رشيد الإدريسي يتناول الثابت والمتحول في النص التفاعلي من خلال "تخييل المعجبين"

الحديث عن النص الرقمي بصفة عامة والرواية التفاعلية بصفة خاصة، هو حديث عن الوسيط بالدرجة الأولى.
ضرورة الاحتراز من الوقوع في الرؤية الميكانيكية والطابع الحتمي القائم على أن سببا ما يؤدي بالضرورة إلى نتيجة بعينها
وجهات النظر تختلف في تقديرها لمدى عمق وجذرية التأثير الذي يمارسه الوسيط

يرى الباحث المغربي د. رشيد الإدريسي أن الحديث عن النص الرقمي بصفة عامة والرواية التفاعلية بصفة خاصة، هو حديث عن الوسيط بالدرجة الأولى. ويؤكد أن الاهتمام بالوسيط ليس قرين ارتباط المكتوب بآلة الحاسوب، بل كان دائما حاضرا في التحليل بمستويات مختلفة، وهو قرين ارتباط الآلة بكل ما ينتجه الإنسان من نصوص وخطابات وظواهر، سواء أكانت شفهية أم مكتوبة أم عملية، وسواء أكانت ذات علاقة بالإبداع أم بالإعلام، أم بأي نشاط إنساني آخر يحقق به الفرد نوعا من التواصل مع أفراد المجتمع الذي ينتمي إليه أو مع العالم بأسره.
وقال في بحثه - الذي ألقاه في ملتقى الشارقة للسرد "الرواية التفاعلية .. الماهية والخصائص" الذي عقد في العاصمة الأردنية عمّان خلال الفترة من 17 -19 سبتمبر/أيلول 2019 – إن وحِدَّة الاهتمام بالوسيط ترتفع كلما وجد الإنسان نفسه إزاء منعطف تاريخي، تظهر فيه أداة أو آلة أو اكتشاف يؤدي إلى تغيير إدراكه للعالم وتعامله مع الأشياء وفهمه للنصوص، بحيث يعي أن هناك ما قبل وما بعد، وأن هذا المنتوج في مرحلة الما بعد مشروط بهذا الوسيط الذي يفعل فعله فيه ويغير منه ومن طرق تلقيه وفهمه، بمعنى أن هذا المنتوج لم يعد من المقبول ولا من الممكن النظر إليه كما كان يتم ذلك في مرحلة الما قبل. 
وفي جلسة ترأسها الناقد الدكتور صلاح فضل قال الإدريسي إن قضية الوسيط تندرج عموما فيما يمكن تسميته بقضية التفاعل بين الثقافة والتقنية وأثر أحدهما في الآخر، وتعديله وتغييره على مستوى إنتاج هذه الثقافة وطريقة إدراكنا لمحتوياتها وفهمنا واستيعابنا لها. وهذا ما حاولت الكثير من التخصصات معالجته، من قبيل الإثنولوجيا التي ركزت على علاقات التفاعل بين التفكير ودعامات الكتابة وطرقها، أو من قبيل ما يسمى بالتكنولوجيا الثقافية  التي اهتمت بدورها بعلاقة الثقافة بالتقنية، مع التركيز على المرحلة التي تعود إلى ما قبل التاريخ. 

الكتابة والإبداع من قبل من يمارس تخييل المعجبين تجعله ينتج صفحة ممتدة بشكل عمودي، على اعتبار أن النص يكتبه صاحبه من الأعلى إلى الأسفل، ويكتبه عن طريق الرقن، وهي طريقة تختلف عن الكتابة بالقلم

وقد اهتم باحثون آخرون بهذه القضية من زاوية أوسع وأعمق فاهتموا، من ضمن ما اهتموا به، بالتحولات الاجتماعية ذات العلاقة بتطور الكتابة والقدرة على فك الرموز والأبجديات، وأثر ذلك على أساليب إدراكنا وفهمنا ومعرفتنا. ومن بين هؤلاء الأنثروبولوجي البريطاني جاك ﮔودي Jack Goody الذي انتهى من ضمن ما انتهى إليه، إلى أن استعمال شكل كتابي كالقوائم "listes" يمكنه، "ليس فقط أن يغير طبيعة المبادلات الاقتصادية والإدارية، ولكن أن تكون له كذلك آثار على مستوى التجربة المعرفية للأفراد: من نوع التنظيم الشكلي للفكر، والطرق الخاصة لفهم العالم، وتشكيل قالب بعينه يتخذ وسيلة للإحاطة بالعالم". إذ عندما يتم تلقي معطيات ما في شكل قوائم، يفعل ذلك فعله في الدماغ ولا يتطلب منه بذل جهد كبير للإلمام بهذه المعطيات، ناهيك عن أثره في طريقة التفكير.
