سهير صالح إبراهيم تدرس سبل قطع طريق المواد الاباحية نحو الشباب

كتاب 'اتجاهات حديثة في الإعلام.. التعصب الكروي.. العنف.. الاعلانات.. الأخبار الكاذبة' يتناول في جزء منه تحليلات ورؤى ومقترحات فيما يخص انتشار مشاهدة المواقع البرنوغرافية باعتباره من أهم القضايا التي تستنزف عقل ووجدان الاجيال الجديدة.

يعاني الإعلام مؤخراً من حالة انفلات في ظل تعارض للقيم المهنية والمصالح الشخصية وهو ما ينعكس بالسلب على الإعلام الفضائي والإلكتروني، الذي يسوده الابتذال والإثارة والملاسنات على حساب أخلاقيات الممارسة، وهذا الكتاب "اتجاهات حديثة في الإعلام.. التعصب الكروي.. العنف.. الاعلانات.. الأخبار الكاذبة" لأستاذة الإعلام بجامعة القاهرة د.سهير صالح إبراهيم يرصد عددًا من القضايا الأخلاقية في ممارسات الإعلام التي تمثل انتهاكًا للأخلاقيات المهنية وتشمل: مشكلة التعصب الكروي ودور الإعلام الرياضي في التشجيع على إذكاء نار الفتنة بين الجماهير المتحمسة. وقضية العنف المصور والمشاهد في المواد الدرامية.والبرامج والألعاب العنيفة التي انتشرت بين الصغار والأطفال وتركت تاثيرات سلبية وصلت لأرتكاب اعمال عنف وأيذاء للنفس وحالات انتحار، وقضية الإعلانات التجارية المضللة والمبتذلة والمسيئة لقيم المجتمع والتى تعرض في الفضائيات العربية. ومشكلة الأخبار الكاذبة والمفبركة وانتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي وإثارتها القلق السياسي في المجتمع المصري. وانتشار المواقع الأباحية على شبكة الإنترنت والتى تجتذب الشباب بمضمونها المخل وتشيع الفاحشة.

وتقدم إبراهيم في كتابها الصادر عن دار العربي للنشر مقترحات لمعالجة هذه القضايا في محاولة لضبط الأداء من خلال مقترح لدليل السلوك المهنى للإعلاميين والتزام وسائل الإعلام بميثاق شرف ومدونة سلوك تحدد مسئوليات عناصر العمل الإعلامى لحماية حق الجمهور في المعرفة بناء على معايير مهنية سليمة مما ينعكس بدوره على رفع كفاءة الأداء والالتزام بالموضوعة والحياد والتوازن وهو ما يؤكد أن المواثيق الأخلاقية الموجودة حاليًا شكلية لا يعتد بها وينقصها فعليًا الإلزام بموادها إضافة لضرورة تفعيل قانون الإعلام وتطبيقه بحيادية على كافة أطراف العمل الإعلامى.

وهنا نتوقف مع ما قدمته من تحليلات ورؤى ومقترحات فيما يخص انتشار مشاهدة المواقع الإباحية، باعتباره من أهم القضايا التي تستنزف عقل ووجدان الشباب، حيث توضح إبراهيم

أن دراسات علمية بجامعة كمبريدج أثبتت أن النشاط الدماغى لإدمان المواقع الإباحية يماثل تمامًا إدمان المخدرات حيث أن مشاهدة تلك المواقع باستمرار يؤدى لغياب الوعي، ويصاحبها تغير في السلوكيات يؤدى إلى الاعتداءات الجنسية، كما يتسبب في الاكتئاب وفشل العلاقات الاجتماعية.

وتتابع"انشئ في مصر مؤخرًا مركز مصرى لعلاج مدمنى المواقع الإباحية تمكن من معالجة الظاهرة دون خدش لتقاليد المجتمع، وبمراعاة سياسات الخصوصية والسرية التامة، وخلال ثلاث سنوات أصبح لديه 2500 متعاف منهم 500 فتاة.وقدم بعض الخبراء اقتراح بوضع تحذير أو تصنيف عمري للتعرض لهذه المواقع. ورغم أن صناع تجارة المواد الإباحية في العالم يعلمون أن عرض مواد جنسية صريحة والإعلان عنها غير قانونى، إلا أن 66% من المواقع الإباحية على الإنترنت لا تحوي أى تحذير من مشاهدة مضمونها، وأجهزة الكمبيوتر أو الموبايل لا تملك إمكانية منع أو حظر هذه المواقع.

