سعيد شلبية يستكشف أغوار الوجود في 'دايدا'

الكاتب يخوض في روايته رحلة في أعماق النفس البشرية.

عمان - صدر عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع رواية تألقت في سماء الأدب العربي بعنوان "دايدا" من قلم المبدع سعيد وديع شلبية.

وتتألف الرواية من 252 صفحة مليئة بالأحداث المثيرة والمشوقة، تندرج تحت التصنيفات الأدبية المتنوعة: الغموض، الأكشن، الدراما، المأساة، والرومانسية في زوايا مدينة آوفيرا الغارقة بالأسرار، تتشابك خيوط القدر في رواية "دايدا"، حيث ينبض الواقع بالألم والأمل الذي ينسجه قلم سعيد وديع شلبية، ملحمة من الغموض والحركة، تتخللها نسمات الرومانسية وترانيم المأساة.

تُرى، هل يمكن للصباح أن يكون أشد قتامة من الليل؟ تجيب "دايدا" بنعم، إذ تفتح عينيها على مشهد الإبادة الجماعية التي لا ترحم صغيرًا ولا كبيرًا. ومن رماد الحزن، ينهض نور، الشاب الذي تعانقت روحه مع لغز المدينة المنكوبة، مصممًا على كشف الحقيقة. يتحد نور مع سلام، رفيق الطفولة وحامي القانون، في رحلة بحث محفوفة بالمخاطر. ومع انضمام معاذ، الذي يجمعهما القدر في معركة ضد الزمن، تتعقد الأمور. يتجلى الوفاء والشجاعة في أعماق قرية سابا، حيث يتكشف الغموض شيئًا فشيئًا.

"دايدا" ليست مجرد رواية، بل هي رحلة في أعماق النفس البشرية، تستكشف أغوار الوجود وتتحدى الظلم. مع كل صفحة، تتجدد الأمال وتتبدد الأوهام، ويصبح الصبر الأيوبي مفتاحًا للنصر المؤجل. في هذا العالم الذي يرسمه شلبية، يصبح القرار هو السلاح الأخير في مواجهة القدر.

تُعَد "دايدا" بمثابة البداية الرائعة للكاتب، حيث استخدم فيها أسلوب عرض الصور الفنية وتسليط الضوء على الأحداث المتوالية، مع التركيز على الواقعية والابتعاد عن الخيال.

تبدأ الرواية بصباح مأساوي في مدينة آوفيرا، حيث يستيقظ نساء وأطفال وعجائز المدينة على آخر لحظات حياتهم، في إبادة جماعية بلا رحمة أو مبرر. بعد سنوات، يقرر الشاب نور، بعد لقاء غريب مع معاذ، أن يبحث في أمر هذه الواقعة المروعة. يتوجه نور إلى صديق طفولته سلام الذي يعمل شرطيًا، يطلب مساعدته في البحث عن الحقيقة. وبعد فترة، ينضم إليهما معاذ في رحلتهم إلى قرية سابا. يتعرضون لمشكلة كبيرة عند وصولهم إلى القرية، لكن معاذ يستخدم مكانته الرفيعة في الدولة لإنقاذهم.

تتوالى الأحداث، ويصبح حل القضية أقرب مما كان عليه. الكابوس الطويل يبدأ في الانحسار، ويصبح الأمل في الانتهاء منه أكبر. الصبر الأيوبي قد انتهى، والآن حان الوقت للتصرف والقرار، رغم تأخره.