وعن حدود أثر التقنية لاحظ الباحث المغربي أن وجهات النظر تختلف في تقديرها لمدى عمق وجذرية التأثير الذي يمارسه الوسيط، وهنا لا بد من التذكير بوجهة نظر الباحث الكندي مارشال ماكلوهان الذي يعتبر من رواد دارسي الوسائط، والذي نلاحظ أن العديد من الباحثين يرددون الكثير من أفكاره في حديثهم عن الوسيط الرقمي وعن أثره الجذري على ما نكتبه اليوم، دون العمل على إخضاع هذه الأفكار للنقد والتنسيب. والطبيعة الجذرية لوجهة نظر ماكلوهان تتجلى في كونه يذهب إلى أن الوسائط التي يستعملها مجتمع ما في عمليات التواصل، تحدد الشخصية الأساس وسلوك الإنسان في هذا المجتمع، كما يذهب إلى أن الوسيط هو كل شيء متمم للإنسان من قبيل الكلام والكتابة والطرق والأرقام والملبس والمسكن والصورة والصحافة والسيارة والإشهار والألعاب والتليغراف وآلة الكتابة والهاتف وقارئ الأسطوانات والسينما والمذياع والتلفاز والأسلحة، وهي وسائط أثرت في الإنسانية بمستويات مختلفة.
ويرى الإدريسي ضرورة الاحتراز من الوقوع في الرؤية الميكانيكية والطابع الحتمي القائم على أن سببا ما يؤدي بالضرورة إلى نتيجة بعينها، على الرغم من هذه النتيجة التي نؤكد من خلالها ضرورة تنسيب استحضار العامل الرقمي في التحليل، إلا أن هذا لا ينفي أن الوسيط الرقمي اليوم هو بمثابة أنموذج جديد، لا يمكن طرح الكثير من القضايا دون استحضاره ودون ربطه بها. وما يزيد من قوة هذا الربط هو التطور السريع الذي يتميز به هذا الوسيط على مستوى الاكتشافات التقنية التي لا تعرف التوقف، والآثار التي تحدثها هذه التقنيات في حيز زمني محدود، يسمح للفرد الواحد بمعاينتها والتفاعل معها ولمس التغيرات التي تحدثها على مستوى الواقع والفكر، وهو ما جعل البعض يردد الكثير من أفكار ماكلوهان دون تمحيص، وإسقاطها على الوسيط الرقمي بما يعنيه من حاسوب وتقنية معلوماتية وشبكة عنكبوتية.
ولفت الإدريسي إلى أن العلوم العصبية تشير إلى أن الدماغ لا يتفاعل مع الكتابة بالقلم بنفس تفاعله مع الكتابة حاسوبيا، وهو نفس ما ينطبق على القراءة على الورق أو على الحاسوب. فالكتابة باليد هي عملية تلزم الدماغ بالتعامل مع كل حرف بوصفه متميزا مختلفا عن الآخر، بينما الكتابة حاسوبيا تتساوى فيها كل الحروف، وذلك لأن عملية الرقن تتحول فيها الحروف إلى أزرار متشابهة، ويبقى التمييز هنا بين حرف وآخر، مهمة ملقاة على الحاسوب. ذلك لأن الآلة عندما تصبح ذكية تعفي مستعملها من الكثير من المهام، فتنقص في بعض الاستعمالات من "ذكاء" مستعملها.
