رائد أدب الطفل يعقوب الشاروني في حوار السبعين عاما من الابداع

شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 يصل عدد إبداعاته من تأليف وترجمة إلي 400 كتاب، ويعتبر نفسه على مدار عمره كله بأنه كاتب أدب طفل، في الوقت الذي قد يخجل بعض أصحاب هذا التخصص من اللقب.

الشاروني، اسمه علم في أدب الطفل في العالم كله، وهو شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2023، وتمتد رحلة عميد أدب الطفل الذي يبلغ من العمر 93 سنة 70 عاما من الإبداع الأدبي والذي وصل عدد إبداعاته من تأليف وترجمة إلي 400 كتاب.

واعتز الشاروني على مدار عمره كله بأنه كاتب أدب طفل، في الوقت الذي قد يخجل بعض أصحاب هذا التخصص من اللقب، نظرا لما ينظر له أحيانا من أن كتاب أدب الطفل هم كتاب درجة ثانية.

كما أنه أول كاتب أدب طفل يحصل على جائزة الدولة التقديرية، وحصل عليها عام 2022.

يمر الكاتب الكبير حاليا بوعكة صحية جعلته غير قادر على المشاركة في الفعاليات الثقافية، إلا أن ذلك لم يمنعه من متابعة الجديد في أدب الطفل، والكتابة أيضا، فصدر له "ثورة الأمهات في بيت الأسد" عن دار نهضة مصر 2023، كما صدر له عن المكتبة الخضراء "سفن الأشياء الممنوعة"، "البخلاء للجاحظ"، "نبهان وقمر الزمان" عن دار المعارف، ويعكف على كتابة رواية عن البحر المتوسط، حيث يشغله حاليا بشدة الكتابة عن الصحراء والبحر.

والشاروني كما يقول أن أكثر ما يسعده هو إطراء طفل أو كلمة أم تهمس له: "كتاباتك فعلت مع ابني المستحيل"، لذلك فالحوار معه يحمل ثراء تجربة شيخ وطموح وحماس شاب متجدد بالأفكار والإبداع وحماس للكتابة لا يفتر.

 نحب أولاً أن نطمئن على الحالة الصحية لرائد أدب الأطفال الأستاذ يعقوب الشاروني؟

* الصحة بخير يمكن أكون حاليًّا أقل الحركة في حضور الندوات لكنى متابع جيد لكل ما يحدث على الساحة الثقافية وأدب الطفل والحركة الصحفية من خلال القراءات اليومية وعن طريق وسائل النت المعروفة، وكثير من الأصدقاء يرسلون إليّ أعمالهم للمناقشة.. والحقيقة أني اكتشفت أننا نحتاج لفترة لنعيد قراءة الكثير، وكان لدى عدد من المشاريع التي أقوم على تنفيذها، فأنا مريض مسالم جدًّا وأسمع نصائح وإرشادات الأطباء لي، وأختار الوقت المناسب لممارسة عدد من الأعمال في مجال الكتابة والبحث، وأحيانًا أحتاج إلى مناقشة بعض الأمور من خلال زيارة الأصدقاء. 

ما الذى ينقص كتاب الطفل المصري ليصل للعالمية؟

* التعبير من خلال الواقع المحلى، وفي نفس الوقت الصدق مع جوهر الإنسان، هو الذى يقود إلى العالمية. وكلما كان الكاتب معايشًا لقضايا مجتمعه، كلما زادت قدرته على تقديم المتميز في إبداعه الأدبي. إن الكشف عن الجوهر الإنساني في كفاح الإنسان ليغير حياته إلى الأفضل، وفي أن يعرف نفسه والآخرين على نحو أفضل، وذلك عن طريق الفن وليس على حساب الفن، هذا هو الأساس للوصول إلى العالمية. كذلك نحن في حاجة إلى تشجيع قيام حركة نقدية نشطة في مجال أدب الأطفال. مع إعطاء اهتمام خاص لترجمة أهم الدراسات النقدية الأجنبية حول قصص وأدب الأطفال وكتبهم، فبغير حركة نقدية واعية ومستمرة، لن نجد تقدمًا حقيقيًّا يواكب تغيرات العصر وتحدياته لنصل إلى العالمية.

هناك أزمة نشر عالمية، كيف ترى تأثير تلك الأزمة على نشر كتاب الطفل؟

أدب الطفل متقدم جدًّا، والدليل أنه يوجد على الأقل نحو 15جائزة عربية لأدب الطفل، وغالبية الحاصلين على هذه الجوائز مصريين، وهو ما يبرهن على وجود عدد كبير من كتاب أدب الأطفال في مصر، لكنى أدرك تمامًا أن هناك مشكلة تتمثل في النشر، وهذا بسبب التكلفة، التي أصبحت ضاغطًا بنسبة كبيرة على دور النشر " الكتاب اليوم بيتكلف ضعف تكلفته من 8 سنوات".

