سعد البزاز وأمجد توفيق واستحقاق قلادة الإبداع الذهبية

الأوساط الثقافية والأدبية تنتظر أن يشمل البزاز بتكريمه أمجد توفيق كونه أحد أعمدة الثقافة والإبداع العراقي في مجالات الرواية والقصة.

تنتظر الأوساط الثقافية والأدبية من الإعلامي والكاتب الأستاذ سعد البزاز أن يشمل بتكريمه قلادة الإبداع الذهبي الكاتب والإعلامي والروائي أمجد توفيق كونه أحد أعمدة الثقافة والإبداع العراقي في مجالات الرواية والقصة، وقد أحدثت كتاباته جدلا بين الأوساط الثقافية والأدبية ونالت شهرة واهتماما واسعين.

لقد كان تكريم البزاز للمبدعين العراقيين في مختلف ميادين الثقافة والأدب والفنون وحتى الرياضة، بقلادة الإبداع الذهبية، قد شمل الكثير من هؤلاء الذين تركوا بصمات وأثرا أدبيا أو فنيا أو ثقافيا أو إنسانيا رفيعا، حتى شملهم الرجل بمكارمه، وما أكثرها، وهي شهادة اعتزاز وتقدير من البزاز لأولئك النجوم اللامعة عن جدارة واستحقاق.

وأجد في مبادرة الإعلامي والمحاور التلفزيوني القدير د. مجيد السامرائي مع الكاتب والروائي أمجد توفيق ضمن برنامج "أطراف الحديث" من قناة الشرقية في السادس من أغسطس/آب 2023، أنها قد هيأت الأجواء لأن يضع البزاز ضمن اهتمامه أن يكون الكاتب والإعلامي والروائي المبدع أمجد توفيق من بين من تشملهم القائمة المرتقبة، لما سطره الرجل من حقول إبداعية كبيرة في رواياته الأخيرة من معالم سرد راق حظيت بتقدير جهات ثقافية وفنية وبخاصة الاتحاد العام للكتاب والأدباء في العراق، حيث تم تقليده بدرع الإبداع لإسهاماته الكبرى في إغناء الابداع العراقي في مجالات القصة والرواية ومضامينها التي حظيت بتقدير الأوساط الثقافية والأدبية والفنية وعموم الجمهور المتلهف لقراءة رواياته وما أكثرها.

وبهذا، ولكل تلك المنجزات الثقافية والأدبية الكبرى من قصص أدبية وروايات نالت شهرة كبرى وإسهامات كثيرة في ميادين الإعلام والثقافة وما احتوته من مضامين فلسفية من خلال أعماله وما أكثرها، فإن الاعلامي والكاتب أمجد توفيق يستحق أن ينال تكريم الأستاذ سعد البزاز بقلادة الإبداع الذهبية، وكيف لا وهو الذي تربطه بالرجل علاقات طويلة كونهما من محافظة واحدة هي نينوى وهي أم الإبداع وساحة انطلاقته الكبرى وكانا منذ سنوات طوال على تواصل ولديهما من التاريخ الثقافي والإعلامي والأدبي المتوائم ما يشفع للرجل أن يحظى بتكريم من هذا النوع وهو ما يزال حيا.. فما قيمة تكريم للأموات إن لم نذكرهم في الحياة الدنيا حتى تبقى الأجيال العراقية تنهل من ينابيع الإبداع وتجد من يقدر عطاءها المعرفي خدمة للإنسانية جمعاء.

فمنذ سني شبابه الأولى تقلد الكاتب والإعلامي أمجد توفيق المناصب الأدبية والثقافية الرفيعة فكانت دار الثقافة الجماهيرية في بغداد هي أولى انطلاقته، لتؤهله بعدها إلى أن يتولى رئاسة تحرير مجلة "الطليعة" التي تعد من أروع المجالات الثقافية والأدبية في السبعينات.

