روسيا تجني ثمار تمددها في بوركينا فاسو بصفقة لاستغلال الذهب
واغادوغو - منح المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو ترخيصا لتعدين الذهب لشركة نوردغولد الروسية، وفق محضر اجتماع للحكومة اطّلعت عليه الجمعة وكالة فرانس برس، فيما تأتي هذه الصفقة في وقت تجني فيه موسكو ثمار تمددها في منطقة الساحل الأفريقي مستغلة الفراغ الذي خلفه الانسحاب الفرنسي والعداء المتنامي تجاه القوة الاستعمارية السابقة.
وعقدت روسيا التي تقدم نفسها كحصن في مواجهة ما تصفه بـ"الاستعمار الجديد" خلال الأعوام الماضية اتفاقيات تعاون اقتصادي ودفاعي مع دول الساحل الأفريقي، كما وفرت تدريبًا وتجهيزات عسكرية.
ولعبت شركات مثل مجموعة ''فاغنر''، التي تم دمج عناصرها لاحقًا في "الفيلق الأفريقي" التابع لروسيا، دورًا بارزا في توفير الأمن والقتال ضد الجماعات المسلحة في بعض دول المنطقة.
وإنتاج الذهب في بوركينا فاسو التي تمضي قدما في تقارب مع روسيا دبلوماسيا وعسكريا، يمثّل نحو 14 بالمئة من إيرادات الدولة، وفق أرقام رسمية.
وأشار محضر الاجتماع الحكومي إلى أن "مجلس الوزراء أقرّ مرسوما يمنح رخصة تعدين صناعي لمنجم ذهب كبير مسمى نيو لشركة نوردغولد نيو". وتبلغ مساحة الترخيص 52.8 كيلومترا مربعا من الأراضي، مع تقديرات أن يتخطى الإنتاج 20.2 طنا من الذهب على مدى ثماني سنوات، وفق المحضر.
وفق التقديرات سيضخ المشروع 51 مليار فرنك (88.7 مليون دولار) في خزينة الدولة، مع سبعة مليارات إضافية (12.2 مليون دولار) ستضخ في صندوق تنمية التعدين، فيما سيؤمن 204 وظائف، 75 منها مباشرة و129 غير مباشرة.
وأصبح الذهب السلعة الأكثر تصديرا في البلد الواقع في منطقة الساحل الأفريقي في العقد الماضي، متجاوزا القطن، مع إنتاج نحو 70 طنا سنويا من 17 منجما. وتشهد بوركينا فاسو منذ العام 2015، أعمال عنف تمارسها جماعات جهادية على صلة بتنظيمي الدولة الإسلامية "داعش" أو القاعدة.
ويتولى مجلس عسكري إدارة البلاد منذ انقلاب قاده الكابتن إبراهيم تراوري في سبتمبر/أيلول 2022. وسبق أن منحت واغادوغو شركة نوردغولد ترخيصا تشغيليا لموقع ييميوغو الذي يغطي مساحة 31.4 كيلومترا مربعا بإجمالي إنتاج يقدر بنحو 2.53 طن من الذهب.
وانسحبت النيجر وبوركينا فاسو ومالي من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا مطلع العام متّهمة الكتلة بأنها فشلت في التصدي للجهاديين، فيما شكّلت الدول الثلاث تحالفا خاصا وسط تباعد بينها وبين فرنسا وتقرّبها من روسيا.
وأبرمت موسكو اتفاقات دفاعية مع المجموعة، وهي تتعاون معها في مجال الطاقة والتعدين، في وقت يشهد فيه الساحل الأفريقي تناميا لافتا للنفوذ الروسي، الذي يتجلى في التعاون الأمني، والدعم السياسي والمصالح الاقتصادية والحملات الإعلامية، ما أثار قلق الغرب الذي يفرض عقوبات على روسيا منذ غزوها أوكرانيا في العام 2022.
وتهتم روسيا بالوصول إلى الموارد الطبيعية الغنية في منطقة الساحل، مثل الذهب واليورانيوم والمعادن الأخرى وتعمل على فتح منافذ للشركات الروسية بهدف الاستثمار في قطاعات التعدين والطاقة والبنية التحتية.