ما هي أهم أسماء كتاب أدب الطفل الحاليين من وجهة نظر رائد أدب الطفل أستاذ يعقوب الشاروني؟

يوجد عدد كبير ومتميز من كتاب أدب الطفل وكلها اسماء تعمل وتتقدم للجوائز ودور النشر وتحصل على الجوائز وكلها أمور طيبة وهناك أسماء وأخشى أن أنسى أحد، ولكني متابع لإنتاج الكثير منهم ودائما متفائل لحال أدب الطفل في مصر والوطن العربي.

لماذا لا توجد جائزة في أدب الطفل مصرية عالمية مثل جائزة اتصالات يشارك فيها كُتَّاب من كل أنحاء الوطن العربي، خاصة وأن الكُتَّاب المصريين يحصدون جوائز أدب الطفل العربية بشكل شبه سنوي؟

* تجربتى العملية تؤكد أن القراء لأدب الأطفال يزداد عددهم عامًا بعد عام، والدليل أن بعض كتبى للأطفال يعاد طبعها مرة كل سنة.

 لكن المشكلة أن دور النشر تواجه قدرًا من البطء في توزيع كتب الأطفال حاليًّا، لأن ميزانية الاقتناء للمكتبات المدرسية بوزارة التربية والتعليم أصبحت غير كافية، وهي أهم مشترى لكتب الأطفال. كما أن الأسرة المصرية بوجه عام لا تشترى للأطفال الكتب المناسبة لعمرهم، خاصة مع ارتفاع ثمنها.

ونرجو أن تعود مكتبة الأسرة لتقديم كتب الأطفال الجيدة بأسعار تناسب دخل كل أسرة. كذلك لا توجد حاليًّا في مصر جوائز كبرى لأدب الأطفال، وبالتالي يعاني الكُتاب الجدد من الشعور بعدم اهتمام المجتمع بما يكتبون، ولابد من تنظيم مسابقة مصرية قومية سنوية لكُـتَّاب أدب الأطفال.

 أما عما يُقدم حاليًّا من كتب للأطفال، فمستواه مرتفع، بدليل أننا نحصل على جوائز في كل مسابقة عربية؛ فالمصريون في مجال المنافسة على مستوى العالم العربي نجدهم دائمًا في المقدمة.

 لكن أدب الأطفال في مصر والعالم العربي يواجه مشكلة من عدم وجود حركة نقدية نشيطة تواكب ما يصدر من كتب للأطفال. ولابد للارتقاء بمستوى ما يكتبه أدباء الأطفال، أن توجد حركة نقدية نشطة تتابع كل ما يقدمونه، لكى يتعرف كل كاتب على مواضع القوة والضعف في إنتاجه. وكذلك لكى يتعرف المربون والآباء والأمهات والمدرسون على الجيد فيما ينشر للأطفال، وهذه ليست مشكلة في مصر فقط بل في كل أنحاء العالم العربي كله.

هناك مساعي غربية لنشر أفكار تخالف ديننا وثقافتنا ومن ضمنها المثلية الجنسية، حتى أنه نشرت إحدى الأمهات فيديو تستنكر وجود كتاب يروج للمثلية الجنسية في إحدى دور النشر المصرية، الذى أدى لاعتذار الناشر ورفع الكتاب من المكتبة، كيف نواجه ذلك؟

* المحتوى المقدم للطفل يؤثر بقوة على هويته ولم تعد مصادر استقاء الطفل للمعلومة مقتصرة على الكتاب أو القصة فقط وإنما أصبح هناك التليفزيون والهواتف، وأصبحت هذه الأجهزة تستنفذ الكثير من وقت الطفل، وهو ما يؤثر بلا شك في القيم والسلوكيات خاصة في غياب الرقابة على المحتوى المعروض في كل منهما : "يجب أن نهتم بالمحتوى المقدم للطفل في كافة المجالات".

 ما رأيك في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وكيف يواجه كُتَّاب الطفل ذلك؟

* صناعة ونشر الكتاب الورقي للطفل تقدمت في معظم أنحاء العالم العربي، حتى أصبحت الآن في مستوى الكتب الورقية في العالم المتقدم. لكن إذا كان المقصود هو التطور السمعي والبصرى، فإننا نستطيع القول إن أدب الطفل في العالم العربي كله لم يتقدم نحو كتب صغار الأطفال التي تطلب من الطفل أن يستخدم كل حواسه ليستقبل ما يقدمه الكتاب، بغير الاعتماد فقط على الكلمة والصورة المسطحة. إن تكنولوجيا كتاب الطفل أصبحت تعتمد فيما تقدمه لصغار الأطفال، من الميلاد حتى 7 أو 8 سنوات، على أن يستخدم الطفل كل حواسه لاستقبال ما يقدمه له الكتاب من موسيقى وأصوات وملمس ورائحة وأشكال تتجسم وتتحرك. أى أنها كتب تتطلب استخدام كل حواسه التي يتعرف عن طريقها على العالم من حوله من بداية أول سنة من عمره. إنها كتب تستعير من اللعبة أهم ما يجذب الطفل إليها، لأن الطفل الصغير لا يستخدم الكلمات في التعامل مع اللعبة إلا في نطاق محدود جدًّا، بينما يمكن تنمية مختلف قدرات ومواهب الطفل عن طريق استخدام حواسه المختلفة في التعامل مع اللعبة.  

