رئيس وزراء اليمن يتهم قطر بدعم الحوثيين

معين عبدالملك يؤكد ان الدوحة تنشر الفوضى في بلاده منذ اعلان المقاطعة العربية وذلك عبر خلق بؤر توترات فى بعض المحافظات.
عبدالملك يتهم الدوحة بالعمل على دعم الحوثيين بالمال والسلاح والإعلام والعلاقات العامة
قطر تعمل على إضعاف الحكومة الشرعية في اليمن وإفشال جهود استعادة الدولة
رئيس وزراء اليمن يتهم الدوحة بإطلاق حملات تشويش كجزء من سياسات التخريب
قطر تخرق الاجماع العربي في عدد من الملفات من بينها الملف اليمني
عبد الملك يحذر من التدخلات التركية في اليمن ومن وجود تحالف مع ايران يستهدف مصر

الدوحة - تصر قطر على نشر الفوضى في عدد من الدول العربية رغم ما تتعرض له من عزلة في المنطقة بسبب سياساتها في دعم الجماعات المتطرفة والمتمردة في اليمن وسوريا وليبيا.
وفي هذا الصدد وجه رئيس وزراء اليمن الدكتور معين عبد الملك تهما صريحة للدوحة بالتورط في نشر الفوضى في بلاده والعمل على دعم الحوثيين بالمال والسلاح والإعلام والعلاقات العامة منذ وقت مبكر.
واضاف معين عبد الملك خلال زيارته للقاهرة  في تصريحات لصحفية "الأهرام" (رسمية) نشرتها الاثنين،ان الدوحة باتت تتدخل بشكل علني ومفضوح في الملف اليمني منذ اعلان المقاطعة العربية والخليجية مضيفا "صار الدعم القطري للمتمردين واضحا وعلنيا".
واتهامات معين عبد الملك توثقها مواقف وسائل الاعلام التابعة للدوحة على غرار قناة الجزيرة التي تحولت الى بوق دعاية للمتمردين وهو ما يثير غضب السلطات اليمنية والشعب اليمني الذي يرزح تحت حكم الحوثيين منذ 5 سنوات.
كما تعمل الدوحة عبر قناة الجزيرة واذرعها الإعلامية على توجيه التهم للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يمثل احد اعمدة مواجهة المتمردين الحوثيين فيما تدعم حزب الإصلاح الاخواني في انتهاكاته التي ادت الى تعميق الازمة اليمنية لصالح المتمردين.
وكشف رئيس وزراء اليمن ان سياسات الدوحة تتمثل في إضعاف الحكومة الشرعية في اليمن، وإفشال جهود استعادة الدولة، وخلق بؤر توترات فى بعض المحافظات، وتمويلها وإطلاق حملات تشويش كجزء من سياسات التخريب.
ونشر الفوضى والتخريب سياسات قطرية ليست بالجديدة فالدوحة مثلت ملاذا امنا للمتطرفين والجماعات المتشددة على غرار جماعة الاخوان التي تسعى الى ضرب وحدة الدول.

كما تتعمد قطر الى خرق الاجماع العربي بخصوص عدد من الملفات من بينها الملف اليمني خدمة لمصالح واجندات اقليمية.
وفي 2017 قررت عدد من الدول العربية على غرار المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية ومملكة البحرين مقاطعة قطر حتى تنفذ 14 مطلبا من ابرزها التوقف عن دعم التطرف وزعزعة استقرار الدول العربية.
ولا تزال الدوحة ترفض تنفيذ تلك المطالب بحجة الدفاع عن السيادة الوطنية بل وتعمل قطر على تصعيد تدخلاتها في المنطقة بالتحالف مع تركيا.
كما عمد التحالف العربي في اليمن سنة 2017 الى إنهاء مشاركة القوات القطرية في العمليات العسكرية ضد المتمردين.
وامام حجم الانتقادات التي تتعرض لها قطر من عدد من المسؤولين العرب تتحصن الدوحة بالانكار ككل مرة حيث أعربت قطر، الثلاثاء، عن استغرابها الشديد من الزج باسمها في الحرب في اليمن، ورفضها لاتهام رئيس الوزراء اليمني.
وقالت الخارجية القطرية، في بيان: "كان أحرى برئيس الوزراء (اليمني) أن يوفر هذا الجهد الكبير الذي بذله في كيل الاتهامات المضحكة لقطر، وأن يوجه هذه الجهود ويركزها لوقف مأساة اليمن الشقيق، وإيجاد صيغة للم شتات الشعب اليمني وتوفير احتياجاته الملحة."
والرد القطري يكشف حجم العزلة والاحراج التي تعيشها القيادة القطرية لكن رغم ذلك تواصل الدوحة تهديد سيادة الدول ومواقفها في دعم ميليشيات الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي ابرز دليل على تلك السياسات.

