رواق الفنون ببن عروس يفتتح موسمه بمعرض لعبدالرزاق حمودة
انطلق رواق الفنون ببن عروس 29 سبتمبر/أيلول 2023 في نشاطه للمعارض الفنية التشكيلية معلنا بداية الموسم الثقافي الجديد وذلك تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية بن عروس ومن خلال افتتاح فعاليات المعرض الشخصي "كل البدايات نقطة" للخطاط والتشكيلي المقيم في سويسرا ومؤسس جمعية "التواصل عبر الفن" الفنان عبدالرزاق حمودة وذلك بإشراف هشام درويش ممثلا عن المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية بن عروس ومديرة الرواق الفنانة نزيهة الصولي وبحضور عدد من الفنانين التشكيليين والخطاطين والفوتوغرافيين والإعلاميين وثلة من مثقفي الجهة والفاعلين من المجتمع المدني
وعددا من أساتذة وطلبة المركز الوطني لفنون الخط بتونس. ويتواصل المعرض إلى غاية يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتنوعت الأعمال الفنية للفنان العارض عبدالرزاق حمودة لتبرز شيئا من تجربته كما قام بعمل ورشوي منه كتابة أسماء وأقوال على سبيل الهدية لعدد من الفنانين والحاضرين..
ومن هذا المعرض نفتح فسحة مع تجربته.. نعم هكذا نمضي في عوالم تجربة فيها الكثير من الحب والسفر والفن... والأسئلة أيضا حيث الفنان المقيم في الحلم.. في مساحات من سحر الأمكنة.. وهل ثمة أمكنة غير تلك التي تحضن الأسرار والعلامات.. ولع بالفن وله حب جنوني للحرف تشكيلا وروحا وحياة.. وللشعر كوعاء للحروف تبدي ما علق بدواخلها من معان.. وحكايات.. وأسرار.
الفنان الحروفي التشكيلي عبدالرزاق حمودة المقيم بين تونس وسويسرا ظل على عناقه القديم للحرف يستمتع بممكناته الجمالية ويحصي موسيقاه ويتأمل ما ينسكب منه من معارف وآداب وفنون وثقافات... وحضارة بالنهاية.. مسيرة مميزة في عشق الحرف وتثبيت ما بدا من فنه الحروف على البياض.. بألوانه المميزة والخلابة وبأقلامه من قصب الروح وغيرها.. بأدواته التي تعز عليه في هذه الدنيا.. يسكب أشياءه الجميلة لتتحول اللوحات والأعمال إلى ما يشبه السير والملاحم..
فنان حالم ومتحرك وله حضوره الأنيق.. معارضه ومشاركاته تعددت في عديد المدن والعواصم من العالم.. أحدث حراكا فنيا جماليا من خلال نشاط جمعيته وملتقاها النيابوليسي الدولي، فضلا عن مبادراته الثقافية ومنها ما تم خلال شهر رمضان من لقاءات بين الفنانين حيث الفن والمحبة والسلام عناوين لافتة.
تجربة مميزة وحالة إبداعية في مسارات الخط والحروفية.. وحنين للقصائد والشعراء.. ومن ذلك ما حبره فنا على سبيل العرفان تجاه الشاعر الراحل نزار... طبعا نزار العرب.. نزار قباني "تحية إلى روحك صديقي نزار. كان لنا زمن جميل وسهرات لن أنساها في جنيف. أشعارك رافقتني منذ مراهقتي، وأشعارك السياسية دعمت فني وخيالك مطبوع في لوحاتي ومرسمي ورفوف مكتبتي. لقد أخافتهم أشعارك.. لقد قتلوا القصيدة.. لقد دخلت التاريخ من بابه الكبير.. ما من يوم يمر ولا نسمع أغنية من كلماتك على أثير العرب.. فقط أذكرهم بما قلت في المرأة: "أنت خلاصة كل الشعر"، يا ليتهم يعون ويفهمون.. "فإذا وقفت أمام حسنك صامتا.. فالصمتُ في حَرَم الجمال جمالُ.. كَلِماتُنا في الحُبِّ.. تقتلُ حُبَّنَا..إن الحروف تموت حين تقال...".