كما شغل الكاتب والإعلامي القدير أمجد توفيق رئاسة تحرير مجلة "فنون" وهي مجلة فنية رائدة في مجالات الفن والثقافة عموما، كما ترأس تحرير مجلة "قطوف"، وتقلد مناصب عليا في الدولة العراقية منذ بداية الثمانينات، في دوائر رئاسة الجمهورية ولسنوات طوال، كانت له فيها مآثر خالدة في إرساء دور المؤسسات الثقافية والصحفية العراقية وتتبوأ مراكز الصدارة، وترتقي بعملها إلى حيث يحلم أي أنسان عراقي أن يكون وقد حقق نجاحات كبيرة في مسيرته الوظيفية على أكثر من صعيد.

ومن المناصب الوظيفية الأخرى هي رئيس سلسلة القصة والرواية والمسرحية في وزارة الثقافة، ومدير الأخبار والبرامج السياسية في قناة "البغدادية" وتولى أيضا منصب مدير عام قناة "الرشيد" الفضائية، التي أوصلها لسنوات طوال لتكون أفضل قناة تلفزيونية عراقية ما بين أعوام 2008 و2013، ثم تولى بعدها منصب مدير عام مؤسسة "الوسيط الإعلامية، إلى جانب تقلده منصب المستشار في إحدى دوائر رئاسة الجمهورية قبل سنوات.

كانت قمة إبداعه الثقافي والأدبي هي في أعماله الروائية التي حصدت إعجاب ملايين القراء وشغلت اهتمام الأوساط الثقافية والأدبية لما احتوته من مضامين فلسفية وقيمية وتاريخية وفنية أصيلة، تركت له رصيدا من تلك الروايات ما يشكل مفخرة لكل روائي مبدع كبير، وهو يواصل مسيرة الكتابة في العمل الروائي بلا انقطاع.

أصدر الكاتب والقاص والروائي الأستاذ أمجد توفيق كتبا في القصة والرواية والنقد منها: "الثلج.. الثلج" مجموعة قصصية 1974 وزارة الثقافة والإعلام، "الجبل الأبيض" مجموعة قصصية 1977 وزارة الثقافة والإعلام- طبعة ثانية 1985، "قلعة تارا" مجموعة قصصية 2000 – اتحاد الكتاب العرب في دمشق، "موسيقى الحواس والغرائز" – وزارة الثقافة دائرة الشؤون الثقافية 2000.

كما أصدر "برج المطر" رواية 2000 -وزارة الثقافة دائرة الشؤون الثقافية، "طفولة جبل" رواية 2002 وزارة الثقافة دائرة الشؤون الثقافية، "نحل القلم، عسل الثقافة" كتاب نقدي 2001 -وزارة الثقافة الموسوعة الصغيرة، "الطيور الحرة" رواية 2002- طبعة ثانية 2019، "الظلال الطويلة" رواية 2008- اتحاد الكتاب العرب في دمشق- طبعة ثانية الدار العربية 2018، "الساخر العظيم" رواية 2018- دار فضاءات في عمان-طبعة ثانية بغداد 2021.

ورصع الأديب أمجد توفيق رصيده الأدبي بمجموعات قصصية ودراسات نقدية من بينها "الخطأ الذهبي" مجموعة قصصية دار الصحيفة العربية-دمشق 2020، "رحلة مع الساخر العظيم" إعداد دراسات لمجموعة من النقاد والأدباء عن الرواية 2019، منها "أمجد توفيق نهر بين قرنين" -كتاب نقدي لحمدي مخلف الحديثي عن تجربة أمجد توفيق الإبداعية، "تحولات أمجد توفيق في الخطأ الذهبي" كتاب للأستاذ حمدي مخلف، "للنار ظل المعنى" قراءات في رواية الظلال الطويلة لأمجد توفيق، "كتاب القصة" إعداد أمجد توفيق ولطفية الدليمي- صدر عن مجلة الطليعة الأدبية 1978.

ونشر الأستاذ أمجد توفيق مئات المقالات والدراسات في الصحف والمجلات العراقية والعربية، وتم ترجمة أعماله إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية وحولت بعض أعماله إلى أفلام وتمثيليات.

وهو عضو نقابة الصحفيين العراقيين وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وحصل على أكثر من تكريم من مؤسسات ثقافية وأدبية وإعلامية لما حصده من نتاجات وأعمال روائية شقت طريقها إلى عالم الإبداع.

