رئيس الصومال يبحث مع السيسي تطورات القرن الافريقي والبحر الأحمر
القاهرة – بحث الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والصومالي حسن شيخ محمود الاثنين الأوضاع الأمنية والسياسية في القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر، ومشاركة مصر العسكرية والشرطية في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال، حيث يسعى البلدان الى تعزيز التعاون العسكري.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي إن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات ثنائية مغلقة في مدينة العلمين بشمال مصر أعقبتها مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين "للتشاور حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الإقليمية والقارية".
ووقعت مصر والصومال إعلانا سياسيا مشتركا في يناير/كانون الثاني برفع مستوى العلاقات بين القاهرة ومقديشو إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وقال السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصومالي إن مباحثات الاثنين شهدت "نقاشا معمقا حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام، وفي مقدمتها الأوضاع الأمنية والسياسية في القرن الأفريقي، وأمن البحر الأحمر".
وأضاف "توافقنا على استمرار تكثيف التعاون لضمان استقرار هذه المنطقة الحيوية، لما لها من تأثير مباشر على الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي".
ودعت مصر المجتمع الدولي لدعم "تمويل كافٍ" لبعثة السلام بالصومال، بعد يومين من حديث الاتحاد الأفريقي عن جهود لاستكمال الوجود المصري بالبعثة.
وخلفاً لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية "أتميس"، التي انتهت ولايتها نهاية 2024، بدأت بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال، المعروفة باسم "أوصوم"، عملياتها رسمياً في بداية يناير/كانون الثاني الماضي، بعد اعتماد مجلس الأمن الدولي قراراً بشأنها في ديسمبر/كانون الأول 2024، لفترة أولية مدتها 12 شهراً، بهدف دعم الصومال في مكافحة حركة "الشباب" التي تتصاعد عملياتها في الصومال منذ 15 عاما.
وأواخر ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات صحافية مشاركة مصر في البعثة التابعة للاتحاد الأفريقي بالصومال بناءً على طلب الحكومة الصومالية وترحيب من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي.
وأضاف الرئيس المصري في المؤتمر الصحفي "اتفقنا في هذا الصدد على أهمية التنسيق مع الشركاء الدوليين، في إطار تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، لضمان توفير تمويل كافٍ، ومستدام، وقابل للتنبؤ لتلك البعثة، بما يمكّنها من تنفيذ ولايتها على نحو فعال".
ولم يوضح الرئيس المصري هل وصلت قوات بلاده إلى الصومال أم لا، غير أن أزمة التمويل لا تزال منذ أشهر محل حديث داخل أروقة الاتحاد الأفريقي، وأكد رئيس مفوضية الاتحاد، محمود علي يوسف في اجتماع للبعثة في أوغندا في أبريل/نيسان الماضي، ضرورة "توفير التمويل اللازم لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال".
ونبه يوسف وقتها إلى أنه "لا تزال هناك موانع لتطبيق قرار مجلس الأمن بشأن بعثة دعم الصومال، وسيتطلب الأمر جهداً جماعياً لحشد موارد مالية تصل إلى 190 مليون دولار عام 2025".
وفيما يتعلق بالتعاون في المجالين العسكري والأمني، أضاف السيسي في المؤتمر الصحافي ذاته "أكدنا التزامنا بمواصلة التنسيق في إطار بروتوكول التعاون العسكري الموقّع بين بلدينا في أغسطس/آب 2024، لتعزيز دور المؤسسات الوطنية في حفظ الأمن والاستقرار، ومكافحة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.
وأضاف "اتفقنا على أهمية البناء على الزخم الراهن، واتخاذ خطوات ملموسة لتعميق التعاون في مجالات محددة تحظى باهتمام مشترك، لا سيما في الجوانب السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية".
ووقعت مصر والصومال، في أغسطس/آب الماضي، بروتوكول تعاون عسكري، واتفق البلدان حينها على مشاركة مصر في البعثة الأفريقية لحفظ السلام خلال الفترة في 2025 - 2029، ودعمت القاهرة مقديشو بمعدات عسكرية في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتأتي هذا المباحثات بينما تدور معارك بين القوات المسلحة الصومالية وعناصر من حركة الشباب الجهادية في الصومال في بلدة استراتيجية تقع على بُعد نحو 300 كيلومتر شمال شرق مقديشو، بحسب ما أفاد مصدر أمني محلي وكالة فرانس برس الاثنين.
وتتكرر هجمات حركة الشباب الإسلامية المتمردة منذ أشهر في هذا البلد الفقير الواقع في القرن الإفريقي.
وقال عبد الله عدن وهو قائد ميليشيا محلية عبر الهاتف إن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة شنت هجوما على بلدة موكوكوري "باستخدام مركبات مفخخة ومئات المقاتلين" وأعلنت مسؤوليتها عنه.
وأضاف "تمكنوا من السيطرة على البلدة بعد انسحاب القوات الصومالية وميليشيا المجتمع المحلي تكتيكيا من مواقعها”، مؤكدا أن “قتالا متقطعا" ما زال مستمرا.
وتتمتع بلدة موكوكوري بموقع استراتيجي، إذ تشكل مدخلا إلى مدن رئيسية عديدة أخرى في منطقة هيران في وسط الصومال. واحتلت حركة الشباب هذه البلدة، في الماضي خصوصا عام 2016. وأفادت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية "صونا"، بأن الهجوم على موكوكوري أُحبط، وقُتل "عدد من المسلحين خلال القتال".
وفي أبريل/نيسان، سيطرت حركة الشباب على بلدة عدن يابال، الواقعة أيضا في منطقة هيران، حيث يقع مركز عسكري تابع للحكومة الصومالية.
وتضم البلاد أكثر من 10 آلاف جندي من بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار في الصومال "أوصوم" إلا أنها لم تمنع جهاديي حركة الشباب من مواصلة شن هجمات.
وفي نهاية يونيو/حزيران، قُتل سبعة جنود أوغنديين على الأقل خلال اشتباكات مع حركة الشباب في بلدة في منطقة شبيلي السفلى.
وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن انفجار قنبلة في 18 مارس/آذار في وسط البلاد بعد وقت قصير من مرور الموكب الرئاسي، وأطلقت في مطلع نيسان/أبريل عدة قذائف قرب مطار العاصمة ما أثار مخاوف من تجدد الهجمات.