صالح هويدي يشارك في الحوار الدائر حول ظاهرة الأدب الرقمي

الناقد العراقي: أدبنا العربي شهد من قبل تحولات وتجارب أنتجت أنواعاً في الشعر والسرد معاً، قادها رواد مبدعون دعوا إلى الإطاحة بالأشكال القديمة والبنى المتكلسة.
الرواية الرقمية، ومن ثم التفاعلية قد غدت شكلاً جديداً مختلفاً عن الشكل أو النوع أو الجنس الروائي الورقي
الرواية التفاعلية الجديدة تجربة لها خصائصها ومعطياتها ومسوغاتها وآلياتها ومتعتها التي يمكن أن تستقطب جمهوراً متنامياً في المستقبل

تسعى ورقة الناقد د. صالح هويدي – التي شارك بها في ملتقى الشارقة للسرد في دورته السادسة عشرة والتي حملت عنوان "الرؤية التفاعلية الماهية والخصائص" وعقدت بالعاصمة الأردنية عمان خلال الفترة من 17 – 19 سبتمبر/أيلول - إلى الإسهام في الحوار المنهجي الدائر حول ظاهرة الأدب الرقمي عامة والرواية التفاعلية خاصة، بالوقوف على ماهية الظاهرة، وعوامل ظهورها وتوصيفاتها النقدية، وصلتها بالرواية الورقية، وفيما إذا كان الشكلان السرديان سيتعايشان أم ينفي فيهما الجديد القديم، وفيما إذا كان بالإمكان المقارنة بين الشكلين أو المفاضلة فيما بينهما. إلى جانب ما قدمه الخطاب النقدي المصاحب لظهور الرواية الجديدة من أفكار وطروحات، والوقوف منها موقفاً نقدياً فاحصاً، يمكن أن يسهم في تشكيل أرضية صالحة للخروج بنتائج مهمة في ملتقانا المهم، بعد أن لاحظنا ظهور ثلاثة اتجاهات في تلقي هذا الشكل الروائي الجديد، مقلل من شأنه، ومتحمس له حماسة غير علمية، وثالث يمثل مقاربة موضوعية تعرض له وتأمل في نمائه إلى جانب أشكال الإبداع السردية.
وقال هويدي في الجلسة التي رأسها الشاعر الإماراتي عادل خزام: يكتسب الملتقى السردي الجديد أهميته الخاصة من اختياره موضوع الرواية التفاعلية التي تمثل واحدة من أبرز الظواهر التي أنتجها تلاقح الأدب بالتكنولوجيا في عصر العولمة الرقمي وثورة الاتصال والمعلومات، وهي الرواية التي بدأت في الظهور في الغرب الأوروبي أولاً، ثم ما لبثنا أن شهدنا استفادة منها لدى عدد من كتاب آسيا والكتاب العرب في عدد من التجارب التي ظهرت في الرواية والشعر خاصة، على نحو لا يزال محدوداً، نتطلع إلى تنامي تجربته إبداعياً ونقدياً، مثلما نتطلع إلى وضوح رؤية الأدباء والكتاب وتبلورها على نحو أكثر نضجاً ومنهجية وضبطاً، بالتخلص مما يرافق موجة الظواهر الطليعية والتجارب الجديدة عادة من صخب ومبالغات وحماسة مفرطة وأوهام ذاتية في القبض على أسرار الخلود الإبداعية. 

فكرة الأدب الرقمي التي دشنها ميشال جويس في روايته التفاعلية "الظهيرة قصة" عام 1986 تعود إلى الاتجاهات الحداثية التي سعت إلى توسيع دور القارىء الإيجابي في القراءة الفاعلة وإعادة إنتاجه له

ومن هنا يثور تساؤل عن السبب في تخصيص موضوع ملتقانا - ما دام منطلقه الظاهرة التفاعلية الجديدة - بالرواية التفاعلية دون شمول الشعر أو القصة أو السينما أو المسرح التفاعلي الذي شكلت النصوص التفاعلية لكل من هذه الفنون - وبعضها سبق ظهور الرواية - ظاهرة الأدب أو النص التفاعلي؟ وعما إذا كنا ما زلنا خاضعين في فكرنا وسلوكنا لسطوة الرواية وسحر الرواية وعصر الرواية الذي شهدنا التنظير له في كتاباتنا.