وضر مثالا آخر يؤكد تأثير الوسيط، ذلك أن الهاتف التقليدي مثلا، وهو هاتف ليس ذكيا، يكون مستعمله ملزما بتذكر الأرقام التي يريد الاتصال بها، أي يكون ملزما بتشغيل دماغه، لأنه يركب الأرقام يدويا، على عكس الهاتف الذكي الذي يعفي المستعمل من مهمة تذكر الأرقام وربطها بأصحابها، ويؤثر في الدماغ بتفقير الذاكرة على مستوى حفظ الأرقام، والتي تصل أحيانا إلى درجة نسيان الشخص لرقمه الخاص الذي هو ليس في حاجة إلى حفظه وإعطائه للآخرين، لأنه يظهر لديهم بمجرد الاتصال بهم. فمثل هذه المهام التي تقوم بها الآلة الذكية، ونظيرها كثير، تظهر لنا الأثر الكبير لهذا الوسيط والذي يمكن القياس عليه فيما يتعلق بمجموع الآلات الذكية التي أصبحت تخترق كل مناحي الحياة.

وأوضح أن ما يهمنا نحن هو الوقوف على الكتابة التفاعلية وعلى بنية النص السردي متمثلا في جنس أدبي بعينه، ارتبط بهذا الوسيط ارتباطا وثيقا وهو "تخييل المعجبين" Fanfiction ومحاولة تبين درجة التفاعل التي تقوم بين الآلة والكتابة الإبداعية في هذه الحالة، ومآلات ذلك على مستوى إنتاج النصوص وتلقيها. وقال: آثرنا أن نحدد هنا ما نقصده بالنص التفاعلي، بربطه بهذا الجنس الأدبي السردي الرقمي لاعتبارات منهجية، إذ أننا إزاء نصوص رقمية وليس نصا واحدا، فما ينطبق على نص بعينه قد لا ينطبق على نص آخر. كما أن الكثير من الكتاب يتحدثون عن الرقمي بإطلاق ويستحضرون الحاسوب والآلات الأخرى ويسحبون ما يقولونه عن الواحد منها على الكل، وهو تعميم وإن كان مقبولا، على اعتبار أن هذه الآلات تتقاطع فيما بينها لكونها من منتجات الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يفترض قبل ذلك نوعا من التدقيق في خصائص كل وسيط على حدة. 
ونتيجة لتغييب هذه الدقة فإن البعض يبالغ في وصف أثر الرقمنة والتفاعلية على النص الأدبي، بحيث يجعل من ارتباط النصوص بالحواسيب وبالإنترنت، حدثا يعادل في أثره على الإنسانية الأثر الذي نتج عن اكتشاف الكتابة وغَيَّر تدوين المعطيات بشكل مطلق. وبتبني هذا الموقف تظهر لنا المبالغة واضحة، إذ يذهب بعض الدارسين إلى أننا إزاء أدب مختلف عن الأدب التقليدي أو الكلاسيكي، ويصفونه بكونه أدبا آليا حسيا مرئيا وبصريا أكثر مما هو أدب تجريدي، وأنه كتابة جديدة كل الجدة تقطع مع كل ما أنتجته البشرية سابقا. ويبالغون أكثر فيذهبون إلى أنه نوع يختلف شكلا ومضمونا عن الأدب الورقي، وأن الرقمنة قلبت نظام ترتيب مكوناته فمنحته انفتاحا غير مسبوق وأمدته بعناصر أضفت عليه هيئة جديدة. فلكونه أدبا مرتبطا بالآلة فهو يستعمل تقنيات حوسبية ويدخل المؤلف في تفاعل مع القراء بحيث يتحول القارئ إلى مشارك للمبدع في إبداعه.
