سوريا تطالب المجتمع الدولي بالتحرك لردع تركيا عن "دعم الإرهاب"

دمشق تدين استمرار الجيش التركي نشر المزيد من قواتها في إدلب واستهدافه المناطق المأهولة بالسكان.
النظام السوري يؤكد رفضه للتواجد التركي على أراضيه

دمشق - حثت سوريا الثلاثاء المجتمع الدولي على التحرك لكبح "العدوان التركي" في سوريا ودعمه المستمر للميليشيات الإرهابية في سوريا وليبيا.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، "ندعو المجتمع الدولي لاتخاذ المواقف اللازمة للجم السلوك العدواني للنظام التركي ودعمه اللامحدود للإرهاب في سوريا وليبيا".

ودانت الخارجية السورية في بيان استمرار تركيا في "عدوانها" ونشرها المزيد من قواتها في إدلب وريفها وريف حلب، واستهداف المناطق المأهولة بالسكان وبعض النقاط العسكرية.

وأضاف البيان إن "النظام التركي يستمر في عدوانه على سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية وذلك من خلال نشر المزيد من قواته في إدلب وريفها وريف حلب واستهداف المناطق المأهولة بالسكان وبعض النقاط العسكرية، وذلك في محاولة لإنقاذ أدواته من المجموعات الإرهابية المندحرة أمام تقدم الجيش العربي السوري".

وتؤكد دمشق في بيانها رفضها لأي تواجد تركي على الأراضي السورية، بما تعتبره انتهاكا واضحا للقانون الدولي واعتداء صارخا على سيادة سوريا بما يتناقض مع اتفاق 'أستانا' وتعهدات 'سوتشي' التي أبرمت بخصوص وقف القتال.

وتأتي تصريحات الخارجية السورية عقب استهداف الجيش التركي وميليشيات المعارضة السورية لمواقع تابعة للجيش السوري، في ظل تصاعد العنف والاشتباكات في إدلب وريفها.

وجدت منذ أسابيع مواجهات دامية بين الفصائل السورية المدعومة من الجيش التركي و  قوات النظام السوري التي سيطرت على عشرات المناطق في محافظة إدلب وأبرزها مدينتا سراقب ومعرة النعمان الإستراتيجيتان.

وقتل في الاشتباكات عشرات الجنود من الجانبين، ولقي عشرات المدنيين حتفهم، فيما بلغ عدد النازحين نحو 700 ألف بحسب الأمم المتحدة والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

أبرز المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري
أبرز المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري

وأمام تقدم قوات النظام السوري في مناطق بريف إدلب وسيطرتها على طرق إستراتيجية رابطة بين محافظتي حلب وإدلب، استنفرت تركيا السبت بإرسال عشرات المدرعات ومئات الجنود الأتراك.

وتواصل القوات السورية تقدمها في إدلب، حيث سيطرت الاثنين على الطريق الذي يمر من المحافظة وتركز عملياتها على ريف حلب الجنوبي الغربي.

والاثنين أعلنت أنقرة عن مقتل 5 من جنودها في محافظة إدلب إثر هجوم مدفعي شنه الجيش السوري، فيما توعدت تركيا برد عنيف.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القوات السورية ستدفع "ثمن" استهدافها القوات التركية، مؤكدا أنه سيعلن عن الخطوات التالية في إشارة إلى الرد التركي على هجمات النظام السوري.

والثلاثاء أسقطت الفصائل السورية بمساعدة الجيش التركي طائرة هليكوبتر تابعة لجيش النظام في إدلب، ما أسفر عن مقتل طاقم الطائرة بالكامل.

وفي ظل تصاعد العنف والاشتباكات فصائل المعارضة المدعومة تركيا وقوات النظام التي تدعمها روسيا، حذرت الأمم المتحدة في من تفاقم الوضع ودعت إلى التزام الأطراف المتقاتلة بوقف إطلاق النار.

وتستمر أطراف الحرب في سوريا في تبادل التهم بشأن خرق اتفاقات وقف إطلاق النار بين الطرفين.

واعتبر الكرملين الثلاثاء أن هجمات المسلحين من إدلب أمر مرفوض ويجب التصدي لأي نشاط إرهابي، في إشارة لفصائل المعارضة التي تدعمها تركيا.

وقال المتحدث باسم الحكومة الروسية دميتري بيسكوف، "من الضروري تنفيذ اتفاقيات سوتشي والتصدي لأي نشاط إرهابي يستهدف القوات المسلحة  السورية والمنشآت العسكرية الروسية".

وأضاف "نحن لا نخفي قلقنا، للأسف لوقت طويل يشن الإرهابيون الهجمات ويقومون بنشاط عدواني ضد الجيش السوري ومنشآتنا".

وتدعم روسيا وإيران وحزب الله الرئيس السوري بشار الأسد في حربه ضد المعارضة منذ العام 2011 وساهمت الحرب في مقتل مئات آلاف المدنيين ونزوح الملايين.