ولفت د. صالح هويدي إلى أدبنا العربي شهد من قبل تحولات وتجارب أنتجت أنواعاً في الشعر والسرد معاً، قادها رواد مبدعون دعوا إلى الإطاحة بالأشكال القديمة والبنى المتكلسة والأنواع التي رأوا فيها تهالكاً ونمطية وإفلاساً وعدم قدرة على التعبير عن اهتمامات أبناء العصر والاستجابة لروحه. حدث ذلك في ثورة شعراء التفعيلة الرواد على نمط قصيدة الشطرين التي أسهبوا في أنها أصبحت من مخلفات الماضي وخارج تاريخ الشعرية العربية، ثم تكرر الأمر في تجارب الشعراء الستينيين في عدد من الأقطار العربية كالعراق ومصر على نحو ملحوظ، فنظّروا لتجاوز شعر الرواد ودعوا إلى تحديث لغة الشعر وموضوعاته واتجاهاته، ونظرُوا إلى منجز من سبقهم نظرة تعالٍ ودونية. وما فعله شعراء التفعيلة والستينيات كرره شعراء قصيدة النثر الذين أصدروا بيانات شعرية صاخبة في رثاء شعر التفعيلة وابتكار لغة شعرية تستثير ما في النثر من إمكانات شعرية خبيئة وغير مطروقة إلا في عدد من التجارب التاريخية، مع التعويل على الطاقات الإيحائية غير المحدودة للدوال، وعلى دور القارىء في الوصول إلى موحيات النص ومشاركته في إعادة بنائه. 
الرواية التفاعلية والخروج على النسق 
وعن الرواية التفاعلية (Hyperfiction) والنصوص الأدبية التفاعلية الأخرى أوضح هويدي أنها تنتمي إلى الأدب الرقمي الذي كان كما أسلفنا ثمرة لتزاوج الخطاب الأدبي بالتكنولوجيا في عصر البيانات ووسائل الاتصال الحديثة، لينتج عن هذا التزاوج نتاج ليس أدبياً صرفاً ولا تكنولوجياً محضاً بل نتاج مهجن. تعرف الباحثة فاطمة البريكي الأدب التفاعلي بأنه "الأدب الذي يوظف معطيات التكنولوجيا الحديثة في تقديم جنس أدبي جديد، يجمع بين الأدبية والإلكترونية، ولا يكون هذا الأدب تفاعلياً إلا إذا أُعطى المتلقي مساحة تُعادل، أو تزيد على مساحة المبدع للنص الأصلي". فإذا كانت الرواية فناً سردياً قوامه اللغة ووعاؤه ووسيطه الورق، كتاباً كان أو دورية، فإن الرواية التفاعلية فن سردي تتنازع احتضانه وتوصيله وسائط الاتصال الإلكترونية ومعطيات فضائها غير اللفظية إلى جانب اللغة، مع عدم التعويل على دور اللغة الأدبية وتجاوز دائرة استعمالها إلى المظاهر اللهجية واللغات العالمية الأخرى، وضعف الاهتمام بنظامها السياقي والبلاغي المألوف في توظيف علامات الترقيم في النظام اللغوي أو علامات الإعراب وسوية الأسلوب المتذبذب في مستوياته، وذلك من خلال مسوغات نابعة من فلسفة النص التفاعلي المعولم. ويبدو أن ضعف اللغة وركاكة الأسلوب ليسا ظاهرة رقمية عربية بقدر ما هي ظاهرة عالمية دعت مؤسسات أميركية إلى العناية بضبط الكتابة الرقمية، كجمعية The National Commission of writing التي تهدف إلى تحسين طرق الكتابة الإلكترونية وتجويدها. 
