رابطة الأدباء بالكويت تحتفي بالسرديات العربية الكبرى

سليمان الشطي يتناول سرديات التراث العربي من خلال خمس سرديات كبرى.
كتاب كليلة ودمنة فلسفي فيه لغة وحبكة وتصوير دقيق وظاهر لطبائع الحيوان
اللقاء تناول مقامات بديع الزمان الهمذاني، أول كتاب ألف في فن المقامات

الكويت ـ نظمت رابطة أدباء الكويت أمسية ثقافية بعنوان "السرديات الكبرى في التراث العربي" حاضر فيها د. سليمان الشطي أستاذ النقد الأدبي بجامعة الكويت أدار الحوار الروائية أستاذة جميلة سيد علي.
تناول اللقاء سرديات التراث العربي من خلال خمس سرديات كبرى منها مقامات بديع الزمان الهمذاني، أول كتاب ألف في فن المقامات، وكتاب ابن المقفع كليلة ودمنة، والبخلاء للجاحظ، ورسالة الغفران لأبي العلاء المعري، وكتاب حي بن يقظان، لكون كل واحد من هؤلاء الأدباء يمثل مسارًا أدبيًا مختلفًا  ومغايرًا.
الأول ابن المقفع كتاب كليلة ودمنة، له أصل هندي لكن الصياغة لدى ابن المقفع فريدة من نوعها ولها أدب خاص يتميز بالعديد من الدلالات، ويتحدث عن قصص الحيوان ليأخذنا لكشف ما يدور حولنا في الحياة، وقدمها لنا بأسلوب مختلف يشد عقل القارئ ويجسد فيها صفة من صفات الإنسان. وصف للمحيط الخارجي ولكنه داخل الإنسان ذاته، ابن المقفع وضع دلالات مغايرة مركزا فيها على أدب الرعية والعلاقة بينهم وبين أنفسهم، وفيه بعد أخلاقي وسياسي وأدبي، فقد استطاع ابن المقفع أن يخلق نصًا أدبيًا في لغة وسرد دقيق وأعطى بعض النماذج التي كشفت عن الجانب السياسي.
كتاب كليلة ودمنة فلسفي فيه لغة وحبكة وتصوير دقيق وظاهر لطبائع الحيوان.
وتناول اللقاء مقامات بديع الزمان الهمذاني، أول كتاب ألف في فن المقامات، على الرغم من الشهرة الواسعة التي حققها بديع الزمان كأديب ورائد من رواد فن المقامة في الأدب العربي، وشاعر متميز، فإنه لم يترك نتاجًا أدبيًا وشعريًا كبيرًا، حيث لم يقدم ـ طوال عمره ـ سوى ثلاثة مصنفات هي: الرسائل، والمقامات، والديوان، ولكنه بالرغم من قلة إنتاجه فقد ترك بصمات واضحة على الأدب العربي، وكان واحدًا من أبرز رواده، ومن المبدعين القلائل الذين ابتكروا ألوانًا من الأدب لم يسبقهم إليها غيرهم.
كما تطرق اللقاء لحي بن يقظان، رواية تحكي قصة شخص يدعى حي بن يقظان نشأ في جزيرة وحده، وترمز للإنسان، وعلاقته بالكون والدين، واحتوت مضامين فلسفية.
وناقشت الأمسية كتاب البُخلاء الذي دوّن فيه أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ بعض صور البُخل في الذين قابلهم وتعرف عليهم في بيئته الخاصة خصوصًا في بلدة مرو عاصمة خراسان، وقد صور الجاحظ البخلاء تصويراً واقعياً حسياً نفسياً فكاهياً، وثق فيه حركاتهم ونظراتهم القلقة أو المطمئنة ونزواتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم وأطلع القراء على مختلف أحاديثهم، وكشف عن نفسياتهم وأحوالهم جميعاً.
وتناول الدكتور الشطي رسالة الغفران لكونها عملا أدبيا لأبي العلاء المعري، شاعر وفيلسوف عباسي تعتبر من أجمل ما كتب المعري في النثر، وهي رسالة تصف الأحوال في النعيم والسعير.
رابط اللقاء