وبيّن الإدريسي أن هذه الأحكام العامة والمطلقة في حق النص الأدبي غير صحيحة، وإنما تكون صحيحة عندما يتم طرحها من زاوية عامة تشمل كل مناحي الحياة، وأثر الوسائط المعلوماتية التواصلية عليها. وهذا ما يؤكده فعلا ميشيل سير بقوله "دون أن ننتبه لذلك، يمكن القول إن إنسانا جديدا قد ولد، في فاصل زمني قصير، وهو الذي يفصلنا عن سنوات 1970. فهو، أو هي، لم يعد له الجسد ذاته، ولا معدل العيش ذاته، ولم يعد يتواصل بنفس الطريقة، ولم يعد يبصر نفس العالم، ولم يعد يعيش في نفس الطبيعة، ولم يعد يسكن في نفس المكان. فلأنه ولد بتقنية التخدير التي تخضع لها الأم والتي تجعلها لا تشعر بالألم، ولأنه ولد بشكل مبرمج، فهو لم يعد يخشى، بفعل العلاج التلطيفي، الموت ذاته". إن الحديث عن الانقلاب هنا مقبول، لأن أصحابه ينطلقون من استحضار كل ما أنتجته الحضارة الحديثة، التي من أخص خصائصها الوسيط التقني الذي غير رؤية الإنسان المعاصر لكل شيء وبمستويات مختلفة. وهذا لا ينفي أننا عندما نقف عند هذا القطاع أو ذاك، من المؤكد أننا سنكتشف عناصر من الماضي تحقق الاستمرار وتنسب فكرة القطيعة التي يقول بها البعض دون احتراز.
وقال الإدريسي إن الوسائط الرقمية تؤثر في تصورنا للعمل الأدبي وإدراكنا له، لكن هذا ليس معناه أننا بانتقالنا من الورقي إلى الرقمي نحدث نوعا من المنعطف في الفهم وفي إدراك المقروء، إذ يمكننا أن نظل في إطار النص الورقي، ومع ذلك تتغير الكثير من خصائص الإبداع بتغير نظرتنا لأسس الإبداع ولطبيعته، أو قد تتغير بتغير حجم الكتاب ولون الأوراق والخطوط ونوعها وشكل الفقرات والغلاف ورسوماته، كما يمكن أن يتغير فقط، بتغير زاوية نظر القارئ إليه وبتغير النموذج التحليلي المعتمد من طرفه، وهذا ما تثبته بعض نظريات التلقي التي تعتبر النص ملكا للقارئ يفعل به دلاليا ما يشاء. 
وأضاف: في مقابل الآراء المغالية في نظرتها للرقمنة والتفاعلية في ومع النص الأدبي، نجد هناك دارسين معتدلي النظرة لهذا الوسيط. فعلى عكس من يرون بأن الوسيط الرقمي قام بإحداث قطيعة مع النص "التقليدي"، يرى هؤلاء بأن المرحلتين يمكن فهمهما من خلال الرؤية الاستمرارية. وعموما فإننا في هذا الإطار نجد وجهات نظر تقف أحيانا على طرفي نقيض، إذ هناك من يرى أن: النص المطبوع غالبا ما يتصور بوصفه حاملا خطيا ذا بنية متراتبة بدرجة ما. وأن النص الترابطي بوصفه حاملا لا خطيا شجريا، ذو بنية ضعيفة التراتبية. وعلى العكس من ذلك هناك من يرى أنه لا وجود لفرق أساسي بين نص تفاعلي ونص مطبوع من زاوية التعارض بين الخطي واللاخطي؛ إذ نجد اللاخطية في الأول كما نجدها في الثاني.
ويتوقف د. رشيد الإدريسي عند "التفاعل بصيغة الجمع" ويقول: إن الحديث عن النص التفاعلي هو حديث عن تجربة خاصة في الكتابة والقراءة، وفي التعامل مع الأجهزة والبرامج التي يقرأ بواسطتها. لذلك فإنه من الضروري تدقيق مصطلح النص التفاعلي أو الرقمي أو القائم على الترابط، وضمنه النص الروائي الذي يمكن أن ندرج ضمنه تخييل المعجبين، فالنص الرقمي ليس هو هو عندما يقرأ على حاسوب مكتبي أو عندما يقرأ على حاسوب محمول أو على حاسوب لوحي أو هاتف ذكي... فمن المؤكد أن النص لا يتغير، لكن الإطار الذي يوجد فيه وطرق التعامل معه تتغير، لأن كل جهاز له خصائص تميزه عن الآخر ولو نسبيا. وضرورة أخذ هذا الملمح بعين الاعتبار يتأكد أكثر عندما نستحضر برمجيات القراءة التي قد تختلف من جهاز لآخر، كما سوف نرى أسفله.