من هنا فلم يعد الورق وسيلة النص التفاعلي أو الرواية التفاعلية ووسيطها الناقل بل الفضاء الرقمي، بروابطه وبرامجه الإلكترونية وفنونه المتمثلة في الفلاش ماكروميديا والأنيميشن، إلى جانب التوسع في توظيف معطيات الفنون السمعية والبصرية كالموسيقى والإضاءة والأغاني والصوت والصورة والحركة والأشكال الجرافيكية والخرائط والجداول والرسوم التوضيحية والإخراج السينمائي التي تدخل جميعاً في تشكيل النص التفاعلي وبنائه، مثلما لم يعد حجم الرواية يقاس بالصفحات بل بالميغابايت. ولعل من التقنيات التي استحدثتها الرواية التفاعلية تقنية تعدد البداية وتعدد النهاية فيها، وكتابة القراء رسائل إلكترونية لأبطال الرواية الذين يمكنهم الرد عليها من خلال الموقع التفاعلي ضمن برنامج محدد. إلى جانب ظهور شكل آخر لا يكون مصدر العمل الروائي التفاعلي فيه محصوراً بمؤلف واحد بل بتأليف جماعي، فضلاً عن أن منطق التفاعل والبناء في هذه الرواية الجديدة لم يعد مرتبطاً بكاتبها بل هو أمر يقرره مؤشر الفأرة الذي يحركه القارىء أو المستهلك وفق اختياره الخاص ورغبته الشخصية التي تدخله في فضاء دون آخر ليجوب عالم الرواية ضمن منطق لا يبتعد عن فلسفة اللعب الحر ونمط المتاهة التي تضيع بين طياتها الحكاية على حد تعبير إحدى الباحثات المنظرات لها. 
وهذا كله يعني أن الرواية الرقمية، ومن ثم التفاعلية قد غدت شكلاً جديداً مختلفاً عن الشكل أو النوع أو الجنس الروائي الورقي، على حد تعبير أصحاب الرواية الورقية أنفسهم. ومثلما تغيرت تفاصيل العملية الإبداعية في فضاءاتها ووسائطها وتقنياتها بين شكل الرواية الورقية وشكلها في الرواية التفاعلية، تغيرت وظائف كل من كاتب الرواية ومتلقيها حتى استسيغ استعمال لفظ المستهلك بدلاً من القارىء، لأن النص ولغته ووظيفة القراءة لم تعد العنصر المهيمن أو المركزي، مما لا يمكن معه مقارنة الرواية الورقية ذات الطابع الأدبي الخالص بالرواية الرقمية والرواية التفاعلية ذات الطابع الهجين، حتى إن بحث قضية "أدبية الرواية التفاعلية" من قبل الباحثين في الندوات العلمية بات أمراً مطلوباً. كما أن استخدام تعبير الكاتب في الرواية الرقمية لم يعد صالحاً تماماً كما هو الحال في الرواية الورقية، ما نقل اهتمام الدارسين لها إلى استخدام تعبير المبدع، ليس لغلبة الوسائط والبرامج والروابط الإليكترونية فحسب بل لأن المحصلة التي يخرج بها القراء الرقميون ستتوقف على الإمكانات التي تتيحها الروابط وتقنياتها وتعددها بتعدد خيارات القراء الرقميين المختلفة، في نتائجها وفهمها وقراءتها للنص. 
ولعل جذور فكرة الأدب الرقمي التي دشنها ميشال جويس في روايته التفاعلية "الظهيرة قصة" عام 1986 تعود إلى الاتجاهات الحداثية التي سعت إلى توسيع دور القارىء الإيجابي في القراءة الفاعلة وإعادة إنتاجه له، لدى نقاد منهج القراءة والتقبل، وإلى رولان بارت الذي سبقهم في كتابه  كتابه S/Z، حين تحدث عن تصوره للشبكة المتمثلة في نوع جديد من النصوص المتكونة من كتل من النصوص والصور المترابطة إليكترونياً، من خلال عدد من المسارات والسلاسل أو الأطراف مفتوحة النهايات، مشكلة ما وصفه بمجرة من الدوال وليس بناءَ من المدلولات. ومع ذلك فإن الباحث جميل حمداوي يستقصي المحاولات التاريخية لظهور الأدب التفاعلي؛ إبداعاً روائياً وشعرياً ونصوصاً مسرحية أو نقداً وتنظيراً على نحو يسبق هذه المحطات التاريخية. 
