رامي مخلوف يطرق أبواب الأسد من بوابة التبرعات

ابن خال الأسد الذي تشهد علاقاته بالنظام فتورا وتوترات وصلت حدّ الحجز الاحتياطي على أمواله المنقولة وغير المنقولة، يتبرع بـ3 ملايين دولار للمتضررين من الحرائق الأخيرة من أرباح مجمدة لاحدى شركاته.
رامي مخلوف يبحث تفكيك تجميد أمواله وشركاته
ابن خال الأسد يبحث ترميم علاقاته بالنظام بأموال طائلة
الأسد يزور مناطق كانت قد اجتاحت الحرائق

دمشق - تبرع رامي مخلوف رجل الأعمال السوري وابن خال الرئيس بشار الأسد بمبلغ قدره 3 ملايين دولار للمتضررين من الحرائق الأخيرة التي اجتاحت مناطق في محافظات طرطوس وحمص والسويداء واللاذقية، وذلك من أرباح مؤسسة راماك في شركة سيريتيل الخاضعة لقرارات قضائية بتجميد أموال مخلوف.

ويأتي الإعلان عن هذه التبرعات على أرجح التقديرات ضمن جهود رامي مخلوف لحلحلة أزمة شركته ولترميم علاقاته بالنظام الذي كان إلى وقت قريب واحدا من كبار أعوانه وأذرعه المالية.

وثمة خلافات عميقة بين مخلوف وابن خاله الرئيس بشار الأسد يجري تسويقها تحت عناوين قانونية لمصادرة أملاكه وأصوله بعد أن كان من أكثر المقربين منه.

ويواجه النظام السوري أزمة مالية خانقة تفاقمت بسبب العقوبات الغربية وجائحة كورونا وبسبب تراجع التمويل الإيراني حيث تعاني إيران بدورها من أزمة اقتصادية حادة بفعل العقوبات الأميركية وتراجع صادرات النفط وارتفاع وتيرة الإصابات بفيروس كورونا.    

ويحاول مخلوف على ما يبدو إعادة طرق أبواب النظام من بوابة التبرعات، لكن تلك التبرعات تحتاج لقرار قضائي بسبب الحجز على أمواله ضمن إجراءات تتعلق بما تقول السلطات السورية إنها مخالفات مالية وقانونية في شركة سيريتيل.

وقال رجل الأعمال السوري في منشور اليوم الثلاثاء على صفحته بفيسبوك إنه " قدم جزءا من أرباح مؤسسة راماك في شركة سيريتيل مبلغ سبعة مليارات ليرة سورية (نحو ثلاثة ملايين دولار) لدعم متضرري الحرائق الأخيرة في سورية".

وأضاف أنه أرسل كتابا للحارس القضائي طلب فيه الدعوى لاجتماع هيئة فورية لتوزيع الأرباح أو انتخاب مجلس إدارة يتسنى له فعل ذلك.

واستهل بيانه بـ "إلى أهلنا في الساحل السوري.. قلوبنا تحترق على هذه المشاهد المرعبة التي تشهدها غابات بلدنا والتي كانت رئة التنفس لكل السوريين... وعيوننا تدمع على نزوح المئات من منازلهم واحتراق آلاف الدونمات من أراضيهم الزراعية التي هي مصدر دخلهم وضمان عيشهم الوحيد... الله يصبرهم جميعا ويرحم شهداءهم ويدواي جرحاهم ويعين ما تبقى من أهلنا ويعيننا على إعانتهم والتخفيف عنهم".

وتابع أنه تبرع بنحو 3 ملايين دولار لمساعدة المتضررين داعيا الحارس القضائي إلى "عدم حرمان المتضررين من جراء الحرائق من هذه الرعاية وإحساسهم بالوقوف إلى جانبهم". وقال "سنوزع هذه المبالغ إن شاء الله بعد الحصول عليها بالاشتراك مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وفي حال التأخير في عقد هذا الاجتماع  وعدم توزيع المبالغ نحمل الحارس القضائي الذي هو مؤسسة الاتصالات المسؤولية الكاملة عن حرمان أهلنا من هذا الدعم المالي والذين هم بأمس الحاجة له".

وفي مايو/ايار أصدرت الحكومة السورية قرار  بـ"الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لرامي مخلوف ابن محمد والدته غادة مهنا وأموال زوجته وأولاده".

وفي تطور آخر زار الرئيس السوري بشار الأسد في وقت سابق الثلاثاء عدة مناطق اندلعت فيها الحرائق خلال الأيام الماضية والتهمت آلاف الدونمات الزراعية.

وقال الأسد في لقاء مع قناة الإخبارية السورية الحكومية، إن حكومته ستتحمل العبء المادي الأكبر لمساعدة المتضررين وستجد الحلول بالتعاون مع المساهمين وأن هناك دعما ماديا منذ الأيام الأولى للحرائق من الحكومة ومنظمات المجتمع المدني.

وأعلن مجلس الوزراء السوري أيضا اليوم الثلاثاء أن " الدولة ستقدم الدعم بمختلف أنواعه للأهالي المتضررين للتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم جراء الحرائق بما يسهم بإعادة إحياء الأراضي الزراعية وإطلاق مشاريع التنمية المحلية".