سريلانكا تؤكد مقتل المنفذ الرئيسي لتفجيرات الأحد الدامي

أجهزة المخابرات في سريلانكا تحذر من الذهاب للصلاة في المساجد أو الكنائس، وسط مخاوف من أعمال عنف انتقامية بعد تفجيرات عيد القيامة يوم الأحد الماضي.

كولومبو - أكد الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا اليوم الجمعة أن زهران هاشم الإسلامي المتطرف الذي لعب دورا أساسيا في الاعتداءات التي وقعت في البلاد الأحد، قتل في هجوم نفذه على أحد الفنادق الفخمة في كولومبو.

وقال الرئيس السريلانكي لصحافيين إن "ما أبلغتني به وكالات الاستخبارات هو أن زهران (هاشم) قتل في الهجوم على فندق شانغري-لا". لكنه لم يوضح دوره في هذا الهجوم الذي كان واحدا من ستة اعتداءات يوم عيد الفصح أدت إلى سقوط أكثر من 250 قتيلا.

وأضاف أن الشرطة تبحث عن 140 شخصا يعتقد أن لهم صلات بتنظيم الدولة الإسلامية.

وأوضح رئيس الدولة بعد ذلك أن هاشم قاد الهجوم الانتحاري على الفندق، مع انتحاري آخر تم التعريف عنه باسم "إلهام".

وقال سيريسينا إن "المفتش العام للشرطة قد استقال"، علماً أن قائد الشرطة بوجيت جاياسوندارا هو ثاني مسؤول سريلانكي رفيع يغادر منصبه جراء إخفاق السلطات في تفادي الهجمات، وذلك بعد استقالة وزير الدفاع مساء الخميس.

ويأتي قرار قائد الشرطة، غداة استقالة وزير الدفاع هماسيري فرناندو بعد أسوأ اعتداءات في تاريخ سريلانكا منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل أكثر من عشر سنوات.

وأقرت كولومبو بـ"تقصير" في المجال الأمني لأن السلطات عجزت عن منع وقوع حمام الدم رغم أنها كانت تملك معلومات مهمة قبل حصوله.

وكان قائد الشرطة تحدث عن مذكرة تحذيرية قبل 15 يوما كشفت أن "جماعة التوحيد الوطنية" كانت تخطط لاعتداءات.

ولم يتم إبلاغ رئيس الحكومة ولا كبار الوزراء بها. وكان التحذير يستند إلى عناصر نقلتها "وكالة استخبارات أجنبية" وعممت على أجهزة الشرطة.

وفي فيديو بثه الثلاثاء تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن مسؤوليته عن الهجمات، يظهر زهران بشكل واضح. وقد بدا بوجهه المستدير في التسجيل، الرجل الوحيد الذي كشف وجهه بين ثمانية أشخاص.

وكانت الحكومة السريلانكية وجهت أصابع الاتهام بشكل غير مباشر إلى زهران عندما رجحت وقوف منظمة إسلامية تحمل اسم "جماعة التوحيد الوطنية"، وراء الاعتداءات.

وعرف زهران وهو داعية سريلانكي بآرائه المتشددة وهوعضو سابق في جماعة التوحيد الوطنية التي أسسها سلمان الندوي ثم انشق عنها وأعلن مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية.
والندوي هو أحد تلاميذ يوسف القرضاوي الذي يُعتبر الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين. وكشفت صور على مواقع التواصل عن لقاءات جمعت بين الرجلين.
ويقيم القرضاوي في قطر التي تقاطعها السعودية والإمارات ومصر والبحرين منذ حوالي سنتين أزمة بسبب تورط الدوحة في تمويل جماعات إرهابية في المنطقة ودعم وإيواء قيادات الإخوان.

أجراءات أمنية مشددة تحسبا لعمليات إرهابية أخرى
أجراءات أمنية مشددة ودعوات للصلاة في المنازل تحسبا لعمليات إرهابية أخرى

والخميس حذرت أجهزة المخابرات في سريلانكا من الذهاب للصلاة في المساجد أو الكنائس، وسط مخاوف من أعمال عنف انتقامية بعد تفجيرات عيد القيامة يوم الأحد الماضي.

وناشدت جمعية علماء سريلانكا، وهي الهيئة الدينية الإسلامية الرئيسية في سريلانكا، المسلمين الصلاة في المنازل اليوم الجمعة في حالة "كانت هناك حاجة لحماية الأسرة والممتلكات".

كما ناشد الكاردينال مالكوم رانجيث القساوسة عدم إقامة أي قداس بالكنائس حتى إشعار آخر.

وناشدت السفارة الأميركية في سريلانكا أيضا مواطنيها بتجنب أماكن العبادة خلال عطلة نهاية الأسبوع المقبلة، بعد أن حذرت السلطات من احتمال وقوع مزيد من الهجمات تستهدف مراكز دينية.

وقال الجيش اليوم الجمعة إنه يجري نشر حوالي عشرة آلاف جندي في أنحاء الدولة، وهي جزيرة في المحيط الهندي، للقيام بأعمال البحث وتأمين المراكز الدينية.

وألقت الشرطة القبض على ما لا يقل عن 76 شخصا، بينهم أجانب من سوريا ومصر، في إطار تحقيقاتها حى الآن