رواية 'آيات شيطانية' لم تعد ممنوعة في الهند بعد 3 عقود من الحظر

محكمة نيودلهي ترفع الحظر على رواية الكاتب سلمان رشدي بعد قضّية أحالها عليها قارئ يرغب في مطالعتها.

بومباي - رفعت محكمة هندية هذا الأسبوع الحظر الذي كان يمنع بموجبه نشر كتاب "آيات شيطانية" لسلمان رشدي منذ صدوره في العام 1988.

وتسبّب هذا الكتاب الذي اعتبر مسيئا للإسلام، بإصدار آية الله الخميني فتوى بإهدار دم كاتبه البريطاني من أصل هندي في العام 1989.

وبعد أقلّ من شهر من صدور "آيات شيطانية"، منع رئيس الوزراء الهندي آنذاك راجيف غاندي بيعه في البلد عشيّة انتخابات كان يسعى فيها إلى استقطاب أصوات الأقلّية المسلمة.

وتضمّ الهند، وهي أكثر البلدان تعدادا للسكان في العالم 1.4 مليار نسمة، حوالى 200 مليون مسلم. ولم يطرح الكتاب يوما للبيع في المكتبات الهندية، غير أن محكمة نيودلهي رفعت هذا الأسبوع الحظر الذي كان يطال الرواية بعد قضّية أحالها عليها قارئ يرغب في مطالعته.

ومن دون التطرّق إلى الأسباب، خلص القضاة إلى أن أيّا من الطرفين لم يتسنّ له تقديم نسخة عن بلاغ الحظر. وهم قالوا في قرارهم الذي صدر هذا الأسبوع "ليس لنا خيار سوى الافتراض أن البلاغ ليس موجودا".

ايات شيطانية
الرواية الجدلية

وسلمان رشدي من مواليد 19 يونيو/حزيران 1947 في بومباي بالهند في عائلة ثرية تقدمية، قرأ بنهم الملاحم الهندية وشارك في الأعياد الهندوسية كما الاسلامية والمسيحية.
في الثالثة عشرة، توجه إلى إنكلترا لإتمام دراساته. وبعد تخرّجه من جامعة كامبريدج، عمل منتجا تلفزيونيّاً في باكستان غير أنه اصطدم برقابة متواصلة، فعاد إلى لندن حيث كسب عيشه في مجال الإعلانات.
اشتهر مع صدور روايته الثانية "أطفال منتصف الليل" التي فازت بجائزة بوكر عام 1981، و"العار" التي حازت جائزة افضل كتاب أجنبي في فرنسا عام 1985 و"تنهيدة المغربيّ الأخيرة" و"الأرض تحت قدميها" و"شاليمار المهرّج" و"ساحرة فلورنسا" وغيرها.

ويعيش رشدي (77 عام) لأكثر من ثلاثة عقود تحت تهديد فتوى إيرانية بهدر دمه إثر نشر روايته "آيات شيطانية"، حيث وجد نفسه مُجبرا على العيش في عزلة والتنقل من مقر إقامة إلى آخر في سرية كاملة وتحت حماية أمنية مشددة.

وكان قد تعرض خلال صيف 2022 إلى هجوم بالسكين أثناء مؤتمر أدبي على ضفاف البحيرات العظمى الأميركية في شمال نيويورك على يد شاب أميركي من أصول لبنانية يشتبه بأنه على صلة بالنظام الإيراني. وأفقده الهجوم البصر في إحدى عينيه، التي يخفيها الآن، بالإضافة إلى إصابات في رقبته وبطنه.

وقال الكاتب خلال معرض الكتاب الدولي في فرانكفورت بألمانيا في أبريل/نيسان الماضي "أقرّ بأنني كنت أتخيّل أحيانا أنّ قاتلي سيحضر إلى مناسبة عامة ويندفع نحوي بهذه الطريقة تماما"، متابعا "كان أول ما خطر في ذهني عندما رأيت هذا القاتل يندفع نحوي هو إذا هذا أنت".

وأصبح سلمان رشدي منذ كتابه "آيات شيطانية" وفتوى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بنظر النخب في الغرب رمزا لحرية التعبير، رغم أنه يريد أن يكون كاتبا قبل كل شيء، بينما لايزال مكروها من جانب بعض المتشددين في العالم الإسلامي الذين يوظفون الدين أداة سياسية، خصوصا في إيران وباكستان.