روسيا توافق بسرعة على أول لقاح لكوفيد-19

وزارة الصحة الروسية توافق على لقاح طوره معهد جماليا بعد أقل من شهرين من اختباره على البشر، وسرعة موسكو في كسب السباق العالمي للتوصل إلى منتج فعال تثير مخاوف من الإضرار بالمنهج العلمي القويم وسلامة البشر.
بوتين يعلن أن ابنته تلقت لقاح كوفيد-19 الروسي الجديد
رئيس الفلبين يثق في اللقاح الروسي ويتطوع لتجربته على نفسه

موسكو - قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء إن وزارة الصحة الروسية أعطت موافقتها لأول مصل في العالم لمكافحة مرض كوفيد-19 والذي طوره معهد جماليا في موسكو، وذلك بعد أقل من شهرين من اختباره على البشر.
وتمهد هذه الخطوة الطريق أمام تطعيم واسع النطاق حتى مع استمرار المراحل الأخيرة من التجارب السريرية لاختبار سلامة وكفاءة المصل.
وقام مركز "جامالي" الوطني لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة بتطوير اللقاح.
 وأعلن المركز أن اللقاح أدى إلى مناعة لدى جميع من خضعوا للاختبار دون أعراض جانبية. وتمت تجربة اللقاح بشكل أولي على متبرعين من المركز، ثم على جنود من الجيش الروسي.
وتلقي السرعة التي تتحرك بها روسيا لإنتاج المصل الضوء على عزمها على كسب السباق العالمي للتوصل إلى منتج فعال، لكنها تثير مخاوف لدى البعض من أن يكون ذلك على حساب المنهج العلمي القويم والسلامة.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء أن إحدى بناته تلقت اللقاح ضد كوفيد-19 الذي تقول روسيا إنها طوّرته.
وبعد بضع دقائق من إعلانه تسجيل اللقاح، قال بوتين وفق ما نقلت عنه وكالة انترفاكس، "إحدى بناتي تلقت هذا اللقاح. أعتقد أنها في مرحلة ما شاركت في التجارب". وكان علماء أجانب أعربوا عن قلقهم حيال سرعة تطوير مثل هذا اللقاح.
أشاد الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي بالجهود الروسية لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد وأبدى استعداده للمشاركة في تجربته، وذلك فيما رحب بعرض روسي لإمداد مانيلا باللقاح قائلا إنه يتوقع أن يكون دون مقابل.
وعبرت روسيا عن استعدادها لإمداد الفلبين به أو التعاون مع شركة محلية لإنتاجه بكميات كبيرة.
والفلبين من الدول التي تُسجل فيها أكبر أعداد للإصابات بالفيروس في آسيا حيث ارتفع عدد حالات الإصابة فيها إلى 136638 الاثنين بعدما شهدت زيادة يومية قياسية بلغت 6958 إصابة.
وقال دوتيرتي في كلمة بثها التلفزيون في وقت متأخر الليلة الماضية "سأبلغ الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين بأنني أثق كثيرا في دراساتكم لمكافحة كوفيد وأعتقد أن اللقاح الذي أنتجتموه مفيد للبشرية حقا".
وأثار السباق العالمي المحموم لتوفير لقاح مضاد للفيروس مخاوف من أن تأتي اعتبارات السرعة والهيبة الوطنية على حساب السلامة.
ولتهدئة مخاوف الناس، عرض دوتيرتي أن يكون فأر تجارب عندما يصل اللقاح الجديد قائلا "يمكنني أن أكون أول من يخضعونه للتجربة".
وقال مكتبه اليوم الثلاثاء إن الفلبين مستعدة للعمل مع روسيا على تجارب اللقاح وإمداداته وإنتاجه.
أعرب باحثون عن قلقهم من سرعة تطوير اللقاح الروسي، قائلين إنها ربما تجاوزت مراحل معينة من أجل تسريع العمل تحت ضغط من السلطات.
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى الامتثال للبروتوكولات واللوائح السارية لدى تطوير لقاح ضد كوفيد-19 بعد أن وعدت روسيا بإنتاج الملايين من جرعات اللقاح في مطلع عام 2021.

لقاح
هل التزم اللقاح الروسي بجميع القواعد العلمية؟

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير رداً على سؤال عن التصريحات الروسية إن "أي لقاح وأي دواء لهذا الغرض يجب أن يخضع بالطبع لجميع التجارب والاختبارات المختلفة قبل الموافقة على نشره".
وتشدد منظمة الصحة العالمية على ضرورة اتباع قواعد "تطوير لقاح آمن"، للتأكد "من أننا نعرف ما الذي يعمل ضده اللقاح ومن يمكنه مساعدته وبالطبع وكذلك إذا كانت له آثار جانبية سلبية وإذا كانت الآثار الجانبية الطبية أكثر أهمية من الفائدة المتحققة".
تخطّت حصيلة الإصابات المؤكّدة بكوفيد-19 في العالم 20 مليوناً، أكثر من نصفها في القارّة الأميركيّة، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة الإثنين الساعة 22,15 ت غ.
في المجموع، بلغ عدد الإصابات المعلنة بكوفيد-19 حول العالم 20,002,577 على الأقلّ، بينها 733,842وفاة.
ويتركّز أكثر من 40 في المئة من الإصابات بكوفيد-19 في الولايات المتحدة والبرازيل، الدولتين الأكثر تأثّراً بالفيروس في العالم، إذ سجّلت الأولى 5,075,678 إصابة (163,282 وفاة)، والثانية 3,057,470 إصابة (101,752 وفاة).
ولا تزال أميركا اللاتينيّة والبحر الكاريبي، المنطقة الأكثر تضرّراً في العالم من حيث عدد الإصابات (5,601,470) والوفيات.