علي العبدان يضيء على الموسيقى الشعبية في الإمارات

الكاتب والفنان التشكيلي الإماراتي ينشغل في تاريخ هذا النوع من الموسيقى في الخليج العربي توثيقا وإحياء ودراسة شاملة.

تمثل الموسيقى الشعبية جزءاً مهما من تراث الإمارات، ومن اللافت أن جميع الفعاليات المحلية والدولية التي تقيمها الدولة، يصاحب افتتاحها تقديم عروض من الفنون والموسيقات الشعبية في الامارات. 
وارتبطت الموسيقى الشعبية في الإمارات بالعديد من الفنون والالعاب الفلكلورية والتراثية في كل إمارات الدولة، وصارت بعض الألعاب الشعبية، بجانب الإستعراضات الفنية المستمدة من التراث تؤدي بمصاحبة معزوفات على بعض الآلآت الموسيقية الشعبية التي تشتهر بها الإمارات. 
حظيت الموسيقى الشعبية الاماراتية بالكثير من الدراسات، وباهتمام كبير من قبل الكتاب والباحثين، ومن بين هؤلاء الكتاب والباحثين الفنان التشكيلي علي العبدان الذي قدم الكثير من الكتابات والطروحات التي تتناول الموسيقى الشعبية الإماراتية، وسعى لتأسيس متحف للموسيقى الشعبية الإماراتية، يجمع كل ما يتعلق بالموسيقى الشعبية الإماراتية من آلات وأدوات ومخطوطات ومعزوفات توثق تاريخ الموسيقى الشعبية الإماراتية، وعرض سير رواد تلك الموسيقى، وعرض كل ذلك تحت سقف واحد يحمل عنوان متحف الموسيقى الشعبية الإماراتية. 
وقد بادر العبدان بإقامة متحف خاص للموسيقى الشعبية الإماراتية، وذلك في إطار اهتمامه وشغفه بتلك الموسيقى.. حيث عرض المتحف الذي احتضنته فعاليات أيام الشارقة الثقافية في دورة ما قبل الجائحة، لبدايات الطرب الشعبي ورواده في الإمارات.

حرف وعزف
إضاءات على تاريخ الطرب الشعبي في الإمارات

 وللعبدان جهود بحثية في مجال توثيق التراث الإماراتي، مثل كتابه "فن الصوت الخليجي في الإمارات.. البدايات والنهايات"، والصادر عن معهد الشارقة للتراث، ويعرض الكاتب والباحث علي العبدان، في هذا الكتاب لتاريخ فن الصوت الخيلجي في دولة الإمارات، ويذكر بدايات هذا الفن فيها، كما يخصص في الكتاب مباحث لأهم مؤدي هذا الفن من فناني الإمارات، ويقدم تحليلات لبعض الأصوات التي سجلوها، وهو بذلك يوثق لجانب كبير من تاريخ الطرب الشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، وفي بلدان منطقة الخليج العربي بشكل عام. 
وفي كتابه "حرف وعزف" قدم علي العبدان، إضاءات على تاريخ الطرب الشعبي في الإمارات، وذلك في إطار إيمانه بـ"أهمية توثيق التراث الطربي الإماراتي للاجيال القادمة". 
ويوثق كتاب "حرف وعزف" الصادر أيضا عن معهد الشارقة للتراث، شواهِدَ تتضمن مخطوطات واسطوانات وتسجيلات رواد الطرب الشعبي في الإمارات، من مغنيين وشعراء، ويعطي للقارئ تحليلا وقراءة شاملة في ابداعاتهم الغنائية، من مقامات وألحان وأوزان. 
وفي الكتاب حرص علي العبدان، على تقديم سيرة ذاتية لكل مطرب وملحن وشاعر للتعريف بتاريخهم وعطائهم وأهم المحطات في مسيرتهم الإبداعية. 
يشدد علي العبدان دائما على "أهمية إحياء ذاكرة المطربين بوصفها تمثل رافداً ثقافياً وتراثياً ملهماً للمهتمين والباحثين والمتذوقين"، بهدف "إحياء عناصر الأغنية الإماراتية". 
ويلفت الكاتب والباحث علي العبدان، بشكل دائم في كتاباته، وأحاديثه، إلى أن "رواد الطرب القدامى بدولة الإمارات، كانوا يهتمون بالكلمة المحلية، والألحان التراثية، والقيم التي تلامس أرقى معاني السمو والنبل".  
وقد قدم علي العبدان في إطار اهتمامه بالموسيقى في الإمارات والخليج العربي، دراسة عن مظاهر العبقرية الغنائية والموسيقية لدى رائد فن الصوت الشيخ محمد بن فارس آل خليفة، وقدم كتابا تناول فيه التجربة الموسيقية والغنائية للمطرب الشعبي الإماراتي الفنان الكبير سعيد سالم. 

فن الصوت الخليجي في الإمارات.. البدايات والنهايات
توثيق لتاريخ الطرب الشعبي في الإمارات والخليج العربي

يذكر أن العبدان هو ايضا فنان تشكيلي وأحد الباحثين المهمومين بالجانب التوثيقي للأنماط والظواهر الثقافية والفنية والتراثية في الإمارات، وقد امتدت جهوده أيضا إلى البحث في تراث وموسيقى الخليج العربي وبخاصة فن الصوت الخليجي، بجانب البحث في أركيولوجيا الثقافة المحلية الإماراتية.. كما عُرف بنشاطاته البحثية وكتاباته في مجال التراث، فقد عُرف بدوره كفنان تشكيلي، حيث أصبح عضوا بجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وله جهود في مجال الكاريكاتير وتوثيقه في الإمارات، كما عُرف بكونه ناقدا فنيا وباهتماماته المسرحية والسينمائية.