وقد شغلت رواية "الساخر العظيم" للروائي والكاتب والإعلامي أمجد توفيق اهتمام كبار نقاد الرواية والضليعين بتقنياتها وأنواع مختلفة من أنماط السرد التي استخدمها في روايته التي صدرت قبل أكثر من عام مثلما شغلت اهتمام من لديهم ولع بهذا الفن الأدبي الساحر والمحبب إلى القلوب، وعدَّ كثيرون صدورها إطلالة حفرت مكانا لائقا لها بين كبريات الروايات التي صدرت عن روائيين كبار كانوا عمالقة وهي تجد الاهتمام من ملايين القراء والمتابعين لهذا الفن الأدبي الإبداعي الجميل.

رواية "الساخر العظيم" لأمجد توفيق صدرت قبل أعوام بـ 662 صفحة عن إحدى دور النشر العربية نالت – ولا تزال – ثناء وإعجاب كل الأوسط الثقافية والأدبية والإعلامية، وعدتها "انتقالة نوعية بارزة" في عالم الرواية وتقنياتها، لما احتوته من مضامين وقيم جمالية ووطنية وإنسانية، وكتب عنها النقاد والإعلاميون الكثير من الدراسات التي أشادت بمضامين الرواية ومنهجها الإبداعي والجمالي والقيمي الكبير.

وقد عبرت النخب الثقافية والإعلامية، خلال احتفالية تكريم أمجد توفيق في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين قبل أربعة أعوام، وحضرها كبار النقاد والمهتمين بشؤون الرواية والأدب والثقافة بمختلف مسمياتهم وعناوينهم، عبروا فيها عن فخرهم وفرحهم بولادة هذا المنجز الأدبي والروائي الكبير، في حجمه ومضامينه، وعدوه بأنه يبشر بولادة عصر انطلاقة واعدة للثقافة العراقية.

وكتاب "رحلة مع الساخر العظيم" هو عرض لما سطره 28 كاتبا وناقدا ومن نخب ثقافية مختلفة، عرضوا الكثير من رؤاهم عن رواية الساخر العظيم وقد جمع الروائي في هذا المطبوع الأنيق جميع تلك المقالات في كتاب جديد، يتألف من 230 صفحة من القطع المتوسط.

يقول الروائي أمجد توفيق في مقدمة كتابه: "لأن الساخر العظيم لا يأبه بإعلان برنامجه أو خط رحلته أو زمنها لا يدري أحد لم أُخفى التقنيات الحديثة لسفينته لصالح أشرعة تحمل خرائط ووشوما توهم كل من يراها بتاريخ مغرق بالعفن واللاجدوى"، ثم يضيف "الساخر العظيم مخلص لمتعته لا يهمه أن يتأمل انكسار شعاع من الشمس على وجه حبيبين في قُبلة لأم ظلال نصل غادر يتوجه إلى قلب إنسان".

وكانت روايته الأخيرة "ينال" من أهم ما أنتجه من أعمال روائية سردية نالت ثناء وتقدير كبار الأدباء والنقاد لما تناولته الرواية من مضامين إبداعية في السرد والحبكة والمضمون الإنساني الهادف.

وتترقب الأوسط الثقافية والأدبية وتحدوها الآمال بأن يكون لتلك المنجزات الثقافية والأدبية الكبرى للإعلامي والكاتب أمجد توفيق، مناسبة كبرى، لكي تحظى بتكريم الأستاذ سعد البزاز، وكيف لا وهو الذي تربطه بالرجل علاقات طويلة، كونهما من محافظة واحدة هي نينوى، وهي أم الإبداع وساحة انطلاقته الكبرى، وكانا منذ سنوات طوال في بغداد وخارجها على تواصل ولديهما من التاريخ الثقافي والإعلامي والأدبي المتوائم، ما يشفع للرجل أن يحظى بتكريم من هذا النوع، وهو ما يزال حيا.. فما قيمة تكريم للأموات، إن لم نذكرهم في الحياة الدنيا، حتى تبقى الأجيال العراقية تنهل من ينابيع الإبداع ما يرفع رؤوس أجيالها إلى عنان السماء.