سيهرب حزب الله بشيعة لبنان بعد أن يدمره

احتلت المقاومة لبنان ولم تحرر سنتمترا واحدا من أرض فلسطين.
لا حزب الله ولا إيران من ورائه صادقان في شعاراتهما المرفوعة من أجل فلسطين
المخيف في ما يخطط له حزب الله ومن ورائه إيران أن يصل إلى مرحلة إنشاء وطن بديل للفلسطينيين

حسن نصرالله وأتباعه يتاجرون بالقضية الفلسطينية وينتفعون ويحققون أهدافهم غير الوطنية من خلالها. ما الذي يستفيده لبنان وشعبه اللبناني من وراء ذلك؟

احتلت المقاومة لبنان ولم تحرر سنتمترا واحدا من أرض فلسطين. ولكن هل كُتب على اللبنانيين وحدهم أن يحرروا فلسطين التي يئس الفلسطينيون من تحريرها بقوة السلاح فوقعوا منذ حوالي ثلاثين سنة على اتفاقية أوسلو التي اعترفوا بموجبها بدولة إسرائيل وخسروا الكثير من العروض التي لو قبلوا بها لكانوا في وضع أفضل؟

المقاوم حسن نصرالله ومن حوله المقاومون من مقاتلي حزبه هم جنود لدى الولي الفقيه الإيراني فهل هل سيكون على اللبنانيين أن يدفعوا ثمن ذلك الولاء الذي يُفقد المرء شعوره الوطني ويحوله إلى دابة لنقل العقيدة العدوانية من مكان إلى آخر؟

من الثابت أن فلسطين وليس تحريرها مسألة معقدة.

لا حزب الله ولا إيران من ورائه صادقان في شعاراتهما المرفوعة من أجل فلسطين. تلك مجموعة من الأكاذيب لا ينظر إليها أحد بطريقة جادة.

زوال إسرائيل من عدمه هي فكرة يتسلى بها خامنئي غير أنها جريمة حين يتعلق الأمر بالملايين الذين يصدقونها. أولئك المنومون عن بعد الذين يقضون حياتهم وهم يسبحون في بحيرة من الوهم مؤجلين التفكير في حياتهم وفي فقرهم وفي أوضاعهم المزرية.

خامنئي يرتكب جريمة في حق أولئك الناس البسطاء الذين لم يُقدر لهم أن يتعرفوا على الحقائق السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تتحكم بالصراع والتي تميل كلها لصالح إسرائيل.

لو كان العالم عادلا لتمت إحالة خامنئي وأتباعه وفي مقدمتهم حسن نصرالله إلى محكمة دولية لأنهم خدعوا شعوبا ضائعة وغسلوا عقولها باسم الإسلام والطائفة والقضية.    

ولكن الفلسطينيين في مخيمات اللجوء يتعلقون بقشة. ما شأن اللبنانيين في ذلك؟ لبنان دولة فقدت سيادتها لأن حزب الله اتخذ منها عربة للوصول إلى هدفه الذي هو ليس تحرير فلسطين انما هو مقاومة أن يكون للفلسطينيين وطن مستقل.

لن يتمكن الفلسطينيون من رؤية الحقيقة ما دامت شعارات المقاومة مرفوعة.

وطن الفلسطينيين الذي يصنعه حزب الله ليستعد لتحريره لا يقع في فلسطين.

ذلك الوطن الوهمي قد يقع في أي مكان غير أنه بالتأكيد لا يقع على أرض فلسطين التاريخية حيث تقع دولة إسرائيل التي أحرقت جزءا مهما من المنشآت النووية الإيرانية من غير أن تجرؤ إيران ليس على الرد عليها بل وحتى على توجيه الاتهام لها رسميا.

المخيف في ما يخطط له حزب الله ومن ورائه إيران أن يصل إلى مرحلة إنشاء وطن بديل للفلسطينيين على جزء من أرض لبنان من خلال توطينهم وهو ما يمكن أن تدعمه إسرائيل.

ذلك الدعم لن يكون مجانيا فمن خلاله سيكون حزب الله أو حركة حماس أو كلاهما وسيطا بين إسرائيل وإيران ويكون حق العودة قد أسقط بشكل نهائي من الأجندة السياسية الفلسطينية.

ولكن ماذا عن لبنان؟

هناك من صار يصرح علنا أن ليس هناك ما يُسمى لبنان وأنه دولة ملفقة. يأتي ذلك بالتزامن مع شعور حزب الله بالعجز عن حكم لبنان ودولته بالسلاح وأنه مهما أتيحت له فرص الاستقواء يظل ضعيفا أمام إرادة اللبنانيين. لذلك فإنه قرر أن يأخذ شيعة لبنان إلى كانتون ولكن قبل ذلك صار عليه أن يدمر الكيان اللبناني من خلال إقامة الكانتون الفلسطيني.

هل حضر إسماعيل هنية إلى لبنان من أجل التوقيع على ذلك المشروع تمهيدا لشراكة إيرانية إسرائيلية ستكون على حساب لبنان والقضية الفلسطينية في الوقت نفسه؟

هنية اختبر وحزب الله سيطلق ما يظنها رصاصة الرحمة إذا ما تأكد أن اللبنانيين مصرون على مواجهته بحقيقة علاقته بالانفجار العظيم الذي شهده ميناء بيروت.