالية واجتماعية غذت الاحتقان.

ويحتج أنصار وجماهير "الهلال الرياضي الشابي" ضد قرار اتخذه الاتحاد التونسي للكرة يقضي بتعليق نشاطه.

وأقرّ الاتحاد التونسي لكرة القدم السبت تعليق نشاط جمعية هلال الشابة ومنعه من المشاركة في المسابقات التي ينظمها لموسم 2020-2021.

وعزا الاتحاد قراره إلى "عدم اكتمال ملف انخراط جمعية الهلال الرياضي الشابي رغم مراسلة النادي وتذكيره في العديد من المرات".

ونشب خلاف حاد بين الجريئ ورئيس نادي هلال الشابة توفيق مكشر منذ أشهر بعد ان نشر الأخيرسلسلة تديونات على موقع فيسبوك تهاجم مسؤولي الاتحاد وتتهمهم ضمنيا بالفساد وسوء التسيير.

وتعرض الهلال الى سلسلة من العقوبات المالية الكبيرة في تموز/يوليو الفائت اغلبها جاء على خلفية هذه التدوينات التي اقرت ادارته بالمسؤولية عنها، فيما اعتبره احباء النادي اجحافا من الجريئ وتشريعا لنهج "ديكتاتوي" معادي لحرية التعبير.

وفي حوار تلفزي الأحد، اكتفى رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي عن "تفهمه" لغضب الجماهير ودعاهم للاعتراض عن قرارات الجامعة وفقا للقانون.

من جهته دعا الفرع المحلي للاتحاد العام التونسي للشغل، النقابة العمالية الأكبر في تونس، في بيان الى الالتزام بالاحتجاج السلمي محملا مسؤولية الأزمة الى السلط المحلية والوطنية متهما أياها بـ"الفرجوية" ومنددا بالغياب الكامل للدولة في المدينة.

وعبر ممثل الاتحاد المحلي البحري الهذيلي في تصريحات اذاعية عن استيائه من تصريحات رئيس الحكومة وتملصه الكامل من المسؤولية مشبها حكومة المشيشي بـ"حكومة المنطقة الخضراء"، في احالة على الاسم الشائع للحي الدولي في بغداد الذي تولت منه قواة الاحتلال الأميركية ادارة العراق ابان الغزو في 2003 في ظل فقدانها السيطرة على بقية ارجاء البلاد.

واعتبر الهذيلي ان الخلاف بين رئاسة جمعية هلال الشابة والاتحاد التونسي لكرة القدم مفتعل ويخفي صراعا أكبر على مصالح مالية وكروية بين ما وصفه بقطبي الفساد في اشارة ضمنية الى رئيسي الجمعية والاتحاد الكروي، منبها من امكانية خروج الوضع الأمني عن السيطرة كليا.

تشبيهات لحكومة المشيشي بحكومة المنطقة الخضراء

ويخوض رئيس الاتحاد منذ العام 2012 وديع الجريئ حملته بعد ان ترشح لرئاسة الاتحاد الافريقي لكرة القدم، كما أن رجل الأعمال التونسي وعضو مجلس فيفا والاتحاد الافريقي طارق بوشماوي قدم هو الآخر ترشحه للمنصب ما أثار تنافسا محموما بين الطرفين وامتعاضا لدى الرأي العام المحلي من تشتيت الجهود وتفويت ما يعتبرونه فرصة مواتية لكسب الرهان الانتخابي.

وتحسب بعض الأطراف الكروية رئيس جمعية الهلال على شق بوشماوي، كما تعتبر العداء بين المكشر والجريء قديما ويعود الى انتخابات الاتحاد الكروي التي رفض فيها الاول تجديد الثقة في رئيس الاتحاد.

وتنص القوانين الجديدة للاتحاد الأفريقي على أن كل مرشح لرئاسة الـ"كاف' يكون مطالبا بالحصول على ثلاث تزكيات من ثلاثة اتحادات محلية من بينها اتحاد بلاده، وهو ما يستوجب على بوشماوي أن يحصل على تزكية من رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء لاستكمال شروط ترشحه، ما يعني ضرورة تنازل أحدهما للاخر.

وتتردد معلومات متضاربة من وسائل إعلام تونسية تفيد بأن رئيس الاتحاد التونسي الجريء متمسك بترشحه ولن يدعم بوشماوي في انتخابات 12 مارس/اذار 2021 بسبب خلافات بين الرجلين حول مكانة تونس في الكاف، عندما تولى الأخير مناصب عدة في الهيكل الكروي القاري، فيما تشير اخرى الى احتمال وصول الطرفين قريبا الى تسوية.