عزالدين البراري يستعد لافتتاح 'تونس الأعماق'

الفنان التشكيلي التونسي سيقدم في معرضه الشخصي الجديد أعمالا فنية تعكس تجربته لأربعة عقود.

انطلاقا من يوم 10 مايو/أيار الجاري تشهد فضاءات المعارض بكنيسة سانت كروا بالمدينة العتيقة التابعة لبلدية تونس المعرض الشخصي الجامع لمجمل أعمال الفنان التشكيلي عزالدين البراري وفق عنوان لافت هو "تونس الأعماق" في إشارة إلى عراقة المشاهد والأحياء التونسية والمناسبات والتراث والعادات والتقاليد بالنظر لتجربة يعيشها الفنان البراري الذي قدم عديد المعارض منها بكاليستي وقصر خير الدين ورواق القرماسي ورواق بن عروس للفنون مع مشاركاته السنوية في معارض شهر الفنون لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين..

تجربة ولوحات وعمل متواصل لعقود... كاللمعان تبرز البهجة مبثوثة في القماشة حيث الذاكرة مفردة جمالية تبعث الفرح المزركش في التفاصيل والأشياء فكأن اللوحة مهرجان مفتوح على المشرق فينا من ماض وعادات ومناسبات وتواريخ مفعمة بالنشيد.. النشيد الماثل في المكان بل الأمكنة.. هذه الأمكنة بدلالاتها الحضارية والتاريخية.. وهكذا.. فإن السفر في هكذا عوالم هو ضرب من الاستعادة تجاه الجميل والمزهو بذاته خاصة في أيام الناس هذه التي تسعى العولمة إلى طمس المشرق والخاص وما يشير إلى التفرد والاختلاف والتميز لكي تستوي الألوان والثقافات كالقطيع المعنون بالفن المهيمن ومن هنا يقف الفنان شاهرا فكرته الفنية قولا بالجمال المخصوص وبالخصوصية وبالتراث العريق الملهم للفنان في عنفوان لحظاته الراهنة.. في عصره المتحول وفي هذا الكم من التجارب والتقنيات والتيارات..

باختصار.. الفنان التشكيلي عزالدين البراري الذي يشتغل هنا في هذه السياقات التشكيلية ظل على نهجه يبتكر ضمنه وفيه وبه تجدده مع اللون في لعبة الرسم الباذخة حيث الفن لديه هذا الذهاب عميقا في قول الأنا بصفاء نادر تخيره من ألوانه وتفاصيل حكاية الريشة مع القماشة كل ذلك وفق سرد رائق وحكايات مفعمة بالحميمية والحنين والحب.. اللوحة هي بمثابة حكاية من حكايات الجدة وهنا نلمس هذه البراعة في ملاءمة التشكيل مع ما هو أدبي ثقافي سيولوجي.. الحكاية في اللوحة كمعطى في الحقل الثقافي الاجتماعي وفي راهن متحرك ومغاير... العمل التشكيلي للرسام عزالدين البراري برز فيه وفاؤه لنهجه الفني..