ولابد من التأكيد على أن كافة الدراسات الحديثة تؤكد أنه غير مسموح تعريض الطفل للشاشات، أيَّا كان نوعها، من عمر يوم واحد إلى تمام عمر السنتين، لأن هذا يؤدى إلى ضمور أجزاء مهمة في المخ لا تنمو إلا إذا تم تشغيلها بكامل طاقتها في هذه الشهور الأولى من حياة الرضيع، وهي أجزاء مهمتها حفظ واسترجاع كل الخبرات التي يكتسبها الطفل عن طريق حواسه المتعددة.

ومن بداية السنة الثالثة من العمر حتى نهاية السنة الرابعة، من الممكن للطفل مشاهدة بعض البرامج القصيرة الموجهة إلى هذا العمر، وهي برامج يجب أن يختارها المربى بعناية، مع مشاركته للطفل أثناء مشاهدتها، ليشرح ما يجب شرحه، أو منع الفهم الخاطئ لبعضها - ذلك أن خبرة الطفل المحدودة تؤدى في أحيان كثيرة إلى فهم خاطئ لما يراه على الشاشة على نحو يبتعد كثيرًا عن المقصود منها.

وقد بدأت كُتب ما قبل المدرسة تبتعد كثيرًا عن شكل الكُتب الموجهة إلى الأطفال الأكبر سنًّا، لتتلاءم مع  ما يُمكن أن نُسميه "القراءة بالحواس الخمس". لقد كانت كُتب الأطفال أقل من سن المدرسة تعتمد في مُعظمها على الصور فقط، أو على الصور التي تُجاورها كلمات قليلة على صفحة مسطحة ملساء، وكُـنَّا نطلق على هذه الكُتب اسم "كُتب الصور". لكن هذه الكُتب لم تكن تُتيح للطفل أن يتعامل معها إلا بحاسة البصر فقط، وحتى في هذا المجال، فإنها لم تكن تستخدم أهم العناصر التي تجذب حاسة البصر، مثل التجسيم والحركة والملمس.

لهذا فإن المُشاركين في تقديم الكُتب من مؤلفين ومُصممين ورسامين وناشرين، لم يلبثوا أن أدركوا الـدور الأساسى لمُختلف حواس الطفل في التعامل مع الكتاب، فبدأت ثورة حقيقية في تكنولوجيا صناعة كُتب صغار الأطفال، تهدف إلى إشراك أكبر عدد من حواس الطفل في التعامل مع الكتاب كما يتعامل الطفل مع اللعبة. وكنتيجة لهذه الثورة التكنولوجية، لوحظ تزايد الإقبال بشكل غير مسبوق على الكُتب الموجهة لسن ما قبل المدرسة، الذى جاء نتيجة الأساليب والأشكال الجديدة التي نجحت من خلالها هذه الكُتب في التعامل مع مُختلف حواس الطفل مُنذ أول سنة من عُمره.

إنها كُتب تم إبداعها لتُناسب أطفالاً لم يتعلموا القراءة بعد.. كُتب يقرؤها الأطفال، ليس بالكلمات، بل برؤية صفحاتها أو أجزاء منها تتجسم وتتحرك، تختفي وتظهر، وباللمس بالأصابع، وبالاستماع إلى الموسيقى والأصوات والكلمات، بل وبالشم أيضًا، فبهذه الوسائل يُدرك أطفال العالم، ويستطلعون، ويتعلمون، ثم يُـبْـدِعون. وهذا التعامل بمختلف الحواس مع الكتاب يستحيل تحقيقه بمجرد مشاهدة مختلف شاشات الأجهزة الإلكترونية.

كذلك فإن تربيتنا في البيوت العربية لم تعتد على وجود الكتاب في حياة الطفل إلا بعد أن يدخل المدرسة، في حين أن الطفل ينبغى أن يرتبط بالكتاب منذ شهور عُمره الأولى، فهناك كُتب يستطيع الطفل أن يتعامل معها بكل حواسه منذ صغره. فبالإضافة إلى الصور، تُصدر أصواتًا وموسيقى أو أنوارًا أو رائحة. كما أنها ذات ملمس من القماش أو الفرو أو البلاستيك، وهناك كُتب بها صور مجسمة أو أجزاء تتحرك مثل شباك يفتحه الطفل بنفسه ليرى ما الذى خلفه، وكل هذه الكُتب تتعامل مع مختلف حواس الطفل، وهي الوسائل الطبيعية ليتعرف الطفل من خلالها على العالم من حوله.