الرواية التفاعلية والنقد
ويرى د. صالح هويدي أن تجربة الأدب التفاعلي والرواية التفاعلية لا تزال بحاجة إلى ما يعمقها إبداعاً ونقداً في الساحة الثقافية العربية، إذ يعد ما صدر منها محدوداً بالنظر إلى بدء ظهورها على أهمية ما كتب من مقالات ودراسات، وما صدر من كتب نقدية، أبرزها كتب حسام الخطيب، وسعيد يقطين، وفاطمة البريكي، وزهور كرام، وجميل حمداوي، ومحمد سناجلة، من دون أن ننسى كتابات لبيبة خمار وعبير سلامة ومحمد أسليم والسيد نجم وعائشة الحكمي وسواهم. 

ولعل من الطبيعي أن تختلف الكتابات التي تناولت ظاهرة الأدب التفاعلي، ما بين داع إليها ومتحمس لكل ما صدر من تجاربها، وبين غير معترف بها رافض لها، وهو أمر يحدث عادة مع جميع الظواهر الأدبية والإبداعية الجديدة والانعطافات غير المسبوقة. لكننا يمكننا أن نميز في كتابات الطرفين مستويين، أحدهما يمثل خطاباً منهجياً يمتلك شروطه المنهجية وعناصر الإقناع الموضوعية، والثاني يفتقر إلى شروط الخطاب المنهجي مقصياً القديم أو الجديد ومجاوزاً حدود الموضوعية إلى خطاب ذاتي منحاز إلى قناعاته بحماسة مفرطة ومكشوفة. وكلا الخطابين المتحمسين يحولان دون تناول الظاهرة تناولاً علمياً يمكن أن يزيدنا بصراً بها ومعرفة بالقوانين المتحكمة بظواهر الإبداع وحركة الأدب والفن.
الرواية التفاعلية بديلاً عن الرواية الورقية
ويمضي د. صالح هويدي في بحثه قائلا: لقد أثبتت لنا تجارب التاريخ ووقائعه الكثيرة أن تعدد أشكال الفن واختلاف أنواعه وضروبه لا يجعلها تجبُّ بعضها أو تنفيها، وكل الذي يحدث لهذه الفنون أن بعض تلك الأشكال تبدأ بالخفوت أو الانحسار، بسبب من أن مقوماتها لم تعد تستجيب لإيقاع العصر وأمزجة القراء وتطلعاتهم، لكنّ فإن اختفاء شكل أو اتجاه أو فن لا يرتهن لاشتراطاتنا وأوامرنا بما يجب وما ينبغي، بقدر ما يستند للقوانين الذاتية والموضوعية المتحكمة فيها. لقد ذهبت معظم الكتابات التي ناقشت ظاهرة الرواية التفاعلية إلى عدها جنساً أدبياً، وسنسلم بهذا التوصيف، على الرغم من أننا نميل إلى عدها شكلاً أدبياً، وذلك لما يثيره وصفها بالجنس من اضطراب وتشويش في سلم التراتبية السردية، إذ من المعلوم أن الرواية شأنها شأن القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً (السرد الوامض) أنواع متعددة لجنس السرد، فكيف تكون الرواية جنساً والسرد جنساً، ناهيك عن الأشكال الأخرى التي نحتاج إلى إيجاد توصيفات لها، كالرواية الرقمية والرواية التكنولوجية. وإذا أضفنا إلى هذه التوصيفات ظهور أسماء ومصطلحات متعددة بتعدد الاجتهاد في ترجمتها إلى العربية كالنص المتفرع والنص المتشعب والنص التفاعلي والنص المترابط، أدركنا ما تعانيه هذه الأشكال من إشكالية اصطلاحية تستدعي حواراً معمقاً وتأملاً من الباحثين والمهتمين للوصول بنا نحو ضفاف آمنة ومحددات منهجية دقيقة.
