عن إدارة الازمات إيرانيا

لا شيء مجانا لإيران هذه المرة. روسيا تعرف ما يمكن ان تحصل عليه من الأزمة الجارية.

بحسب ما قد نقلت وسائل الاعلام فإن "المرشد الإيراني أكد على أن سياسة النظام الايراني ليست الحرب ولا التفاوض"، مطالبا مسؤولي البلاد بـ "التحرك لإدارة الأزمات"، وهو ما يعني إن الاوضاع الداخلية في إيران ستبقى ليس على حالها الغارق في الازمات والمشاكل بل ستسير نحو المزيد من التأزم والمزيد من الضبابية، وهو ما سيلقي مزيد من الاثقال على كاهل الشعب الايراني الذي يئن من وطأة الاوضاع السلبية منذ أعوام طويلة وقد جاءت هذه المرحلة لتجعله تحت ضغط إسثنائي من الصعوبة عليه تحمله من أجل نظام يرفل قادته في حياة مرفهة.

إدارة الازمات، كما طلبها المرشد الاعلى للنظام، تعني ضمان الامساك بزمام الامور والسيطرة على الشعب وعدم فسح أي مجال له لكي يعيد سيناريو عام 2009 وعام 2017، الى جانب السعي من أجل سد الابواب والمنافذ بوجه غريم النظام المزمن، منظمة مجاهدي خلق والتي وقفت وتقف منه موقف المترصد على الدوام. لكن وكما يبدو فإن "إدارة الازمات" لهذه المرحلة لن تكون أبدا كما كانت في المراحل السابقة، خصوصا عندما تصل الاوضاع المعيشية الى أسوأ ما يكون وتتضاعف معاناة الشعب من كل النواحي والاهم من كل ذلك هو: من أجل من وماذا يعاني الشعب من كل ذلك وفي سبيل من وماذا يضحي بكل أسباب الحياة الحرة الكريمة؟ إنه من أجل النظام وإستمراره!

اللاحرب واللاسلم، لم يبادر المرشد الاعلى للنظام لجعله خياره عنوة أو من دون سبب وجيه، إذ إنه يعلم بأن خيار الحرب وكذلك خيار الجلوس على طاولة المفاوضات سيٶدي كلاهما الى نفس النتيجة ونفس الهدف من شأنه أن يقوض النظام ويجعل ركائزه رخوة الى الحد الذي لا يمكن أن تتمكن من حمل أي شيء، وهذا ما يعني بأن المرشد الاعلى قد إختار خيار مواجهة حربه الداخلية ضد الشعب الايراني والقوى المطالبة بالتغيير وإسقاطه. وبطبيعة الحال فإن هذا سيجري في وقت ستزداد الضغوط الاميركية وتتضاعف وإن تراجع دور وموقف النظام وتضعضعه داخليا وخارجيا سيجعل من القوى الاقليمية والدولية التي دخلت بتحالفات مع النظام أن تستفاد من ذلك وتعود لفرض إملاءات جديدة على طهران لا تتمكن أو بالاحرى لا تمتلك القدرة على رفضها وبشكل خاص روسيا التي يبدو واضحا بأنها لم تعد تحبذ وترغب باللهجة والاسلوب الذي تستخدمه طهران معها وهي تريد تغيير الاسس والمقومات التي تقوم على أساسها علاقتهما في سوريا والذي سيصيب في النتيجة النظام بالمزيد من الضعف ذلك إن روسيا عندما تقوم بذلك فإنها ستسعى من أجل الحصول على مقابل لذلك -كعادتها دائما- من الدول التي ستستفيد من ذلك.