علماء يخترقون حصن الزهايمر

دراسة أسترالية جديدة تعتبر أن السبب المحتمل لمرض الزهايمر يتمثل في تسرب جزيئات تحمل الدهون والبروتينات السامة الموجودة في الكبد من الدم إلى الدماغ.
الدراسة تفتح الباب امام الوقاية من الزهايمر وايجاد علاجات فعالة له

كانبرا - أجرى فريق من علماء جامعة كيرتن الاسترالية دراسة رائدة من خلال اكتشاف أحد الأسباب المحتملة لمرض الزهايمر، مما يفتح الباب أمام اختراق حصن المرض العصبي المزمن والغامض وتطوير علاجات وقائية له.
والزهايمر هو أحد أكثر أشكال الخرف شيوعًا، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
يتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
وتوصلت الدراسة الجديدة التي استندت الى تجارب اقامها خبراء في استراليا على الفئران أن السبب المحتمل لمرض الزهايمر هو تسرب جزيئات تحمل الدهون والبروتينات السامة الموجودة بالكبد من الدم إلى الدماغ. 
ويتفق العلماء أن السمة المميزة للأشخاص الذين يعانون من المرض العصبي تتمثل في التراكم التدريجي لرواسب البروتينات السامة داخل الدماغ والتي تسمى بيتا أميلويد، لكنهم لم يتوصلوا الى كيفية نشأتها أو ترسبها في الدماغ. 
ويزف البحث الجديد بشرى للقطاع العلمي والطبي ويفتح الباب على مصراعيه أمام ايجاد طرق للوقاية من المرض وحتى علاجه لا سيما في مراحله الاولى المرتبطة بأعراض طفيفة حيث انه يرصد طريقة تراكم رواسب البروتين السامة التي تتشكل وتستوطن في أدمغة الأشخاص المصابين بالزهايمر.
وسيساهم تحديد مسار انتقال الجزيئات الحاملة للدهون والبروتينات السامة في تطوير آلية لمنع تسربها إلى الدماغ مما يساهم في اجهاض كابوس الاصابة بالزهايمر ومايصاحبه من فقدان الذاكرة وتغير السلوك وتقلب المزاج وصعوبات في الحديث والتركيز وصولا الى عدم القدرة على الحركة وحتى الوفاة.
ويمكن للأدوية المتاحة حاليا للمصابين بالزهايمر أن تخفف الأعراض مؤقتا فقط لدى بعض المرضى، وآخرها تم تطويره منذ 17 عاما.
وتعمل الأدوية الموجودة على زيادة التواصل بين الخلايا العصبية السليمة المتبقية في الدماغ، وهذه العقاقير تساعد في استقرار فقدان الذاكرة، لكنها لسوء الحظ ليست فعالة مع جميع المرضى وبمرور الوقت تتلاشى آثارها.
ولم يتم ترخيص أي دواء لمرض الزهايمر منذ حوالي عقدين، وقد واجهت البحوث حول العلاجات لهذا المرض انتكاسات في السنوات الأخيرة.
وعلى الرغم من مليارات الدولارات من الاستثمار على مدى عقود، فلم يتم إثبات أي دواء حتى الآن يوقف مرض الزهايمر.
أعلنت وكالة الأدوية والأغذية الأميركية (اف دي ايه) نزولاً عند الضغوط تعديل توصياتها باستخدام دواء جديد مضاد لمرض الزهايمر كانت سمحت به قبل فترة وجيزة، اذ حصرت استخدامه لدى الأشخاص الذين يعانون حالات معتدلة من المرض دون غيرهم. 
وشكّل هذا الدواء الذي يحمل اسم "أدوهلم" وتنتجه شركة "بايوجن" للصناعات الصيدلانية، أول علاج ضد مرض الزهايمر يحظى بموافقة منذ العام 2003، لكنّ السماح به وفق آلية سريعة اثار ردود فعل في الأوساط العلمية.
ويستخدم الدواء جزيئا مسمى "أدوكانوماب" وهي أجسام مضادة وحيدة النسيلة، ويتم تناوله بواقع مرة كل أربعة أسابيع عن طريق حقن في الوريد.
ويعمل علاج "بايوجن" على اتلاف الصفائح التي تشكلها بروتينات  بيتا أميلويد التي تشكل سببا رئيسيا للإصابة بالزهايمر بفعل ضغطها على الخلايا العصبية ما يؤدي إلى فقدان تدريجي للذاكرة وحتى للقدرة على التمييز.