عن وفاة محمد مرسي.. والبيئة الإخوانية

مرسي لا يُفصل عن بيئته الإخوانية وتاريخها في رفض الحداثة والتمسك بالتقليد ومحاربة التقدم الاجتماعي بالقوة كما يُفصل الإخوان عن الإرهاب الذي يعيث فساداً في مجتمعاتنا العربية والذي كانت استخدمته أنظمة الاستبداد للبطش بكل محاولة للتغيير الديموقراطي في بلدانها.

بقلم: أحمد السويسي

عندما نتحدث عن مرسي ونقيّمه انما نتحدث عنه كشخصية سياسية من الاخوان لعبت دورها كثورة مضادة في خيانة ثورة يناير والانقلاب على محاولة بناء شرعية ديموقراطية من اجل بناء شرعية دينية.

ونحن لا نستطيع ان نفصل مرسي عن بيئته الإخوانية وتاريخها الطويل في رفض الحداثة والتمسك بالتقليد ومحاربة اي محاولة للتقدم الاجتماعي بقوة وصلت الى حد استخدام السلاح. كما لا نستطيع أن نفصل الاخوان عن الارهاب المنظم الذي يعيث فساداً في مجتمعاتنا العربية والذي كانت استخدمته أنظمة الاستبداد في سوريا والجزائر كحجة للبطش بكل محاولة للتغيير الديموقراطي في بلدانها.

اننا نعاني وبشدة من التأثير الفكري والسياسي للإخوان على حركة مجتمعاتنا مما يشكل عائقاً امام تقدمها، تماماً كما يفعل العسكر وأنظمة الاستبداد الحاكمة.

إن مجتمعاتنا العربية وجدت نفسها امام المعادلة التالية: لا بديل عن استبداد العسكر وانظمة الاستبداد الا القوى الاسلامية! وقد تبنت الإدارة الأميركية، بتأثير المحافظين الجدد، هذه المعادلة بقوة الى حد ان إدارة اوباما جعلت منها منهجاً لعملها في المنطقة وهذا ما جعل الجيش المصري يتحالف مع الإخوان في اول عملية انتخابية بعد ثورة يناير ليقطعا الطريق على محاولة التغيير الديموقراطي.

لقد كان الربيع العربي اول ضحايا هذه المعادلة التي اقتنع بها ليس اليسار العربي فقط وانما ايضاً اليسار الاوروبي الذي وقف الى جانب نظام القتل في سوريا خوفاً من وصول المتطرفين الإسلاميين الى السلطة. وكلنا نعرف ممارسات القتل والارهاب التي قام بها تنظيم النصرة الإخواني ضد الثورة السورية ورموزها.

ما يهمنا هو التقييم السياسي، أما أن مرسي قد جرت الاطاحة به في انقلاب عسكري وتم سجنه ومات اثناء محاكمته فكل هذا البعد الانساني والشخصي لا يغفر له ممارساته السياسية القاتلة وخيانته لقسم من ناخبيه الذين ارادوا بانتخابه ان يكون رئيساً ديموقراطياً فإذا به ينقلب على ثورة يناير ويمارس دور الثورة المضادة ويصبح رئيساً مستبداً يريد ان يستمد شرعيته من الدين وليس من الناخبين! فهل ننسى كل هذا لأنه قضى ضحية نظام عسكري مستبد؟ وهل ننقلب على مفاهيمنا وعلى تاريخنا في لحظة عاطفية؟!