شروحات السماع الطبيعي لابن باجه على 'كتاب الطبيعة لأرسطو'

كتاب جمال راشق عبارة عن تحقيق لنصٍ فلسفي ينتمي للفلسفة العربية الإسلامية في الغرب الإسلامي، وإلى مجال التحقيق العلمي للتراث المغربي الأندلسي وخاصة الفلسفي منهُ، الذي يعتمدُ على نسخٍ متعددةٍ من المخطوط الواحدِ، من أجل تصحيحها ومقابلتها حتى نصل لصورة أقرب لما كتبهُ الفيلسوفُ.

صدر كتاب "شروحات السماع الطبيعي لابن باجه على كتاب الطبيعة لأرسطو" تحقيق ودراسة جمال راشق (جامعة القاضي عياض) ومحمد أبوحفص (جامعة المولى إسماعيل مكناس). عن درا النشر مؤسسة افاق بمراكش، ط1، 2023، وهو عبارة عن تحقيق لنصٍ فلسفي ينتمي للفلسفة العربية الإسلامية في الغرب الإسلامي، وإلى مجال التحقيق العلمي للتراث المغربي الأندلسي وخاصة الفلسفي منهُ، الذي يعتمدُ على نسخٍ متعددةٍ من المخطوط الواحدِ، من أجل تصحيحها ومقابلتها حتى نصل لصورة أقرب لما كتبهُ الفيلسوفُ.

وقد سبق لكتاب "شرح السماع الطبيعي لابن باجه" تحقيقهُ ونشرهُ من طرف الباحث ماجد فخري سنة 1976، وأيضا نشره الباحث معن زيادة سنة 1978، ونشر بعض فقراته الباحث بول ليتينك سنة 1994.

 وتأتي النشرة الجديدة عن مؤسسة افاق بمراكش من أجل إغناء الخزانة العربية والمغربية خاصة بنصوص تنتمي لتاريخ العلم في المغرب والأندلس خلال المرحلة الوسيطية، لكن ما يلاحظُ على النشرات السابقة لهذا النص أنها اعتمدت على مخطوطة وحيدة هي مخطوط أكسفورد تحت رقم (بكوك 206)، ذلك لأن ماجد فخر ومعن زيادة لم يعرفا غيرها، ما يضعُ المحقق في مشكلة فيلولوجية تعيق إخراج النص إخراجاً علمياً دقيقاً، لأنه حسب الباحث أحمد شوقي بنبين: "الغاية العلمية من عملية البحث عن المخطوطات هي جمعُ أكبر عدد ممكن من نسخ المخطوط الواحد تمكن الفيلولوجي من وضع تاريخ لنص هذا المخطوط الذي أصبح السبيل العلمي الوحيد للوصول إلى نسخة المؤلف أو إلى صورة قريبة منهُ...إن إعتماد نسخة واحدة في التحقيق شيء يرفضهُ علماء الفيلولوجيا اليوم."(دراسات في علم المخطوطات والبحث الببليوغرافي، منشورات كلية الاداب، الرباط، 1993، ص24)، لذلك يقدم الباحثين جمال راشق ومحمد أبو حفص تحقيقهما على أنه إضافةٌ جديدة، من خلال نسخة جديدة للمخطوط وهي نسخة برلين تحت رقم (كراكوف 6035)، في إخراجٍ جديدٍ لنص له منزلته الخاصة داخل المتن الفلسفي لابن باجه فيلسوف سرقسطة وفاس.

تناول الباحثان في كتابهما دراسة لكتاب الطبيعة لأرسطو في التقليد العربي دون إطناب بعد أن تحدث عن ذلك عبدالرحمن بدوي أولا في نشرته وتحقيقه لكتاب الطبيعة لأرسطو (سنة 1984)، وتناول نفس الموضوع بول لتينك في مقدمته لتحقيق بعض نصوص الطبيعة عن مخطوط برلين (1994)، يتناول الباحثان من جديد هذا الموضوع خدمة للباحثين وتقريبا للمادة، مع إغناء حواشي التحقيق والمقابلة بمادة فلسفية بالرجوع إلى أرسطو وكل الشراح السابقين. ثم دراسة في موضوع الحركة وجل إشكالات الكتاب وخصوصا موقف ابن باجه من مكانة المقالة السابعة. وكذا وصف مستفيض للنسخ، والوقوف عند دقائق المقابلة وتميز كل نسخة عن الأخرى. وإيراد فهرسة للأعلام والكتب والمفاهيم.

مما يجعل هذه النشرة اليوم تقدم نصا متكاملا للدارسين والمختصين في تاريخ العلم أو العلم الطبيعي والفلسفة في الغرب الإسلامي عامة وابن باجه على الخصوص.