وعلى العموم فإن عدّ الرواية التفاعلية جنساً أدبياً يعني في ما يعنية أنها نمط مفارق مستقل مكتف بنفسه، له شروطه النوعية وآلياته المختلفة ووسائطه وحاضناته المفارقة وبنيته التي لا تتطابق مع بنية الرواية الورقية، ما لا يسمح بالقول بنفي هذا الجنس لسواه من الأجناس الورقية الملتقية معه، بل ولا يسمح بمفاضلته أو بمقارنته بالجنس السابق، لأن المقارنة لا تصح إلا مع ما يجمعهما إطار واحد. فهل يمكننا المقارنة أو المفاضلة بين الهواء والماء؟ أو بين الظلمة والضوء؟ من جهة أخرى، فإن الظواهر والفنون الأدبية والإبداعية، خلافاً للظواهر العلمية، يدخل فيها عامل التذوق والعاطفة والهوى، لكونها منتجات إبداعية تتعامل مع النفس البشرية وانفعالاتها ولذاذاتها، ولا يمكن للبشر أن يتفقوا على محبة لون أو النفور من لون؛ فلكل ذائقته وميوله، فلا تزال جمهرة من الأدباء والنقاد والمبدعين المعاصرين يرون في قصيدة الشطرين شعراً لا يدانيه فن شعري آخر، وجمهرة ترى في قصيدة النثر الفن الشعري الأرقى والأبعد عن التصنع والتعمّل، وبينهما من يرى في قصيدة التفعيلة الشعر العصري الذي يتجاوز أثقال قصيدة الشطرين ونمطيتها ويستجيب لروح العصر ولا يفرط بشاعريتها وإيقاعها اللازم. ولا يمكننا أن نحكم على نزوع القراء والنقاد وخياراتهم الفنية المتباينة أو حملهم بأوامر ما ينبغي وما لا ينبغي التزامه أو الكف عنه. وما يقال عن الشعر يصدق على مواقف القراء والنقاد من الفنون السردية المختلفة من رواية وقصة وقصة قصيرة جداً. ولعل هذه النقطة تسلمنا إلى تلك التوصيفات التي صدرت من عدد من المتحمسين حماسة مفرطة للرواية التفاعلية حين راحوا ينظرون إلى الرواية الورقية التي تحيط بنا وتمثل جل الحراك السردي وربما الأدبي، على أنها رواية سلفية تارة وتقليدية طوراً وديكتاتورية طوراً آخر، وأنها ذات بنية نمطية خطية تارة، وعاجزة عن التعبير عن روح العصر الرقمي والمجتمع الرقمي تارة أخرى. 
من ناحيتنا نرى أن الرواية التفاعلية الجديدة تجربة لها خصائصها ومعطياتها ومسوغاتها وآلياتها ومتعتها التي يمكن أن تستقطب جمهوراً متنامياً في المستقبل، ولا يمكن لها أن تكون بديلاً عن الرواية الورقية، فلكل منهما وظيفتها وغايتها وبنيتها وجمالياتها، مثلما لا يمكن للقصة القصيرة أن تكون بديلاً عن الرواية أو العكس، لاختلاف الخصائص البنيوية في ما بين الأنماط أو الأشكال، على الرغم من كونهما نوعاً سردياً واحداً، ينتمي إلى جنس واحد. في مقابل ذلك ما زالت الرواية الورقية تستحوذ على اهتمام قرائها ونقادها الذين ما انفكوا يولونها المتابعة والنقد والتحليل، بمن فيهم نقاد الرواية التفاعلية جميعاً ودون استثناء.