الدراسات الرقمية ما زالت في بدايتها، خاصة في ثقافتنا العربية، وهو الحكم ذاته الذي يمكن سحبه على الكثير من الثقافات الأخرى بما فيها الأوروبية، باستثناء الأنجلوساكسونية منها.

وعن "حكي رقمي ورقي" قال إن المبدأ الذي يتأسس عليه تخييل المعجبين هو إتاحة الفرصة للهواة لكي "ينافسوا" مؤلفين محترفين عرفت كتبهم نجاحا باهرا، وروايات هاري بوتر للكاتبة البريطانية جوان رولينغ Joanne Rowling، نموذج مثالي على ذلك، إذ تعتبر سلسلة هذه الروايات نقطة الانطلاق لهذا النوع من التخييل، فلكثرة محاكاة هذه الرواية بأجوائها وأحداثها وشخوصها، خُصَّت كل الإبداعات التي تَمُتُّ إليها بصلة باسم يميزها وهو Potterfiction. وهذه الإبداعات لكثرة الطلب عليها يجدها القارئ في مواقع تخييل المعجبين وفي المنتديات كما يجدها في تطبيقات الهواتف والحواسيب اللوحية، سواء في متجر بلاي لنظام التشغيل أوندروييد التابع لشركة ﮔوﮔل، أو في متجر التطبيقات "آﭗ ستور" التابع لشركة آبل.  
وأوضح أن الكتابة والإبداع من قبل من يمارس تخييل المعجبين تجعله ينتج صفحة ممتدة بشكل عمودي، على اعتبار أن النص يكتبه صاحبه من الأعلى إلى الأسفل، ويكتبه عن طريق الرقن، وهي طريقة تختلف عن الكتابة بالقلم التي هي أكثر إنتاجية بالنسبة إلى البعض من الذين لم يعتادوا الكتابة على الآلة لدرجة خلق نوع من الألفة بينهم وبينها. واختلاف هذه الكتابة يزداد عند الأخذ بعين الاعتبار التسهيلات التي تتيحها تقنية القص واللصق، وكذا المعطيات اللانهائية التي توفرها الشبكة، ومساهمات المعجبين التي يشاركون بها في إعادة كتابة النص الأصلي. فالعلاقة هنا، والتي تربط المؤلف بالقارئ والكاتب المعجب، ليست علاقة سلبية تقف عند حد القراءة، أي أنها لم تعد فقط انحدارية، بل إن القارئ يصعد إلى منبع الإبداع ويصبح مؤلفا منافسا، وهذا ما يتسبب أحيانا في صراعات بين مواقع تخييل المعجبين ودور النشر التي تمتلك الملكية الفكرية للرواية التي ينسج على منوالها المعجبون.
كما يتحدث الإدريسي عن البرمجيات والتلقي وانبعاث المؤلف، ويبين أن الحديث عن شبحية المؤلف وإلغاء الحدود بينه وبين القراء وجعلهم معه على قدم المساواة، ليس دوما صحيحا. وأشار إلى أن فكرة موت المؤلف، التي بدأ يتم استرجاعها اليوم مع التقنية الرقمية والكتابة التفاعلية، في حاجة إلى المراجعة، وهي ليست بريئة بل تحكمها خلفيات. 
وفي نهاية دراسته قال الناقد المغربي رشيد الإدريسي إن ما قدمنا في هذه الدراسة يؤكد أن الدراسات الرقمية ما زالت في بدايتها، خاصة في ثقافتنا العربية، وهو الحكم ذاته الذي يمكن سحبه على الكثير من الثقافات الأخرى بما فيها الأوروبية، باستثناء الأنجلوساكسونية منها.