هذا بالنسبة لطفل ما قبل المدرسة، أما عن الأكبر سنًّا، فمن المهم أن تقوم الأسرة بدورها في توفير الكتب والقصص لأطفالهم وتشجيعهم وتقديم القدوة لهم لقراءتها. كذلك لابد من زيادة الاهتمام بمكتبة المدرسة. فالطفل يقضى وقتًا طويلاً في المدرسة، بينما المناهج الدراسية في بلادنا العربية لا تعتبر المكتبة جُزءًا من حياة الطلاب في أي مادة دراسية. إن الطفل يجب أن يتعود كيف يستفيد من المكتبة، ويصبح معتادًا على دخولها والبحث فيها عن عناوين جديدة، ومناقشتها مع مدرسيه.

هل كاتب أدب الطفل فنان أم مربي أم يمزج بين الفن والتربية؟

* كلما كان كاتب الأطفال على دراية بواقع الأطفال الاجتماعي والنفسي والبيئي واليومي، اختار موضوعات أعماله من بين ما يعيشه الأطفال في واقعهم أو خيالهم، فإذا كان الفن يأتي أولاً في مجال إبداع أدب الطفل، فلا يمكن فصل الفنان الذى يكتب للأطفال عن المربى الذي يدرك أثر كل كلمة يكتبها على القارئ الصغير، إن مؤلف أدب الأطفال، إذا كان مسلحًا بالرؤية الواعية لقضايا مجتمعه وقضايا الطفولة، فلابد أن يساهم ما يكتبه في التربية والتغير المجتمعي. لكننا نعود فنؤكد أن أية قيمة تربوية أو اجتماعية يتضمنها العمل الأدبي، لابد أن تأتى من خلال الفن، وليس على حساب الفن، إن الدنيا تتغير من حول الأطفال، ولابد لكاتب أدب الطفل أن يتنبه لهذه التغيرات.. ونتيجة لهذا تظهر معظم الاتجاهات الجديدة في أدب الأطفال العربي أو العالمي.

شخصيات أعمالك تنبض بالحياة، حتى المستوحى منها من شخصيات حقيقية مثل ليلة النار، كتبتها وكأنك جلست معهم وقابلت تلك الشخصيات بالفعل، كيف ترسم شخصيات قصصك؟

* في ملفاتي أفكار لعشرات القصص والروايات، ثم أعود إلى هذه الملفات أضيف إليها أفكارًا جديدة، أو أعيد صياغة بعض الموضوعات والقصص وأضيف إليها..

        ثم تأتى فترة أشعر أن أحد هذه الموضوعات قد بدأ يلح على خيالي وتفكيري، فأستخرج كل القصاصات التي سبق أن كتبتها حول الموضوع، وأبدأ  في وضع هيكل أو مخطط للعمل.. لكن هذا لا يتم دائمًا إلا بعد العثور على ما أسميه " مفتاح " العمل الروائي، أو بذرة العقدة والصراع بين الشخصيات - وعند العثور على هذا المفتاح، أبدأ في الكتابة - لكن هذا لا يمنع أن أعيد كتابة المخطط كله كلما تقدمت في  الكتابة. إن الشخصيات تفرض نفسها على الكاتب، والحدث يتحرك طبقًا لمنطق الأحداث وترابطها، وقد تتضح جوانب أخرى من وجهة نظري خلال الكتابة، فأعيد كتابة كل ما كتبت - إن الكتابة التي أرضى عنها هي التي أعيد كتابتها مرة بعد مرة، حتى أشعر أخيرًا بالرضاء عنها.

 لو تجولنا داخل مكتبة رائد أدب الطفل الأستاذ يعقوب الشاروني والتي تجاوزت 400 كتابا، ما الذي تختاره للحديث عنه معنا.

* أعتبر كل كتاب من كتبي، هو واحد من أبنائي. ومن الصعب على الوالد أن يُفاضل بين أبنائه. لكن عندما يتم طبع الكتاب ونشره، فإن العمل الأدبي يبدأ حياته الخاصة به في ميدان النشر ومكتبات البيع ومكتبات القراءة، وبالتالي ينصرف اهتمامي للأعمال الجديدة التي أنشغل في كتابتها، وبالتالي تستحوذ على أكبر قدر من عنايتي، مثلها مثل صغار الأبناء، الذين يستحوذون على أكبر وقت ومجهود وعناية ومتابعة من الآباء.