وقدمت الصين نموذجًا أحكمت به الدولة الرقابة على المواد الإباحية على الإنترنت من خلال طريقتين: الأولى من خلال نظم تكنولوجية لمنع وحجب المواقع وضمان عدم وصول الناس لها، خاصة إذا تضمنت مواد فيديو مصورة، والثانى: فرض رقابة بوليسية على الكلمات ذات الصلة بالمواقع الإباحية وهو ما تكفله الحكومات.

وتلفت إبراهيم إلى أنها قدمت دراسة لتاثيرات تعرض الشباب المصري للمواقع الإباحية على الإنترنت اعتمدت على المنهج المسحى وجمعت بين الدراسة الكمية والكيفية لتكامل البناء المنهجى في تناول المشكلة من خلال دراسة ميدانية على الشباب الجامعي ومجموعات نقاشية مع مجموعتين من الشباب. وشملت عينة الدراسة مجموعتين من الشـباب الجامعي، الأولى من الذكور والثانية من الإناث تجنبًا للإحراج أو الخوف من الحديث بحرية عن موضوع شـائك مثل التعامل مع المواقع الإباحية، وتكونت كل مجموعة من 8 مبحوثين من سن 20 وحتى 26 سنة، يمثلون شرائح اجتماعية مختلفة.والدراسة الميدانية على عينة من الشباب الجامعي من جامعة القاهرة كممثل للجامعات الحكومية، وأكاديمية الشروق كممثل للجـامعات الخاصة، وتم تمثيل الشباب والفتيات فيها وشملت 440 مفردة تم تقسيمها بالتساوى بين الجامعتين الحكومية والخاصة، وبين الذكور والإناث.

وتشير إلى أن معدلات استخدام الشباب من الذكور للانترنت مرتفعة، فقد عبروا جميعهم عن تعاملهم مع الإنترنت طوال أيام الأسبوع ولفترة زمنية لا تقل عن 4 ساعات يوميًا أيام الدراسة، وتصل لأكثر من 10 ساعات في اليوم في فترة الأجازات فهو بالنسبة لهم ضرورة حياتية لا يستطيعون الاستغناء عنها، والدخـول عليه يتم من الموبايل في معظم الأحيان ونادرًا من الكمبيوتر الشخصى. وسجل موقع الفيس بوك الاختيار الأول والأهم بالنسبة لهم، يليه اليوتيوب وانستغرام، ثم المواقع الجنسية التي يتعرضون لها بصفة يومية خاصة في فترة الأجازة الصيفية حيث وقت الفراغ الكبير.

وبالنسبة لمجموعة الفتيات فقد عبرن عن عدد ساعات مرتفعة أيضًا في التعامل مع الإنترنت لا تقل عن 6 ساعات يوميًا، وقد تصل إلى 12 ساعة في بعض الأحيان، وذلك عن طريق الموبايل أو اللاب توب الشخصى، وتصدرت المواقع الترفيهية والخاصة بالمسلسلات والموسيقى والأغانى والألعاب قائمة التفضيلات، بالإضافة إلى الفيس بوك أيضًا. ثم الواتس وانستغرام وسناب شات، وأحيانًا مواقع بحثية وإخبارية.

وتضيف أن مجموعة النقاش الخاصة بالذكور أكدت أن معدلات تعرضهم للمواقع الإباحية مرتفعة فهم يشاهدونها يوميًا، وتختلف عدد ساعات المشاهدة حسب وجود وقت فراغ متاح، فهي قد تصل لساعة واحدة أيام الدراسة، وقد تمتد لأكثر من ذلك فترة الأجازات، وأن هذا التعرض مقصود ومرتب فهم على علم بأشهر المواقع المخصصة للممارسات الجنسية والتى تحمل مواد فيلمية حديثة، ومواقع الشات وتبادل الخبرات وعبروا عن عدم ممارسة رياضة بصفة مستمرة أو وجود ما يشغلهم طوال اليوم، وفى محاولة لرؤية الجديد والغريب في العلاقات بين الجنسين، ولضعف فرصة الزواج في المرحلة الحالية بالنسبة لهم فهي فكرة مؤجلة وبعيدة المنال، إضافة لعدم وجود أى علاقة مع الفتيات ولارتباط بعضهم بمجتمع ريفى فهم أكثر استخدامًا وتعرضًا لهذه المواقع؛ لوجود انغلاق كبير ورفض لأى فرصة للتعامل مع الفتيات

