صعود مسلحين على ناقلة بضائع يصعد التوتر في البحر الأحمر

وزير الخارجية البريطاني يقول أن الهجمات في ممرات الشحن في البحر الأحمر يجب أن تتوقف وإلا سيتم اتخاذ إجراء دولي.

دبي – قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة الأمن البحري البريطانية أمبري الخميس إن مسلحين صعدوا على متن ناقلة بضائع ترفع علم ليبيريا في جنوب شرق إيل بالصومال. وذكر بيان أمبري إن السفينة كانت متجهة إلى ميناء خليفة بن سلمان في البحرين.

يأتي ذلك على وقع توتر كبير في حركة سفن الشحن البحرية بعد أن صعدت جماعة الحوثي، التي تسيطر على معظم مناطق اليمن ومنها العاصمة صنعاء هجماتها في البحر الأحمر، اعتراضاً على الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأفادت شركة أمبري الثلاثاء إنّ سفينة شحن حاويات ترفع علم مالطا أبلغت عن وقوع ثلاثة انفجارات قربها، على بعد نحو 24 كيلومتراً جنوب غربيّ ميناء المخا في اليمن. وأضافت أمبري أنّ ربان السفينة سُمع عبر الترددات العالية جداً وهو يتصل بسفينة حربية تابعة للتحالف. وقالت إنّ سفينة مجاورة أبلغت عن رؤية زورق صغير بطول 50 متراً تقريباً في نطاق 1.6 كيلومتر من موقع الحادث بعد ذلك.
ومع انضمام دول جديدة للتحالف العسكري البحري المتعدد الجنسيات الذي أطلقته الولايات المتحدة الشهر الماضي بهدف التصدي للهجمات الحوثية في البحر الأحمر، من المقرر أن تبدأ رسميًا الأسبوع المقبل مشاورات بشأن تشكيل قوة بحرية أوروبية للمساهمة في حماية حرية الملاحة، وذكرت تقارير أن هدف المباحثات سيكون النظر في إمكانيات التنسيق بين المهمة الأوروبية وأساطيل المهام الأخرى منها الأسطول الأميركي.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الخميس إن الهجمات التي تقع في ممرات الشحن في البحر الأحمر يجب أن تتوقف وإلا سيتم اتخاذ إجراء دولي. وذلك بعد أن أصدرت بريطانيا والولايات المتحدة وآخرون بيانا مشتركا الأربعاء حذروا فيه من عواقب وخيمة لأي هجمات أخرى.

وقال كاميرون للصحفيين خلال زيارة لكوسوفو "هذا غير قانوني الأمر لا يتعلق بغزة ولا يتعلق بإسرائيل. الأمر يتعلق بحرية الملاحة.. يتعلق بقدرة السفن على توصيل شحناتها"، وأضاف "الاقتصاد العالمي كل اقتصاد سيعاني إذا استمر تعرض السفن للهجوم بهذا الشكل غير القانوني وغير المقبول. ويجب أن تتوقف هذه الهجمات وإلا ستُتخذ إجراءات".

وأحجم كاميرون عن تحديد الإجراء الذي ستتخذه بريطانيا أو ما إذا كانت سترسل مزيدا من السفن التابعة لأسطولها إلى المنطقة عند سؤاله عن هذا الأمر. وكان وزير الدفاع جرانت شابس قال إن بريطانيا عازمة على اتخاذ "إجراء مباشر".

وجاء هذا بعد ارتفاع منسوب القلق الدولي من توسع الصراع في غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية مع استمرار الأعمال العدائية، خصوصا بعد إرسال واشنطن مدمرات لتأمين سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر الممر المائي المهم عالميًا، ورد إيران بإرسال أخرى.

وأصدرت الولايات المتحدة وأحد عشر دولة أخرى بيانا مشتركا الأربعاء، جددوا فيه الدعوة إلى إنهاء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وفقا لما ذكره البيت الأبيض. ودعا البيان الصادر عن الولايات المتحدة مع أستراليا والبحرين وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمارك وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلندا إلى الإنهاء الفوري لهذه الهجمات غير القانونية والإفراج عن السفن والطواقم المحتجزة بشكل غير قانوني.

وحمل البيان جماعة الحوثيين مسؤولية العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحرجة في المنطقة.

بدورها، رفضت جماعة أنصار الله الحوثية الخميس، البيان الدولي لوقف استهداف السفن في البحر الأحمر. ونقلت وكالة الأنباء (سبأ) التابعة للحوثيين عن ضيف الله الشامي الناطق باسم حكومة الجماعة قوله " ندين بيان تحالف الـ 12 دولة بزعامة أميركا بشأن استمرار دعم اليمن المساند والمناصر للشعب الفلسطيني في منع مرور السفن الإسرائيلية وكذا السفن المتجهة للكيان الصهيوني عبر البحرين الأحمر والعربي".

 واعتبر المسؤول الحوثي بيان تحالف الـ12 دولة "سقوطاً أخلاقياً ومحاولة بائسة للتغطية على جرائم الكيان الصهيوني، ويؤكد في ذات الوقت حقيقة وقوف ودعم ومساندة أميركا والدول الغربية في ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة". .

 وقال إن "تحالف الـ 12 الدولة يأتي لحماية السفن الإسرائيلية وجرائم الكيان الإسرائيلي وليس كما تدّعيه أميركا والدول الغربية، لحماية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، مؤكدا على أن الملاحة في البحر الأحمر آمنة، وأن القوات المسلحة اليمنية، لا تستهدف أي سفن، باستثناء السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ المحتلة".