عملية طعن ودهس فلسطينية تسبق تولي نتنياهو السلطة

مصادر إسرائيلية وفلسطينية تؤكد مقتل إسرائيليين واحد في عملية طعن والآخر دهسا في وإصابة ثمانية آخرين في شمال الضفة الغربية في هجوم مزدوج يعطي الحكومة الجديدة التي يجري تشكيلها ذريعة لتصعيد عسكري خطير في الضفة.

القدس - يخيم التوتر على شمال الضفة الغربية المحتلة بعد هجوم مزدوج قتل فيه إسرائيليان طعنا ودهسا بسيارة، بينما أصيب ثلاثة آخرون في أحدث هجوم نفذه فلسطيني اليوم الثلاثاء قبل أن تقتله الشرطة الإسرائيلية، بينما تأتي هذه التطورات فيما تشهد إسرائيل حراكا سياسيا مكثفا لانتقال السلطة من رئيس الوزراء يائير لابيد إلى رئيس الوزراء المكلف زعيم اليمين المتطرف بنيامين نتنياهو.

وجاء الهجوم في منطقة صناعية بالقرب من مستوطنة إسرائيلية شمال الضفة قبل ساعات قليلة من أداء أعضاء الكنيست الجدد اليمين الدستورية بينما يجري نتنياهو مشاورات تشكيل ائتلاف حكومي سيكون الأكثر تطرفا على الإطلاق في تاريخ الحكومات الإسرائيلية.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن "الهجوم عن طريق الطعن" تم بالقرب من منطقة أرئيل الصناعية في شمال الضفة الغربية المحتلة، مضيفا في بيان أن المهاجم "وصل إلى بوابة مدخل المنطقة وقام بطعن مدنيين فيها".

وقالت خدمة الطوارئ الإسرائيلية إن إسرائيليا يبلغ من العمر 35 عاما قُتل طعنا وأصيب ثلاثة آخرون بطعنات أحدهم حالته حرجة والباقيان جروحهما خطرة.

وبعدها، قال الجيش إن المهاجم توجه إلى "محطة وقود قريبة وطعن مدنيين آخرين" وسرق سيارة وهرب قبل أن "يرتكب حادث سيارة متعمدا ويصدم مدنيا آخر".

وقالت خدمة الطوارئ الإسرائيلية إن رجلا يبلغ من العمر 50 عاما لقي حتفه نتيجة صدمه بسيارة. ونُقل رجل آخر تعرض للطعن على الطريق السريع إلى المستشفى في حالة خطرة.

وقال الجيش إن جنديا تمكن من "تحييد" المهاجم فيما يشن الجيش حملة مطاردة بحثًا عن شخص ثان يحتمل أنه شارك في الهجوم.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بدورها مقتل الفلسطيني محمد مراد سامي ( 18 عاما) برصاص الجيش الإسرائيلي وهو من قرية حارس القريبة.

وتقع ارئيل بين مدينتي نابلس ورام الله وتعتبر من أكبر الكتل الاستيطانية في الأراضي المحتلة التي تشهد تصعيدا منذ مارس/اذار عندما بدأ الجيش الإسرائيلي بشن عمليات دهم واقتحام شبه يومية بعد هجمات استهدفت إسرائيليين.

منفذ الهجوم فر بسيارة ودهس بها إسرائيليا آخر
منفذ الهجوم فر بسيارة ودهس بها إسرائيليا آخر

وأدت العمليات الإسرائيلية والاشتباكات التي تندلع خلالها إلى مقتل أكثر من 120 فلسطينيا، وهي أكبر حصيلة خلال سبع سنوات، بحسب الأمم المتحدة.

وقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي يائير لبيد تعازيه إلى عائلتي القتيلين الإسرائيليين، وقال في بيان "علينا أن نخوض هذه المعركة من جديد كل يوم".

وقال بيتساليل سموطريتش الزعيم المشارك لحزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، حليف نتنياهو، إن هجوم الثلاثاء "تذكير مؤلم بالموضوع الأكثر إلحاحا". وكتب على تويتر "يجب أن نعيد الأمن إلى جميع الإسرائيليين".

وأدان سفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل ديميتر تزانتشيف الهجوم الذي وصفه بأنه "بشع"، وقدم تعازيه لأسرتي القتيلين. وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967.

وستشكل انعطافة إسرائيل إلى حكم سيكون الأكثر تطرفا في تاريخها على اعتبار التحالفات السياسية التي سيدخلها نتنياهو لتشكيل حكومته، تطورا باتجاه سياسة أكثر تشددا تجاه الفلسطينيين.

وتسود مخاوف من أن يستهل نتنياهو أيامه الأولى في الحكم بتصعيد عسكري كبير في الضفة أو في غزة ليرضي شركاءه من اليمين الديني المتشدد الذين يتزعمهم بن غفير والذي يريد تغيير قواعد الاشتباك وإطلاق النار الفلسطينيين وهو الذي يريد أيضا إخراج النواب من عرب إسرائيل ويخطط لدعم أكبر للمستوطنين وتسليح عناصر الأمن خارج أوقات عملهم.