.وعبرت مجموعة الفتيات عن نسب ضعيفة في التعرض لهذه المواقع فهي تحدث بشكل غير مقصود وعرضى أثناء التجوال في الإنترنت، أو لوجود غروبات على الفيسبوك تنشر إعلانات لهذه المواقع، وأحيانًا أثناء الألعاب أو مشاهدة مقاطع مصورة فيلمية أو كارتونية تعرض مواد جنسية صريحة وخاصة على مواقع اليوتيوب.

وعبرت بعض الفتيات عن أن تعرضهن لهذه المواد مجرد حب استطلاع واستكشاف للعلاقة بين الطرفين، أو بدعوة من صديقة وترغيب في هذه المواد؛ للحصول على ثقافة مفتقدة من الأسرة أو الأمهات، ولأنها تجهل تمامًا طبيعة العلاقة فتتعرض لمجرد الفهم، وحتى لا تتهم من صديقاتها بعدم المعرفة.

وتكشف أن الشباب في مجموعة النقاش الخاصة بالذكور أكدت أن التعرض للمواقع الإباحية أصبح بديلًا للواقع الفعلى لعدم استطاعتهم الزواج أو حتى إقامة علاقة عاطفية مع الفتيات، وأن الرغبة في الحصول على تسلية وترفيه عن الذات بعد يوم دراسة وعمل طويل من أسباب التمسك بهذه المواقع، ورغبة في تقليد الأصدقاء والزملاء ولتبادل المواقع المثيرة والمهمة معهم حتى يصبح على علم بكل جديد وغريب في هذا المجال أثناء الحديث مع الآخرين، وعبروا عن اهتمامهم بالمواد الفيلمية والممارسات الطبيعية والشاذة كمكون أساسي للتعرض لهذه المواد، يليها مواقع الشات وتبادل المعلومات أو التعرف على أطراف أخرى مثيرة للحديث والحوار وتبادل الصور، وأنهم لا يخجلون ولا يشعرون بأى حرج من مشاهدتهم لهذه المواقع، وأكد البعض أن أسرهم تعرف أنهم يتواصلون مع هذه المواقع ولا تمنعهم ولكنها لا توافق على ذلك، ويكتفون بالنصح بشكل عام دون مناقشة جادة للموضوع، وأنهم أنفسهم لا يشعرون بالذنب للمشاهدة لأن كل زملائهم وأصدقائهم يتعاملون معها، وأن الإحساس بالخطأ أو الرغبة في التوقف تأتى في فترة المناسبات الدينية فقط.وحول تأثير هذه المواقع على أنفسهم عبروا عن أنهم لا يتأثرون بها، بل هي فرصة للتنفيس عن الذات وقضاء وقت ممتع. وأن التأثير على الشباب الآخر الذين وصلوا لمرحلة الإدمان في المشاهدة، والذي قد يشجعهم على التحرش أو العنف، ويترك تأثير نفسي عليهم بالابتعاد عن الآخرين والعزلة والوحدة، وعدم المشاركة في أنشطة والانسحاب من المجتمع والأسرة.

