سوريا على خط سلام يُنهي حربها

الروس الذي منعوا سقوط النظام يعرفون جيدا ما المطلوب من النظام لكي يكون قادرا على الإعلان عن نهاية الحرب.
القوات الأميركية موجودة في سوريا لهدف غامض لم تصرح به واشنطن
لن يكون النظام السوري غبيا لكي يغض الطرف عن حقيقة موقف اسرائيل
الروس يعرفون جيدا ما المطلوب من النظام ليكون قادرا على إعلان نهاية الحرب

لم تنته الحرب في سوريا. ما الذي يقف بينها وبين خط النهاية؟ ما من أحد في إمكانه أن يجيب على ذلك السؤال الذي هو أشبه بلغز. على جبهة النظام تبدو الأمور أشد تعقيدا.

يُفترض أن القوات النظامية استعادت السيطرة على معظم الأراضي التي سبق وأن كانت ملاعب لقتال عبث بأهلها وسلمهم إلى التيه. غير أن تلك القوات المتعبة لا تزال مستنفرة كما لو أنها لا تصدق أن عدوها اختفى.

سلسلة الانتصارات التي تحدث عنها الرئيس الأسد في غير مناسبة لم تتوج بسلام، يكون مناسبة لعودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم. غير أن هناك أمرا لافتا يتعلق بالجغرافيا.

نسمع بين حين وآخر عن معارك تشتعل نيرانها على مشارف مدن، نعرف أنه قد تم تحريرها في أوقات سابقة. وهذا يعني أن هناك جيوبا لا يزال الارهابيون يقيمون فيها وهم يشنون هجوماتهم من خلالها من غير أن تتمكن القوات النظامية من طردهم منها.

ذلك يعني أن سوريا الجديدة قد تم تفصيلها بطريقة تمنع الحكومة المركزية في دمشق من الادعاء بأنها تتمتع بالسيطرة على كل الاراضي التي تتشكل منها الدولة السورية.

هناك أجزاء من سوريا صارت ملكا للميليشيا الكردية لا شأن للحكومة السورية بها. وهناك أجزاء صارت تحت سيطرة الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، عراقية ولبنانية وافغانية.

بين حين وآخر نسمع عن تحركات أميركية شرق سوريا. القوات الأميركية موجودة لهدف غامض لم يصرح به الأميركان. وإن كان الحديث عن الحرب على الإرهاب هو الغالب.

الاميركان موجودون هناك من أجل محاربة الفصائل الارهابية المسلحة وفي مقدمتها داعش. وهو ما حاربته القوات السورية. غير أن ذلك لا يشكل سببا للإتفاق.

الأميركان بالنسبة للحكومة السورية قوة احتلال مثلما هو داعش.

لا نقترب من إدلب. تلك حكاية ثانوية ألفها الروس لكي لا تنتهي الحكاية الأصلية. لا يمكن أن تُحل مشكلة إدلب بطريقة تسمح للنظام بأن يعلن انتصاره في كل الجبهات.

الروس الذي منعوا سقوط النظام يعرفون جيدا ما المطلوب من النظام لكي يكون قادرا على الإعلان عن نهاية الحرب.

لا يمكن الحديث عن قرار روسي خالص في ذلك الصدد.
لم تدخل روسيا طرفا في الحرب السورية إلا بعد الاتفاق مع إسرائيل.

صار معلوما أن إسرائيل تفضل بقاء النظام السوري ضعيفا وفاقد الأهلية على أن تسيطر على سوريا جماعات دينية متشدد يقودها الإخوان المسلمون.

لا يتعلق الأمر بمنسوب الوطنية لدى الطرفين. فالنظام هو الأكثر تشددا في العداء لإسرائيل.  

لا تريد إسرائيل جارا غارقا في الفوضى. وهو ما يمكن أن يحدث لو سقط النظام واستولت الجماعات الارهابية المسلحة على سوريا.

ولأن النظام الذي تفضل إسرائيل بقاءه كان ماض في عدائه لها فقد كان عليه أن يتعلم درسا مريرا يكون ثمنه باهظا.

لقد وقفت روسيا معه وكان موقف إسرائيل واضحا من خلال الاتفاق معها.  

لن يكون النظام السوري غبيا لكي يغض الطرف عن تلك الحقيقة.

فالحرب لن تنتهي ما لم يحدد النظام السوري موقفه من مسألة السلام مع إسرائيل. وكما أعتقد فإن الخط اليوم صار مفتوحا بين الطرفين.

لن تلعب روسيا دورا في ما سيحدث. فالقنوات غدت مفتوحة لأن ما أفرزته الحرب من حقائق صنع جدولا مختلفا لما يمكن التشدد ازاءه. لم تكن لإسرائيل حصة مباشرة في ما نال سوريا من خراب.

ولكن إسرائيل وضعت في ذهنها أن لا تخرج من الحرب منتصرة إلا بعد توقيع اتفاق سلام معها. ليست روسيا بعيدة عن ذلك التفكير. ولكنها هذه المرة لن تلعب دور الوسيط.

يمكن لروسيا أن تنهي الحرب إذا ما شعرت إسرائيل بضرورة ذلك.