جمع عددا من الفنانين في لقاءات وهو الذي أحبهم وشجعهم وعمل على التعريف بإبداعه في حالة كبرى من كرم قابسي نادر.. قابس ملهمته وأرضه الأولى تجاه الرحلة الفنية والعالم.. من فكرة لمعت حكايات شتى حيث النظر بعين القلب تجاه الأحوال كشفا واكتشافا وقولا بالتفاصيل تبتكر حميمياتها في عوالم من تلوينات شتى.. ثمة ما يدفع باتجاه الأغاني فالحلم هو العنوان اللافت، إذ يلتقي فتية الفنون والإبداع والفكر تقودهم رغبة هائلة للاحتفاء.. الاحتفاء المتجدد بالتجارب وأهلها من العاملين في حقول الابتكار والفن والجماليات.. هي الأبواب تفتح حيث الورشات وعوالم الأتيلييه في هيجان الحركة والتلقي.. حركة الفن ودهشة من يزور وهو يتجول بين التفاصيل حيث يشرح الفنان شيئا كثيرا من تجربته وخصوصياتها وما إلى ذلك من مناخات شغله الفني وصبره وعناده وكل طقوسه وهو يعارك المادة محتفيا بها يمضي بها إلى أعماق نشيده والأحلام لتبدو بالنهاية على هيئات شتى..
لوحات ومنحوتات وخزفيات.. وحروفيات.. نعم هي فكرة الطفل الحالم الفنان الحروفي المقيم بين سويسرا وتونس عبدالرزاق حمودة.. انطلق في هذا المشروع منذ أيام قليلة ليتخير في دورة أولى أربعة فنانين كان هو من بينهم لنذكر علي الزنايدي وزهير الزدام وهدى الهنتاتي.. فضاءات مختلفة وزوار من أهل الفن والأدب والثقافة في تنقل وفق برنامج مدروس نحتا لتبادل الخبرات والاطلاع والتواصل والاكتشاف.. هي بادرة وسابقة ثقافية تونسية وفعالية نوعية فيها حضور متنوع لأهل الفن والمعرفة والثقافة والإبداع ومن الشخصيات الوطنية حيث حميمية اللقاء والتواصل وفق لقاءات تلقائية في جوهر المبادرة "première Porte Ouverte des ateliers d'artistes à Tunis".. أبواب الورشات والمراسم المفتوحة لفنانين تونسيين في دورتها الأولى.. فعلا وبعد سنوات الجائحة كوفيد-19 التي ما تزال تداعياتها بين الناس وما تطلبه كل ذلك من حذر وحيطة وما شهده المجال الإنساني عموما ومنه الثقافي من انقطاع جعل حكاية التواصل والالتقاء صعبة بالنظر للوضع الصحي الاستثنائي...
تجربة وفق مشروع وبادرة يقول عنها الفنان الخطاط عبدالرزاق حمودة باعثها ومنظمها "هي ضرب من التواصل الآخر بين الفنان والجمهور بعيدا عن التواصل المألوف عبر الغاليريه والمعارض والفكرة من سويسرا الباب المفتوح فيها حضور مهم وتشفع بكتاب وهي تظاهرة لها شروطها التنظيمية وأردتها مبادرة تونسية أولى ومن خصائصها أن يطلع الناس على اللوحة والعمل الفني عموما قبل عرضه ويكتشفوا جانبا من حياة وحميمية الفنان.. لقد رغبت في أن أقضي شهر رمضان الكريم هذه السنة في بلدي تونس ورأيت إنجاز هذه التجربة وقلت إنها مناسبة لرؤية أصدقائي...".
نجحت الفكرة في طورها الأول ويعد لأنشطة جديدة ومنها ملتقى نيابوليس الدولي خلال الصيف المقبل وهو بذلك ظل الفنان الجوال المتحرك والأنيق.. مثل حرف الألف في وقوفه الدال.. معرض دال وتجربة فنية وأعمال بقاعة العرض برواق الفنون ببن عروس.. ويتواصل هذا النشاط إلى غاية يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.