وتتابع إبراهيم أن مجموعة مناقشات الفتيات أظهرت تعرض نسبة كبيرة من الصديقات والزميلات لهن لهذه المواقع بدعوى حرية الفكر للمرأة ودعمًا للنظرية النسوية واتجاهات حديثة تدافع عن حرية الفتاة في العلاقة مع الشباب والتى يؤكد عليها الإعلام، ولوجود صفحات على الفيس تناصر هذه الحريات وغياب العنصر الدينى في الفترة الأخيرة ولسيطرة توجهات متحررة تقدم في المسلسلات التركية والهندية والكورية التي تعرض للعلاقات الحرة بين الرجل والمرأة، وتشجع على الانفتاح الأخلاقي، وتدعمها مواقع التواصل الاجتماعي إضافة لوجود بعض المشكلات المجتمعية والنفسية، مثل فقدان التواصل الأسرى والتعاطف بين الأبناء وأسرهم، وبعض العنف داخل المجتمع، وسوء اختيار الأصدقاء وتأثير جماعات الأقران على فكر الشباب والصغار، إضافة لعامل الفراغ والبطالة وعدم وضوح الرؤية للشباب، وعامل مهم آخر هو سهولة الوصول للإنترنت وللمواقع واتاحتها عبر التقنيات الحديثة بدون ضابط أو رابط من الأسرة أو الدولة، وانخفاض سعر الإنترنت حاليًا زاد من إقبال الجميع عليه. وعامل مجتمعى آخر يتمثل في الكبت في العلاقة بين الطرفين في مجتمع شرقى يؤدى لزيادة معدلات التعرض.

وتقول بالنسبة لتأثير التعرض للمواقع على الفتيات فقد عبرن أنه في البداية يشعرن بالاشمئزاز والصدمة والخجل والإحراج من التعرض، ثم يأتى الفضول، وحب الاستطلاع، بعد النفور الأولى من المشاهدة ومن يستمر في الدخول على هذه المواقع للحصول على متعة لحظية ثم يشعرن بالندم وأن بعض الفتيات قد يصلن لمرحلة التأثير المرضى بكثرة التعرض والمشاركة في الحديث داخل هذه المواقع المخصص منها للشات وتبادل الآراء والخبرات الجنسية أو لإقامة علاقات مع الشباب، واعتبرت الفتيات أن التعرض والمشاركة في المواقع الإباحية يدفع لممارسة العنف والتحرش ويصل للاغتصاب لدى بعض المرضى النفسيين، لأنها تصور صورة غير حقيقية للمرأة كجسد فقط للمتعة، وأن كثرة تعرض الشباب لها يصيبهم بالمرض النفسي ولعل ما حدث في المجتمع من اغتصاب الأطفال وحتى الرضع أبلغ تأثير لهذه المواقع على الشباب، وأن تأثيرها يشمل الرجال أيضًا ويسبب فتور العلاقة مع زوجاتهم وحالات الطلاق المنتشرة.

وتؤكد إبرهيم أن الشباب من الذكور وافق على فرض رقابة على المواقع الإباحية وأبدوا ترحيبا لوجودها وخاصة من الدولة أو الحكومة لمنع الوصول لها وتقليل استخدامها من الشباب والمراهقين الذين يجدونها بسهولة شديدة وانتشار غير مسبوق حتى لدى الأطفال الصغار، فتدخل الدولة يصعب من الحصول عليها ولكنه لن يمنعها تمامًا، لأنه يمكن تبادلها بسهولة مع الزملاء، إضافة أنه يمكن أن يفتح باب آخر لسوق رائجة على خلفية المنع بتجارة مربحة لوسائل الكترونية تكفل الحصول على مضامين جنسية متعددة بمقابل مادي بسيط، ولن يستطيع أحد منع الشباب، والأهم دور الشخص نفسه في إدراكه لخطورة هذه المواقع، وحتى لا يصلوا لمرحلة الإدمان، فيوجد شباب كثيرون لا يفعلون في حياتهم شئ سوى الاكتفاء بالمشاهدة والانغماس فيها حتى إصابتهم بالانعزال والمشاكل النفسية والخمول وعدم الانضمام لأى نشاط رياضى أو اجتماعى مع الآخرين.

