سفينة حربية تركية ترسو في حيفا للمرة الأولى منذ 2010

رسو الفرقاطة التركية 'كمال ريس' في ميناء حيفا يأتي ضمن مناورات مقررة يجريها حلف شمال الأطلسي في البحر المتوسط، فيما تتسارع خطوات التقارب بين أنقرة وتل أبيب.

حيفا - رست سفينة حربية تركية في ميناء حيفا للمرة الأولى منذ نحو 10 سنوات على اثر توتر في العلاقات بين تركيا وإسرائيل على خلفية مقتل 10 نشطاء أتراك بعد اقتحام فرقة كوموندس إسرائيلية لسفينة مرمرة التي كانت ضمن قافلة لفك الحصار عن قطاع غزة.

وهذه أول سفينة حربية تدخل ميناء إسرائيليا منذ إعلان إعادة تطبيع العلاقات بالكامل بين الطرفين، فيما جاء رسو السفينة التركية ضمن مناورات مقررة سيجريها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في البحر المتوسط. وتمتلك تركيا ثاني أكبر جيش في الحلف.

وقال مسؤول تركي إن الفرقاطة 'كمال ريس' رست في حيفا يوم السبت، في إطار مناورات لحلف شمال الأطلسي في البحر المتوسط. وذكر مسؤول إسرائيلي أن أنقرة قدمت طلبا مبدئيا للسماح للطاقم بالنزول للشاطئ لقضاء عطلة.

وأشار مسؤول بميناء حيفا إلى أن هذه الزيارة هي الأولى لقطعة تابعة للبحرية التركية منذ 2010 على الأقل، عندما انهارت العلاقات بين الجانبين إثر اقتحام إسرائيل لسفينة مرمرة التركية التي كانت ضمن قافلة مساعدات مؤيدة للفلسطينيين حاولت كسر الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة. ولقي عشرة أتراك حتفهم على أيدي مشاة البحرية الإسرائيلية في تلك الحادثة.

وتعرب إسرائيل من جانبها عن اعتراضها لاستضافة تركيا، العضو في حلف الأطلسي، لأعضاء في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وتوجت أشهر من المحادثات بين وفود تركية وإسرائيلية وزيارات متبادلة على أعلى المستوى من الجانبين إلى إعلان إعادة تطبيع العلاقات بالكامل واعتزام أنقرة وتل أبيب تعيين سفيرين لهما.

وتسعى تركيا جاهدة لترميم الشروخ في علاقاتها الخارجية مدفوعة بمخاوف من عزلة إقليمية وتشكل جبهة متوسطية من خصومها في خضم النزاع القائم على مكامن ضخمة للنفط والغاز في شرق المتوسط. وإسرائيل واحدة من أضلاع الجبهة التي بدأت تتشكل إضافة إلى كل من مصر واليونان.   

وتستعجل تركيا مدفوعة بأزمة اقتصادية طاحنة، فتح المزيد من المنافذ للتنفيس عن أزمتها وقد باشرت بمصالحة مع الإمارات ثم السعودية بينما تجري اتصالات دبلوماسية مع مصر وأخيرا أعلنت بعد أشهر من المحادثات وتبادل الزيارات الرسمية وعلى أعلى مستوى، إعادة تطبيع العلاقات بالكامل مع إسرائيل ضمن تقاطع مصالح الطرفين الجيوساسية.

وخلال الأشهر الأخيرة شهدت العلاقات الإسرائيلية التركية تحسنا ملحوظا، توجت بزيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، لأنقرة، حيث التقى نظيره التركي رجب طيب إردوغان في مارس الماضي.

ويرسم التقارب التركي الإسرائيلي بعد عقد من الخلافات والتوترات ملامح مرحلة جديدة بالنسبة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي كانت تحظى بدعم سخي من أنقرة، لكن مع تدشين الأخيرة فصلا جديدا من التعاون مع إسرائيل، وجدت الحركة نفسها في وضع صعب دفعا لفتح باب الاتصالات مع النظام السوري بعد قطيعة استمرت عشر سنوات.

وكانت حماس قد دعمت الفصائل السورية المعارضة المدعومة من تركيا والتي كانت تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

لكن حتى تركيا ذاتها دخلت في الفترة الأخيرة منعطفا آخر في العلاقات مع النظام السوري حيث لم تستبعد فتح حوار مع دمشق بل ورأت أن هناك ضرورة ملحة لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، عارضة مصالحة بين النظام والمعارضة.   

وتدخلت تركيا عسكريا في سوريا واحتلت أجزاء من شمالها ونفذت عمليات عسكرية واسعة ضد المسلحين الأكراد، فيما تواصل إسرائيل شن غارات من حين إلى آخر على دمشق مستهدفة مواقع تابعة لإيران وأخرى لحزب الله اللبناني. وتتقاطع المصالح والمطامع الجيوسياسية لكل من أنقرة وتل أبيب وهو تفصيل آخر يدفع للاعتقاد بزواج مصلحة بين الجانبين.