شاعران يطوفان بين الذات والمدن

محمود جمعه يفتتح قراءات بيت الشعر بالشارقة بقصيدة "تراتيل الظلام" محاوراً الظلام والأحلام وموجودات المكان.
لا شيءَ غيرَك كي يحاورَه الظلامُ ويصطفيكْ ويصوغُ من سبعٍ عجافٍ آخرَ الأحلامِ فيكْ
وأنا وظلِي والمرايا كلُنا ** نرتادُ أرضَ الوهمِ كالأطفالِ 
الطير سرّح في سماكِ رسائلهْ ** والبحرُ سوّى من خطاكِ سواحلهْ

الشارقة ـ نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة في الشارقة صباح الإثنين 5 أبريل/نيسان 2021 قراءات شعرية شارك فيها كل من الشاعر الدكتور محمود جمعه، والشاعر عبدالله أبو بكرـ بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر وعدد من محبي الشعر والثقافة في جو التزم بالإجراءات التي فرضتها جائحة كورونا، وقدمها محمد إدريس الذي أشاد بتنشيط بيت الشعر في دائرة الثقافة لدور الشعر وفتح مساحة يتواصل فيها الناس مع الجمهور حضورياً وافتراضياً وفق الاجراءات الاحترازية المتبعة.
افتتحت القراءات الشاعر الدكتور محمود جمعه بقصيدة "تراتيل الظلام" محاوراً الظلام والأحلام وموجودات المكان، وقرأ منها:
لا شيءَ غيرَك
كي يحاورَه الظلامُ ويصطفيكْ
ويصوغُ من سبعٍ عجافٍ 
آخرَ الأحلامِ فيكْ 
لا شيءَ غيرَ السقفِ 
يقرأُ وجهي الأعمَى 
يراكَ ولا يُرِيك 
هي حكمة أخرى 
يرتلُها الظلامُ 
على فراغِ الروحِ 
والموتِ الوشيكْ
وبروح متعبة من الحزن تتلمس دبيب الليل وعيون أخرى على وجه السديم قرأ قصيدة "هي شهقة أخرى" منها:
ماذا تبقّى من جموحِ الراحلينِ
إلى تباريحِ اللقاءِ
أو ابتهالاتِ الوداعْ
والسائرين بلا عيونٍ
خلْفَ أحبال النجاة
الراكعين بلا قلوبٍ
عندَ أقدامِ الحياة
واختتم قراءاته وهو يخاطب ظله الذي بدا كائناً يفيض إحساساً مع الذات التي اقترفت الشعر ليبوح عن هذه العلاقة، ومنها:
وأنا وظلِي والمرايا كلُنا 
نرتادُ أرضَ الوهمِ كالأطفالِ 
والشعرُ سيافٌ علي أبوابِها   
من عرّفَ الشعرَ الحزينِ خصالِي؟ 
فبدت مواجعها كبابِ مدينةِ 
يغتالني في الحلِ والترحالِ 
ستونَ موتاً والحياةُ بريئةٌ 
تمضي علي الاعرافِ دونَ سؤالِ
الشاعر عبدالله أبو بكر طاف بقراءاته بين مدن الشارقة وأصيلة المغربية وعمان الأردنية، مخاطباً روح المدن وجمالها، ومن قصيدة الشارقة قرأ:
الطير سرّح في سماكِ رسائلهْ
والبحرُ سوّى من خطاكِ سواحلهْ
ضدّانِ يلتقيانِ إن مرّا بأر
ضكِ والسماءُ تردُّ شمساً آفلهْ
ولأصيلة وبحرها وصباحاتها ونهارها التي تركت أثرها في روح الشاعرة التي اختزلت تطوافها وهي يقرأ فيها أشعاره قال:
في أصيلة يُدركُ أهلُ الحياة
بأنَّ النهار ظلالٌ من الوردِ
أنَّ المباهجَ ممكنةٌ كالصباحِ
وأنَّ الطريقَ الطويلَ إليها قصيرْ
وقرأ لعمّان الأردنية وأحجارها التي ينام الضوء عليها كأنه موسيقى يعزف خيوطه لتعكس لوحة المدينة الساكنة بدهشتها في قلبه، ومنها:
هذي المدينةُ لا تملُّ السيرَ
تسعى.. تسبق الأشجار والأنهارَ والزمن الذي لم ينتظر أحداً
على طرف الطريقْ
في ختام القراءات الصباحية كرّم الشاعر محمد البريكي الشاعرين الدكتور محمود جمعه والشاعر عبدالله أبو بكر ومقدم الفعالية محمد إدريس.