ووجه رئيس الوزراء اليمني رسالة الى الحوثيين خلال حوار مع برنامج "رأي عام" مع الإعلامي عمرو عبد الحميد عبر شاشة " تين" مساء الثلاثاء قال فيها "يكفي كل هذه الدماء التي أريقت في اليمن، ونحن كيمنيين الأساس هو المصالح العليا لليمن على هذا الأساس نستطيع أن نجلس بدون وسطاء إذا ظلوا دائما بندقية في يد التدخل الإيراني فهم خنجر في خاصرة اليمن".

وأضاف "ستتعافى اليمن وقادرون على تخطى الأمر ولكن تبقى الذكرى لمن ساعدنا في هذه الظروف ولمصر دور كبير في ذلك".
وتحدث معين عبد الملك عن التحديات امام الامن القومي العربي قائلا " نقلت رسالة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السيسي، وكان مضمونها أن الظرف الذي تمر به المنطقة هو ظرف دقيق وخطير، التحديات الاقليمية، التدخلات الاجنبية، الأمن في المنطقة، في البحر الاحمر، والأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي مضيفا " كان هناك نقاش وتحدثنا بوضوح، كما أوصاني الرئيس منصور إن موقفنا مع موقف مصر في مواجهة الأخطار المشتركة التي تهدد الأمن القومي العربي.
واكد رئيس وزراء اليمن ان مصر والسعودية لعبتا دوراً كبيراً في الحفاظ على شرعية الدولة اليمنية وعدم انزلاقها نحو المليشيات الحوثية مضيفا أن مصر ساعدت اليمن في الانتقال خلال الدولة الحديثة بإنشاء المدارس، وليس فقط في دعم الثورة عام 1962 كل ما يتعلق من نقل اليمن وإخراجه من عصور الظلام كان بدعم مصري كبير.
وأكد أن الدبلوماسية المصرية كان لها دوراً كبيراً في 2015 في الحفاظ على شرعية الدولة اليمنية، فموقف مصر واضح في وحدة اليمن وسلامة واستقرار أراضيه، كل هذه المواقف شكلت ركنا أساسيا في المرحلة الماضية.
وتابع "نحن في مرحلة تعافي أو نحاول الآن بعد إتفاق الرياض لترتيب مرحلة تعافي تساعدنا على إنهاء الحرب التي أشعلها الحوثيين لتدمير اليمن".
وتطرق للدور السعودي، قائلأ إن المملكة العربية السعودية تلعب دور غير عادي لمساعدة اليمن في المرحلة القادمة، مواصلا: "نحن نبني الجيش من جديد ونبني الأجهزة الأمنية، خفر السواحل بلد كبير مهم جنوب البحر الأحمر على أهم المضايق المائية، اليمن تعرض لضربة كبيرة بسبب هذه التدخلات".
وحول التدخلات التركية قال رئيس وزراء اليمن الدكتور، إن الدور الذي تنوي تركيا لعبه في اليمن مرفوض ولن نسمح به.
وأضاف "تركيا تتحدث عن رغبة للدخول والتواجد في اليمن بشكل أو بآخر لكن موقف الدولة واضح لايوجد أي مساحة لموقف تركي في اليمن  إلا إذا كان عن طريق أبواب خلفية".

الحكومة اليمنية ترفض التدخلات التركية عبر تمويل بعض الفصائل
الحكومة اليمنية ترفض التدخلات التركية عبر تمويل بعض الفصائل

وأشار إلى أن الحكومة اليمنية ترصد حتى الآن محاولات تركية للتدخل، وقد يكون هناك تمويلاً لبعض الفصائل، مضيفا: "لا يشترط التمويل التقارب الأيديولوجي مع تركيا، ولكن قد يكون تمويل الفصائل باليمن في إطار موضوع التنسيق التركي الإيراني".
وقال معين عبدالملك، إن ما يحدث في ليبيا هو الأخطر خلال الـ 50 عاماً الماضية، فما يحدث في ليبيا يهدد الأمن القومي العربي بكافة دوله مضيفا انه "خلال السنوات الماضية كانت الحدود مفتوحة وتدفق السلاح وجماعات متطرفة، وموضوع سد النهضة وغيرها من الأمور بشكل أو بآخر توضح إن هناك رغبة في تقييد مصر واستهداف الأمن القومي العربي.
وتابع "أنا تحدثت عن دول الارتكاز المملكة العربية السعودية هى أيضا بشكل أو بآخر وازنة في المنظومة العربية ومهم أن تستعيد الدول العربية الباقية دورها، هناك خطوات في العراق لاستعادة العافية وفي دمشق كذلك".
واستطرد قائلأ: "ما حدث خلال العشر سنوات الماضية كان خطير والآن الهدف من هذه الاستراتيجية الوصول إلى مصر وإلى دول الاستقرار الحقيقي فما يحدث في ليبيا على حدود مصر الغربية اقلقنا بشكل كبير"، وأكد أنه مع دعوة دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في موضوع الدعوة لحلول سياسية بليبيا ومنع التدخلات الأجنبية وهذا الموضوع لن يعود إلا باستعادة منظومة العمل العربي عن طريق الجامعة العربية فالتحالف الإيراني التركي يحاول زعزعة الأمور في الدول العربية.