عام الكوابيس

تدخل إيران عام 2019 محملة بتبعات العامين السابقين وتنظر إلى تغير الموقف الأوروبي منها بشكل غير مسبوق.

عام ليس ككل الاعوام السابقة التي مرت على الجمهورية الاسلامية الايرانية، كلام يتم ترديده دائما من جانب مختلف الاوساط السياسية عن العام 2019، خصوصا وإنه قد ورث كافة كوابيس ومصائب ومشاكل وأزمات عامي 2017 و2018، وإن إسترجاع لما جرى في هذين العامين يوضح أو بالاحرى يبين تحت وطأة أي ثقل كبير يقبع هذا العام.

طوال الاعوام التي سبقت 2017، كان هناك دائما نوع من التناحر والتناقض والصراع بين جناحي النظام في إيران. ولكن الذي لفت النظر في عام 2017 بصورة عامة وفي عام 2018 بصورة خاصة، هو إنه لم يعد هناك أي حديث عن التناحر والصراع داخل النظام خصوصا بعد أن أكد العديد من الوجوه البارزة في الجناحين، بأن الجميع في نفس السفينة وإنها إذا ما غرقت فإن الجميع يواجهون نفس المصير. هذا الموقف أكد خطورة الوضع الذي صار النظام يقف قبالته والذي لم يواجه نظيرا له في أي عام بإستثناء عام 1988، عندما إجتاح جيش التحرير الوطني الايراني، مساحة كبيرة من الاراضي الايرانية حتى ووصل الى مشارف مدينة كرمانشاه فأعلن الخميني حينها النفير العام، كما إنه يثبت ما دأبت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، من التأكيد على إنه لا يوجد أي فرق بين الجناحين وإنهما بمثابة وجهان للعملة ذاتها!

العام 2019، وضع الملف الايراني من كل النواحي تحت الاضواء، خصوصا مواضيع وأمور كان القادة الايرانيون يحرصون أشد الحرص على بقائها في الظل، نظير الاوضاع الداخلية والموقف من النظام والنشاطات التي تقوم بها المخابرات الايرانية والحرس الثوري الايراني ضد المعارضة الايرانية أو ضد بلدان المنطقة والعالم. والذي هز طهران بقوة هو إن الشهر الاول من هذا العام لم ينقضِ إلا وقد حفل بتطورين لم يتمكن القادة والمسٶولون الايرانيون من إخفاء قلقهم وتوجسهم البالغ منهما؛ إذ أن إدراج وزارة المخابرات الايرانية من قبل الاتحاد الاوروبي ضمن قائمة الارهاب، والاعلان عن عقد مٶتمر وارسو الخاص بإيران والانعطافة الملفتة للنظر في الموقف الرسمي الاميركي في الانحياز للشعب الايراني، هي بداية كارثية إن صح التعبير للنظام الايراني خصوصا وإن السنة لا زالت في أولها فماذا عن الاشهر القادمة، خصوصا وإن الاحداث والتطورات وما ينجم عنها من تداعيات ومستجدات صارت تفاجئ طهران أكثر من غيرها وتربكها الى أبعد حد.

عام بدأ بتطورين قاتلين لايران ولايزال الحبل على الجرار والذي يجب أن يدفع القادة الايرانيين الى التوجس والخوف، هو إن هناك ما يمكن وصفه بإجماع على نوع من الرفض والكراهية الضمنية لهم على مختلف الاصعدة وإن الاجواء مهيأة أكثر من أي وقت آخر للتحشيد ضدهم. من هنا، فإنه من الطبيعي أن يكون هناك أكثر من توقع واحتمال للمزيد من الكوابيس القادمة في عام 2019 والذي من حق القادة الايرانيين النظر إليه وإعتباره على إنه عام النحس والشٶم بالنسبة لهم!