رابطة الفنون التونسية تفتتح 'ممرا' في كنيسة سانت كروا
مساء الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2024 تحلت جدران وفضاءات قاعات الفضاء الثقافي "سانت كروا" بالمدينة العتيقة لتونس بعدد من الأعمال الفنية من لوحات ومنحوتات وخزفيات وفوتوغرافيا... وغيرها من ضروب الفنون البصرية ضمن المعرض الفني الدوري الذي تنظمه الرابطة التونسية للفنون التشكيلية ليكون هذه السنة تحت "ممر" (Passage).
هذا المعرض "ممر" يتواصل إلى غاية يوم 24 فبراير/شباط المقبل وحضر افتتاحه عدد من أصحاب الأعمال الفنية المشاركة وأحباء الفنون للفنون التشكيلية ورواد أنشطة فضاء سانت كروا التابع لبلدية تونس وتنوعت المنجزات الفنية المعروضة لتعكس حيزا من التجارب والتيارات والأساليب في المشهد التشكيلي.
هذا وتعد الرابطة لمعرض قريب خلال شهر فبراير/شباط بعنوان "أول مرة" وهو يخص الفنانين الذين لم يشاركوا من قبل في معارض رسمية، حيث يتاح لهم عرض أعمالهم بعد عملية الاختيار من قبل لجنة..
ومن ناحية أخرى فقد نطمت الرابطة مؤخرا ندوة ومعرضا فنيا بسوسة في قاعة المتحف الأثري بالجهة.. ندوة علمية ثقافية جمالية وفق تقديم لورقة علمية بمثابة البرنامج لمسار الندوة من قبل الدكتور الفنان خليل قويعة حيث تعددت الجلسات بشأن تجربة الفنان الراحل "عم الطيب" الطيب بالحاج أحمد في تنوع مميز لأساليب التناول النقدي والدراسي لعدد من الباحثين والفنانين والنقاد بسوسة وخارجها من المعنيين بالفنون الجميلة وشفعت المداخلات بنقاشات..
وتأتي هذه الندوة في سياق الاستذكار تجاه التجارب واعترافا بمسيرة الفنان الطيب بالحاج أحمد (1949-2022) وتكريما لروحه في ذكرى وفاته الثانية، حيث كان هذا اليوم الدراسي في تنظيم من قبل مندوبية الشؤون الثقافية بسوسة بالتعاون مع الرابطة التونسية للفنون التشكيلية والمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة ومتحف الفن المعاصر الطيب بالحاج أحمد ليدور نشاطه حول موضوع: "فن النحت المعاصر بين القيم الجمالية ورهانات الفضاء اليومي المعيش" La Sculpture Contemporaine entre les Valeurs Esthétiques et les Enjeux de l’Espace Quotidien ..
ومما جاء في ورقة الندوة "لقد مارس الطيب العديد من المواد النبيلة مثل الرخام والمرمر، كما مارس العديد من المواد الفقيرة مثل "الخردة" ونفايات المصانع وبقايا الحرب العالمية الثانية، كما في مثال القبّعات العسكرية التي رحل أصحابها من الجنود فأصبحت بين أنامل الفنان سَلاحف وديعة تدبّ على الأرض، تبشّر بالسلام وتسهم في إعمار الحياة وتبث الحركة وتنشر حثيث الكائن على أديم الأرض (شاطئ بوجعفر، 2001). والمهم بالنسبة إليه ليست طبيعة الخامة أو قيمتها الاستعمالية الأولى، بل التحولات التي يمكن أن تحتملها وما يمكن أن تصبح عليه من قيم جمالية وما قد تتلبسه من حالات انفعالية تعكس تطلعاته الخاصة ورؤيته إلى مستطاع الأشياء. وفي مثل هذه التجربة، يقاوم النحات من خلال الحديد صلابة المحيط ومفارقاته ومن خلال الخشب تخشّبَ الحياة في الشكل... وكأن شرايين الفنان تتصل بألياف الخشب وتمرّر إليها نسغ الحياة من جديد وتغذيها من روح الإنسان، عندما يتحرك على الأرض بحثا عن إشراقة لحظة كونية خاطفة تختزل شموليّة العالم. لكن الخامة متغلغلة، هي الأخرى، في نسيج المعيش اليومي. لذلك، احتاج الطيب بالحاج أحمد إلى مراجعة علاقة فن النحت بالبيئة والاستفادة من العناصر المكونة للمحيط".
كما ضم البرنامج الخاص باليوم الدراسي كلمات الافتتاح لتنطلق المداخلات العلمية وفق محاور في الجلسات ومنها نجد المرجعيات الجمالية للفنان الطيب بالحاج أحمد وتنوع التقنيات النحتية لدى الفنان الطيب بالحاج أحمد، بين الكلاسيكي والحديث والمعاصر وحوار الخامات الطبيعية والصناعية في منجز الفنان الطيب بالحاج أحمد وأعمال الطيب بالحاج أحمد في المكان العمومي وتجربة الفضاء المفتوح ومشاركات الفنان الطيب بالحاج أحمد في الحياة الثقافية بتونس وبالخارج وأيّ حضور لتقنيات النحت الكلاسيكي والحديث في التجارب الفنية التونسية؟ وأية منزلة للخامات الطبيعية في تجارب النحاتين التونسيين الراهنة: سؤال البيئة وفن الاستعادة؟ وفن النحت بتونس والرهانات الجمالية والرمزية في الساحات العمومية ومداخل المدن: مقاربات نقدية والنحاتون المعاصرون ورهانات الحياة على الأرض في الفن المعاصر: مفهوم الاستدامة والإحياء الإيكولوجي من خلال تجارب "فن الأرض" و"فن الموقع"... وشفعت الجلسات الأربع لهذا اليوم الدراسي بتوصيات متعددة... تجربة وفنان في الذاكرة الثقافية ومنها المجال الفني التشكيلي حيث يمكن لمضامين هذا اليوم الدراسي أن يجويها كتاب فني استذكارا لتجربة مخصوصة واغناء للمكتبة الفنية الثقافية الوطنية.
هذا ومن جهة أخرى تم في مدينة سوسة بتاريخ 16 ديسمبر/كانون الأول 2023 انتظام حفل تكريم كل من الفنان التشكيلي رضا دحمان والفنان التشكيلي أحمد الباروني والفنان التشكيلي الهادي زاوية، وذلك بإشراف جليلة العجبوني المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة وبالتعاون مع الرابطة التونسية للفنون التشكيلية.. هكذا تواصل الرابطة التونسية للفنون التشكيلية حضورها في الساحة الثقافية ومنها المعنية بالفنون التشكيلية حيث يتواصل معرضها الجديد "ممر" إلى غاية يوم 24 من شهر فبراير/شباط المقبل بفضاءات كنيسة سانت كروا بالمدينة العتيقة بتونس.