سلطة الإدهاش في مداخلة منصور زغواني

سلوكيات المنهج التحصيلي كطالب ما كانت لتلجمه أو تكبله.
دراسة تفكيكية على صعيد الإلمام وبوادر ناقد واعد في الأفق

من بين المداخلات التي دخلت منظومة تطبيق الإدهاش وخطفت الاضواء عند الحضور والقاعة بالملتقى الوطني للنقد: منعرجا ممنهجا: مداخلة الطالب منصور زغواني من جامعة مولود معمري بتيزي وزو "تطبيق التفكيكية في الدرس الجامعي بين الطرح الدريدي والفهم النقدي العربي المعاصر عبد الله الغدامي وبسام قطوش - أنموذجا".
ما كانت سلوكيات المنهج التحصيلي كطالب لتلجمه أو تكبله، وهو ما يزال يرتوي من التحصيل الجامعي كطالب دكتوراه، بل عرج دارسا وناقدا، وأحكم - أثناء مداخلته بقبضة من حديد  - على مَلكة الإتزان في سرد موازين القوى لديه في التعاطي مع فحوى مداخلته من منظور دارس واعد. حيث ابتعد بوعي إدراكي عن "الاستهلاكية التحصيلية" التقريرية كنمط تحليلي تحصيلي، بعبارة أوضح لم يحشر نفسه في سياقات تقديم بحث جامعي تحصيلي خال من إيغال ملَكته وهويته البحثية بوعي منه دائما. 

Literary criticism
يصنع الفارق 

في عمق ورقته البحثية الإنمائية نقدا، ودراسة تفكيكية على صعيدي الإلمام وبواذر ناقد واعد في الأفق. حيث سيطر على مكونات بحثه استشهادا بهؤلاء، فيما كانت ورقته البحثية روافد لصناعة مادة نقدية واستباقية. من منطلق سيرورة المنحى التحليلي، التفكيكي لديه، مما جعله يصنع الفارق في التعاطي مع منهجيته المبحثية من جهة، وتأطيرها وتأثيثها بمرتكزات وآليات ومقومات معرفية، مما ينبىء بأن منثور زغواني مشروع ناقد، سيكون له شأن وأفق الدراسة والنقد. 
في الحقل المعرفي، وأنت تصغي إليه في نبراته المعرفية وإفضاءاته وتضاريس تفكيكياته، تحس أنك أمام الغدامي نفسه، جاك دريدا، أو أمام فيزيائية وجغرافية المصطلح عند الناقد والمفكر بختي بن عودة. أو أنك تشتم عطر رولان بارث، التشكيليين الروس. وهكذا بدأ هؤلاء . فالطالب منصور زغواني صنع حضورا معرفيا. 
هذا استجلاء مني كمتلق لتفكيكياته التي أدهشت ذائقة الحضور، وفككت المأمول في جميع المآلات بذرة نحو السؤدد. وهذا ما يبشر به أفقه.