عندما يطال الرئيس

تسريبات سجن ايفين عن وضع السجناء في إيران هي الرد بالدليل على رئيس متهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
تسريبات محرجة للنظام في ايران خصوصا وإنها تزامنت مع محاكمة حميد نوري في السويد
ابراهيم رئيسي بات يتحدث عن حقوق الانسان ويثير سخرية الايرانيين أنفسهم قبل العالم

في الوقت الذي باتت دول تتجه الى إغلاق سجونها لعدم وجود نزلاء وهبوط مستوى الجريمة والمخالفات الى حدود غير عادية، فإن الملاحظ إن بعض من البلدان ذات النظم الدكتاتورية وفي مقدمتها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تتجه الى زيادة السجون بعد أن باتت سجونها تكتظ بأعداد مضاعفة للطاقة الاستيعابية من نزلائها. والقصة لا تنتهي هنا إذ أن التعامل مع النزلاء في سجون البلدان الديمقراطية وحتى بلدان أخرى تسعى للسير بنفس السياق، هو تعامل يتم خلاله مراعاة مبادئ حقوق الانسان وعدم إنتهاكه، لكن ومع إن إهتمام هذه البلدان بنزلاء سجونها نموذجي إلا إنها مع ذلك لا تقوم بإطلاق تصريحات تشيد بما تقوم به من تعامل بل إنها تترك الحكم لوسائل الاعلام وليس كما فعل الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي أطلق تصريحا ملفتا للنظر كان له أصداء واسعة.

رئيسي الذي أعلن في تصريح له بشأن مراعاة مبادئ حقوق الانسان في السجون الايرانية، بأن "حقوق الإنسان تحظى باحترام كبير في السجون الايرانية"، وقال بأنه "لا توجد دولة مثل الجمهورية الإسلامية تتعامل بهذا القدر من التعاطف مع سجنائها"، رئيسي الذي يطلق لنفسه العنان بالادلاء بهكذا تصريح يثير سخرية الايرانيين أنفسهم قبل العالم، هو بالاساس متهم ملاحق قضائيا بإرتكاب جرائم ضد الانسانية ضد 30 ألف سجين سياسي عام 1988، بل والانكى من ذلك إنه وعندما سأله المراسلون الدوليون عن دوره في تلك المجزرة فإنه أجاب باسلوب يمكن إعتباره صلفا ومستهينا بمبادئ حقوق الانسان وإعتباراتها عندما قال بأنه كان يدافع عن حقوق الانسان!

تصريح رئيسي هذا الذي يبدو إنه أثار غضب وإستياء أبناء الشعب الايراني كثيرا، لم يطل الامر معه حتى حدث التسريب الفضيحة لمشاهد وصور من داخل سجن ايفين والذي أوضح بصورة فعلية ومباشرة لا لبس عليها حقيقة التعامل في السجون الايرانية مع النزلاء والتي لا ريب إنه تعامل يختلف بزاوية قدرها 180 درجة مع تصريح رئيسي، بحيث يثبت بأن الرئيس يمارس الكذب دونما روية ويطلق مزاعم واهية لا وجود لها بشأن التعامل مع النزلاء داخل السجون الايرانية.

هذه التسريبات التي جاءت محرجة للنظام الايراني عموما ولرئيسي خصوصا ولاسيما وإنها تزامنت مع محاكمة حميد نوري الجارية في السويد بتهمة مشاركته في مجزرة عام 1988، والتي كان رئيسي أحد أبرز رموزها السيئة. ولكي يوضح المسربون هدفهم من وراء هذه التسريبات فإنهم كتبوا على شاشة غرفة التحكم في السجن: "سجن إيفين وصمة عار على عمامة رئيسي السوداء ولحيته البيضاء"!