سفارة البحرين.. إيران تعزل العراق عن المجتمع الدولي

الاعتداء على سفارة البحرين رسالة إيرانية بأن العراق تحت الوصاية الإيرانية والقرار العراقي يمر من طهران وليس من بغداد فالجهة التي استهدفت سفارة البحرين ببغداد هي نفسها التي استهدفت سفارة السعودية بإيران.

بقلم: سجاد تقي كاظم

إستراتيجية عزل العراق عن المجتمع الدولي تقوم على استهداف السفارات، بدأها تنظيم القاعدة بعد عام 2003 باستهداف مقر الامم المتحدة وقتل ممثلها ببغداد، وكذلك مقرات سفارات اخرى، وتتبناها اليوم طهران لنفس الهدف عزل العراق عن المجتمع الدولي، كرسالة إيرانية للعالم، بعضهم وصف الرسالة الإيرانية بان الساحة العراقية هي الملعب الرئيس والساحة الامامية لإيران وعلى العراقيين أن يكونوا مستعدين لجبهة امامية للدفاع عن إيران، باي تصعيد محتمل، أي رسالة إيرانية بان العراق تحت الوصاية الإيرانية، والقرار العراقي يمر من طهران وليس من بغداد. فكلنا نعلم ان الجهة التي استهدفت سفارة البحرين ببغداد، هي نفسها التي استهدفت سفارة السعودية بإيران.

فكلاهما واحد، هم أزلام ولي الفقيه الإيراني وحرسه الثوري، ونتعجب بان وزارة الداخلية العراقية ووسائل اعلامية وصفت المخربين الذين اقتحموا السفارة حينا بالموالين لإيران وحينا بالمتظاهرين وحينا بالمحتجين، في وقت كلنا نعلم من قام باقتحام السفارة البحرينية هم مخربين مرتزقة عملاء للنظام الإيراني منظمين للحشد، ويصفون انفسهم بمهزلة محور المقاومة- مقاومين، وكلنا نعلم بان العالم سيدخل الفوضى الكبرى اذا كل جماعة حرقت او استهدفت سفارة دولة اخرى تختلف معها بالراي، او قامت دولة بتوجيه موالين لها باستهداف سفارة دولة اخرى نيابة عنها بدول أخرى وكلنا نعلم ان إيران لا تمثل طرفا بالقضية الفلسطينية، لا قوميا ولا مذهبيا، ولا جغرافيا.

فإيران ليست حتى طرفا بالصراع باي حرب جرت بين إسرائيل ودول الطوق حولها، بالعقود الماضية، فالنظام الإيراني محسوب زورا شيعيا، وقوميا فارسيا، بالمقابل الفلسطينيين قوميا عرب، ومن أهل السنة، وكلنا نعلم أن عشرات المليشيات المالية لإيران الاجنبية عن سوريا اضافة للحرس الثوري الإيراني موجودين بسوريا وقرب حدود إسرائيل ولم يهاجمون إسرائيل ولم يشنوا أي هجوم لاسترداد الجولان مثلا، بل العكس إسرائيل تعلن اطمئنانها للجيش السوري الذي يقوده بشار الأسد، وترفض وجود أي قوات على حدود إسرائيل بالجولان غير قوات بشار الأسد كما أعلن عن ذلك نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل.

كذلك إسرائيل تشكر روسيا بوتين، على دفاع موسكو عن امن إسرائيل، ولا ننسى اعلان إيران عن امتلاكها 100 ألف صاروخ وأربع مصانع تحت الأرض ولم تستهدف إيران رغم كل ذلك إسرائيل بأي صاروخ منذ 40 سنة لحد اليوم، فكم تحتاج إيران من صواريخ حتى تستهدف إسرائيل بصاروخ من اراضيها تجاه إسرائيل، سؤال نطرحه دائما؟

لا ننسى بأن إيران تسعى لخط امن لها من طهران لبغداد لدمشق لبيروت للمتوسط بالمحصلة، وهذا الخط لا يمثل تهديد لإسرائيل، أي ان إيران لا تطرح خط من طهران لبغداد لعمان للقدس، الذي يمثل تهديد مباشر لإسرائيل، بالتالي رسالة إيران هي اطماعها للوصل للمتوسط عبر بيروت وليس القدس، وتكشف استغلال إيران للقضية الفلسطينية لتمرير تمددها بالمنطقة والشرق الأوسط.

كاتب عراقي