وتكشف أنه لمواجهة هذه المواقع أكد الشباب أن التربية الدينية والأخلاقية هي العامل الأهم التي سيجعل الشاب نفسه يقلل من استخداماته للمواقع الإباحية، ويشعر بحرمانيتها، وأن دور الشخص هو الأساس وليس الآخرون، ويأتى بعده دور جماعات الأقران والأصدقاء، لأنهم يساعدونه أو يفسدون الشاب الملتزم، واعتبروا أن دور مؤسسات المجتمع محدود، فالأسرة يمكن أن تمنع أو تراقب في السن الصغير، ولكن الشباب لن تسيطر عليهم، والمدرسة ودور العبادة دورها النصح والإرشاد فقط.وقد جاءت مجموعة الفتيات لتؤكد أنها ترفض الرقابة بكل صورها وترى أنها غير مجدية مع الانفتاح الحالى على الثقافات، والحريات المتاحة بعد الثورات الأخيرة، إضافة لصعوبة فرضها وإمكانية الوصول لأي مواقع ممنوعة بالتقنيات الحديثة، وأن الحل الأسلم هو شغل وقت الفراغ للشباب بالرياضة والعمل، وتغيير مفاهيم اجتماعية تحقر من النظرة للمرأة، وتعديل القوانين وتنفيذها للسيطرة على الانحرافات. وأن الرقابة الذاتية وتقوية الوازع الدينى هو الأهم، ولعل في نموذج المملكة العربية السعودية خير دليل فهي تمنع هذه المواقع ومع ذلك، فالشباب السعودي من أكثر الشعوب دخولًا عليها والمشاركة فيها.إضافة إلى مقترح تدريس الثقافة الجنسية داخل المدارس لتوعية الشباب وإزالة الجهل بالأمور الطبيعية وعدم تركهم يستمدون معلومات خاطئة من مواقع مشبوهة.وتوجيه الأسرة للفتيات والصغار والإجابة على تساؤلاتهم حتى لا يعتمدوا على الأصدقاء فوجود فجوة ثقافية تدفع الأبناء للرغبة في الحصول على المعلومات من هذه المواقع أو من أقرانهم خاصة مع ضعف دور الأسرة ومؤسسات التنشئة في الفترة الأخيرة، وترك وسائل الإعلام لتقوم بدورها، بما تقدمه من فن متدني ومواد مثيرة وأفكار خاطئة، فيجب أن تتدخل الدولة للسيطرة على ما يقدم في الإعلام وما يعكسه من صورة سيئة للفتاة والمرأة المصرية.وترى مجموعة الفتيات أن الشابات في مصر لن يوافقن على فرض أى رقابة على هذه المواقع لأنه يسهل الوصول لها ولن تجدى عوامل الحظر والمنع في فترة الحرية.

وتشير إلى أن نتائج الدراسة أكدت أيضا أن الشباب يدركون أنفسهم أكثر ذكاء ويقظة في التعامل مع الرسائل غير المرغوبة اجتماعيًا والتى تمثلها المواقع الإباحية، من الآخرين، حيث تصدرت العبارات التي تحمل تأثير قوى مثل التشجيع على التحرش والرغبة في التجربة، وإدمان التعرض والشعور بالإثارة، في التأثيرات التي يرونها على الأصدقاء والزملاء والشباب المصري عامة، في حين جاءت عبارات الشعور بالخوف والإحراج والذنب والاشمئزاز في إدراكهم لتأثيرات المواقع الجنسية على أنفسهم. وقد عبر الشباب عن أسباب التعرض لهذه المواقع لتشمل وجود وقت فراغ وأنها مرتبطة بفترة المراهقة والجهل بالأمور الجنسية، ولوجود ظروف اقتصادية تمنع الارتباط بالطرف الآخر، وللبحث عن الإثارة في تقليد الآخرين، وللحصول على معلومات غير متاحة في الواقع ثم لضعف الوازع الدينى، ومن ثم أيدت النسبة الأكبر منهم فكرة فرض رقابة على المواقع الجنسية على الإنترنت لتأثيراتها السلبية على المجتمع وعلى الصغار، التي تشمل مخالفة هذه المواقع للأخلاق والدين ولوجود مشكلات مجتمعية ناجمة عنها مثل التحرش، والاغتصاب، والتحريض على العنف، وحددت دور الأسرة ثم الدولة في الرقابة ثم دور الرقابة الذاتية من الشخص نفسه. عبر الشباب عن عدة أسباب تؤدى لتعرضهم والشباب بصفة عامة للمواقع الجنسية على الإنترنت، وجاء السبب الخاص بوجود وقت فراغ كبير وغير مستغل على رأس الاختيارات، وهو ما يؤكد أن آفة الشباب عدم الاستخدام الإيجابى لوقت الفراغ المتاح والبحث دائمًا عن قضاء الوقت في أمور سلبية وغير مفيدة، بل أحيانًا تكون مدمرة للذات مثل الدخول على المواقع الإباحية.