عماد عزت غواص في فنون مصر القديمة

فنان تشكيلي مُغرم بحضارة وفنون مصر القديمة، ويُعبر عبر منحوتاته عن مدى اعتزازه وفخره بانتمائه لتلك الحضارة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.
عماد عزت يسير على نهج أجداده من فناني مصر القديمة، واختار أن يواصل ما بدأه الأجداد
الفنان انخرط في ممارسة فن النحت، وبرع في ترويد قطع الأحجار وتحويلها إلى أعمال فنية لافتة

الفنان المصري، عماد عزت، تشكيلي مُغرم بحضارة وفنون مصر القديمة، ويُعبر عبر منحوتاته عن مدى اعتزازه وفخره بانتمائه لتلك الحضارة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.
وقد دفعه عشقه وفخره بتلك الحضارة ومعالمها الأثرية، وبفنونها، في أن يسير على نهج أجداده من فناني مصر القديمة، واختار أن يواصل ما بدأه أجداده قبل آلاف السنين، وانخرط في ممارسة فن النحت، وبرع في ترويد قطع الأحجار وتحويلها إلى أعمال فنية لافتة.
يقول الفنان عماد عزت، إن علاقته بالحجر تشبه علاقة الملحن بأوتار آلته الموسيقية، يعزف عليه بإحساس ممزوج بالحب، متسلحا بموروث حضاري وفني وعريق، هادفا لإيصال الفن لكل المجتمع بكل فئاته وطوائفه، وأن يكون الفن للجميع، وليس للنخبة فقط.
ويلفت عزت إلى أن هذا الفن العريق – فن النحت وفنون مصر القديمة – هي فنون باتت مهددة بالاندثار بحسب قوله، لكنها مازالت تحمل الكثير والكثير من الأسرار.
وحكي لنا الفنان عماد عزت عن عوالمه الفنية الخاصة، فيقول بأنه يقف أمام كتلة الحجر مناشدا إياها في حب، أن تسمح له بكشف بعض أسرارها.
ويرى عزت أن المشهد التشكيلي المصري، يعيش حالة من عدم الاتزان الفني، وذلك بسبب اتجاه بعض الفنانين لمحاكاة الحداثة الغربية، كنوع من أنواع مواكبة العصر.
وهو يري أن هذه الحالة تشبه "بُخارا سرعان ما يضمحل" وذلك بحسب قوله، معتبرا أنه لا حداثة بدون استلهام الفنان لأعماله التشكيلية من حضارة وتاريخ وتراث وطنه بما يحافظ على هويته.

ويشير إلى أن حالة عدم الاستقرار التي يعيشها العالم، جراء تفشي جائحة كورونا (كوفيد 19) أثرت بالسلب بالطبع على المشهد الفني مصريا وعربيا ودوليا.
وأضاف الفنان عماد عزت، إلى أن معاناة الفنان التشكيلي تتمثل في الجهل برسالته، والتقليل من دوره في خدمة مجتمعه والارتقاء به، والحاجة إلى أن يؤمن المجتمع بأن الفنان التشكيلي هو أحد صناع الحضارة، والقادر على الإسهام بقوة في خطط الارتقاء بالمجتمع وتحقيق رفاهيته وسعادته، مؤكدا علي أن الفنان التشكيلي هو أحد أهم صناع الحضارة والرقي.
ويري الفنان التشكيلي عماد عزت، أن الفن لا يعرف الجنس، ولا التمييز بين كائن وآخر، وأن من يمارس الفن التشكيلي، رجلا كان أو امرأة، يكون في حالة بحث عن الجمال، وأن دور المرأة في الحركة التشكيلية، دور محوري، وأن الفنانات التشكيليات يدعمن من خلال إبداعاتهن الحركة التشكيلية بقوة.
وحول مفردات وموضوعات منحوتاته، يقول الفنان إن موضوعات أعماله الفنية، متعددة، ومتنوعة، واصفا خياله بالعصفور الذي يتنقل من مكان لآخر دون كلل أو ملل، وهو في حالة عشق وهيام بكل مفاتن الطبيعة، لافتا إلى أن المرأة حاضرة في منحوتاته بقوة، كما هي حاضرة في الحياة، كأم وزوجة وأخت.. الخ، وهي الحب والحنان والإحساس والرقة.
ويؤكد الفنان عماد عزت، على أن المصريين حاضرون بقوة في المشهد التشكيلي العربي والعالمي، وأن العالم يتأثر بفنون مصر على مر الزمن، وحتى اليوم، وأن فنون العالم انبثقت من أرض مصر وحضارتها، وأن الفنان المصري، نجح في التعبير عن حضارته الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، مشيرا إلى أن تمثال نهضة مصر للفنان محمود مختار، يقف شاهدا على عظمة فنون مصر المعاصرة، وعلى ذلك التواصل الحضاري بين المصريين، من جيل إلي جيل منذ شيد قدماء المصريين الأهرامات ومعابد طيبة القديمة، وحتى اليوم،  مواصلين الحفاظ على هويتهم الحضارية والوطنية وصون موروثهم التاريخي بكل أصالة واقتدار.