عبدالوهاب الساعدي قائد أبرز المعارك ضد داعش بالعراق

التدخل الإيراني في العراق لا يسمح بوجود ضابط عراقي لا يمتثل لتوجيهات قاسم سليماني فوجود مثل الساعدي الذي غطت دعاية الحشد الشعبي على إنجازاته في المعارك ضد داعش غير مرغوب به.

برز نجم عبد الوهاب الساعدي، المولود في مدينة الصدر ببغداد عام 1963، بعد عام 2014 إبان اجتياح تنظيم داعش لأراضي ثلاث محافظات عراقية هي الأنبار ونينوى وصلاح الدين.

الساعدي الذي حصل على شهادة التربية في اختصاص الفيزياء، تخرج من الكلية العسكرية العراقية عام 1985. دخل الساعدي كلية الأركان وتخرج منها عام 1996 برتبة رائد ركن وكان من العشرة الأوائل ثم بعدها دخل كلية القيادة، وعندما وصل لرتبة عقيد دخل كلية الحرب ليتخرج ضابط حرب، واستمر في دراسته العسكرية حتى أكمل الماجستير في العلوم العسكرية.

بعد سقوط محافظة الأنبار بيد تنظيم داعش تم تكليف الساعدي بقيادة قوة من جهاز مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة في وزارة الداخلية وتمكن خلال فترة وجيزة من تحرير عدة مناطق في جنوب الرمادي مركز محافظة الأنبار.

بعد تحقيقه النجاحات في الأنبار صدر أمر بتعيين الساعدي قائدا لعمليات صلاح الدين لينجح في فك الحصار الذي فرضه تنظيم داعش لمدة خمسة أشهر على مصفى بيجي، أكبر المصافي النفطية في العراق.

أصيب عبد الوهاب الساعدي بجروح خلال المعارك في بيجي، ليبتعد عدة أشهر ويرقد في أحد مستشفيات بغداد حتى تماثل للشفاء.

عاد الساعدي مرة أخرى ليقود هذه المرة معارك تحرير محافظة صلاح الدين وتمكن خلال شهرين من اقتحام المراكز الرئيسية التي كان يتحصن فيها تنظيم داعش مثل مجمع القصور الرئاسية وجامعة تكريت وإعلان تحرير المدينة من سيطرة التنظيم في مارس 2015.

بعد نحو سنة على تحرير تكريت أسندت مهمة تحرير الفلوجة، أحد أهم معاقل تنظيم داعش في العراق في حينه، للفريق الساعدي الذي قاد قوات مشتركة من الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب.

وفي حينه كانت توقعات الخبراء العسكريين أن تستغرق المعركة أكثر من سبعة أشهر نظرا لامتلاك تنظيم داعش الاف المقاتلين في الفلوجة، لكن القوات العراقية نجحت في تحرير المدينة خلال شهرين فقط واعتبرت المعركة في حينه من انجح المعارك ضد تنظيم داعش نظرا لقلة الخسائر البشرية والمادية التي رافقتها.

بعد معركة الفلوجة حظي عبد الوهاب الساعدي بشعبية واسعة على الصعيدين المحلي والدولي.

كما كان لتواجده الدائم في خطوط القتال الأمامية من دون أن يرتدي خوذة رأس أو درعا للحماية الأثر الكبير في رفع معنويات مقاتليه حتى باتت صوره ومقاطع الفيديو متداولة بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

في عام 2016 قادة الساعدي عمليات تحرير الموصل آخر معاقل تنظيم داعش في العراق، وأسندت مهمة تحرير المحور الشرقي للمدينة إلى الساعدي، حيث تمكن خلال فترة قصيرة من تحرير أحياء كوكجلي والسماح والانتصار والمحاربين والقادسية الأولى والثانية وجامعة الموصل.

وبعد نحو سبعة أشهر نجحت القوات العراقية في رفع العلم العراقي على انقاض جامع النوري في المدينة القديمة.

تصدر مشهد الطفلة العراقية التي كانت تبحث عن الساعدي أثناء محاولتها الهرب من المدينة القديمة تغطيات وسائل الاعلام في حينه، حيث أظهرت لقطات تلفزيونية الطفلة وهي تبحث عن الساعدي في محاولة منها لاحتضانه وتقديم الشكر له على تحرير المدينة من داعش.

على الرغم من إعلان النصر على تنظيم داعش في العراق، استمر الساعدي في قيادة قوات مكافحة الإرهاب لملاحقة خلايا التنظيم وكانت آخر عملياته "التراب الأسود" التي اطلقتها القوات العراقية في سبتمبر وشاركت فيها طائرات التحالف الدولي بعمليات قصف على ما عرفت فيما بعد باسم "جزيرة داعش الموبوءة".

هذا وقد أظهرت وثيقة صادرة عن جهاز مكافحة الإرهاب أن طلب نقل قائد قوات الجهاز الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي صدر في يوليو الماضي. ووفقا للوثيقة التي حصل عليها راديو سوا من مصدر حكومي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن الطلب تضمن أيضا الموافقة على تعيين الفريق الركن سامي العارضي قائدا جديدا لقوات جهاز مكافحة الإرهاب.

نشر في شبكة الشرق الأوسط للإرسال