طهران تحمل واشنطن مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على مواقعها النووية

الحرس الثوري الإيراني يهدد إسرائيل بشن هجوم واسع ومزلزل في حال اتخذت خطوة استهداف المنشآت النووية.

طهران - حذّر نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من أن بلاده ستحمّل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن أي هجوم إسرائيلي محتمل يستهدف المنشآت النووية الإيرانية، في تحذير اعتبرته طهران رسالة مباشرة إلى واشنطن وسط تصاعد التوترات الإقليمية. وأكد عراقجي أن إسرائيل تسعى لتقويض أي تقدم في المفاوضات النووية عبر تصعيد عسكري من شأنه أن يُفشل فرص التوصل إلى اتفاق قريب.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المفاوضات النووية بين إيران والقوى الدولية مؤشرات إيجابية نحو التوصل إلى اتفاق، مما يجعل التهديدات الإسرائيلية عاملاً مهدداً لهذا المسار. وترى طهران أن أي عمل عدائي من قبل إسرائيل، حتى لو نُفذ دون تنسيق مباشر مع الإدارة الأميركية، سيكون بمثابة اختبار لموقف واشنطن الحقيقي من المسار الدبلوماسي، وهو ما قد ينعكس سلباً على فرص عقد اتفاق نووي جديد.
وبدأت طهران وواشنطن، العدوتان منذ الثورة الإسلامية عام 1979، محادثات في 12 أبريل/نيسان بشأن برنامج إيران النووي. ومن المقرر أن تلتقي الدولتان في إيطاليا الجمعة في جولة خامسة من المفاوضات بوساطة سلطنة عمان.
وقالت شبكة "سي إن إن" الأميركية الثلاثاء نقلا عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف هوياتهم، إن إسرائيل، العدو اللدود للنظام الإيراني، تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نشرت الخميس، كتب عراقجي "في حال تعرض المنشآت النووية لجمهورية إيران الإسلامية لهجوم من قبل النظام الصهيوني، فإن الحكومة الأميركية ستتحمل المسؤولية القانونية" لذلك. ولا تعترف إيران بدولة إسرائيل وتصفها بـ"النظام الصهيوني".

وأضاف وزير الخارجية الإيراني في الرسالة "تحذر إيران بشدة من أي مغامرة يقوم بها النظام الصهيوني وانها سترد بحزم على أي تهديد أو عمل غير قانوني" يطالها.
من جهته، أكد الجنرال علي محمد نائيني المتحدث باسم الحرس الثوري الخميس، أنه "إذا ارتكب النظام الصهيوني الوهمي عملا أحمق وشن هجوما فإنه سيتلقى بالتأكيد ردا مزلزلا وحاسما في جغرافيته الصغيرة والضعيفة" حسبما نقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية.
ومن المقرر أن تجتمع إيران والولايات المتحدة في إيطاليا الجمعة مع استمرار الخلافات العلنية بينهما بشأن قضية إيران لتخصيب اليورانيوم.
وقال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يقود المحادثات عن واشنطن الأحد إن الولايات المتحدة "لا يمكنها أن تسمح لإيران حتى بواحد في المئة من قدرة التخصيب".
وتعتبر طهران التي تدافع عن حقها في الطاقة النووية المدنية، هذا الطلب خطا أحمر، يتعارض مع أحكام معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعت عليها إيران.
وتجمع عشرات المتظاهرين الخميس بالقرب من موقع فوردو النووي في وسط إيران تأكيدا على "الحق الثابت" في الطاقة النووية بحسب لقطات فيديو بثتها وكالة مهر للأنباء.
وكانت وسائل إعلام رسمية قد نقلت عن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله الثلاثاء إن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم "زائدة عن الحد ومهينة"، معبرا عن شكوكه في ما إذا كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق.
وكان علي شمخاني مستشار خامنئي أكد في تصريحات سابقة ان بلاده تتعهد بعدم بناء أسلحة نووية مطلقا، والتخلص من مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب والسماح للمفتشين الدوليين بالإشراف على عملية التخصيب مقابل الرفع الفوري لجميع العقوبات.