غرفة حرب إلكترونية في تل أبيب لتعقّب الرهائن

مجموعة من المتطوعين الإسرائيليين العاملين في قطاع التكنولوجيا يستخدمون كل قدراتهم بالإضافة إلى أدوات تعتمد الذكاء الاصطناعي للمساعدة في إنهاء أزمة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.

القدس - تشكّلت "غرفة حرب" في تل أبيب تضم عددا من المتطوعين العاملين في قطاع التكنولوجيا يعملون مستخدمين كل قدراتهم بالإضافة إلى أدوات تعتمد الذكاء الاصطناعي، من أجل مساعدة الحكومة الإسرائيلية في أزمة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس منذ هجومها على الدولة العبرية قبل عشرين يوما.

ولم تمضِ أيام على اندلاع الحرب حتى تطوّعَ للمساعدة في مسألة الرهائن عدد من العاملين في قطاع التكنولوجيا المزدهر في إسرائيل وقال رافائيل فرانكو (48 عاماً) الرئيس التنفيذي لشركة "كود بلو" المتخصصة في إدارة الأزمات السيبرانية والتي تقود جهود المتطوعين في مقر مجموعة "غيتام بي بي دي أو" للاتصالات في تل أبيب "نحن بمثابة غرفة حرب مدنية هدفنا الرئيسي هو إنقاذ الأرواح".

وأضاف خلال تصفحه خرائط رقمية مفصلة لغزّة منقطة بعلامات مرمّزة بالألوان مرتبطة بمعلومات محددة عن الرهائن "نحن نجمع. نحن نقارن. نحن نسلّم".

وتحوّل قطاع التكنولوجيا في السنوات الأخيرة ركيزة مهمة للاقتصاد الإسرائيلي وتشكّل شركات الأمن السيبراني عنصرا أساسيا في نموّ هذا القطاع وتعزيز الابتكار فيه.

وبين ليلة وضحاها بدأ المتطوعون من هذا القطاع يعقدون اجتماعات في مكاتب مجموعة "غيتام" سعياً إلى أن يوظّف من خلالها كلّ منهم خبراته ومهاراته في مجالات الذكاء الاصطناعي والمنصات المبتكرة للمساعدة في جمع المعلومات عن المفقودين على إثر هجوم حماس.

وأمضى المتطوعون لهذا الغرض أياما عدة في مقر خلية الأزمة انكبوا فيها على البحث عن معطيات وعناصر مفيدة عن المخطوفين وسط سيل المنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال عدد كبير جداً من المنصات.

وتوصل الفريق إلى تكوين قاعدة صور من مصدرين، أولهما شبكات التواصل الاجتماعي والثاني تلك التي وفّرتها عائلات المفقودين والمختطفين ثم أدخل هذه الصور ضمن برنامج ذكاء اصطناعي متخصص في التعرف على الوجه.

واستعان الفريق بخبراء في تحديد الموقع الجغرافي وبمبرمجين وبأفراد يجيدون العربية وتمكّن بمساعدتهم من تكوين لمحة أولية عن المحتجزين وتاريخ آخر ظهور لهم ومكانه وتوصّل حتى الآن إلى التعرّف على نحو 60 أسيراً وسلّم المعلومات التي يملكها عنهم إلى الوحدة العسكرية الإسرائيلية الخاصة التي تتولى الإشراف على أزمة الرهائن.

ويشكّل تفاعل العاملين في قطاع التكنولوجيا مع أزمة الرهائن صورة مصغرة عن الاستنفار الشامل الذي تشهده كل أنحاء إسرائيل منذ هجوم حماس، إذ يتطوع الشباب والكبار بكثافة لمساعدة الأسر المتضررة والجنود ولتنفيذ عدد من المهام الأخرى.

ولاحظ إيدو بروش (24 عاماً) وهو مبرمج متطوع في "غيتام بي بي دي أو" يتمتع بخبرة في الشؤون العسكرية أن "الناس هنا تركوا وظائفهم وبينهم رؤساء تنفيذيون ومديرون تنفيذيون ومؤسسو شركات وضعوا كل شيء جانباً وجاؤوا إلى هنا للمساعدة".

ورغم الصدمة التي أحدثها العدد الكبير من القتلى الذين قضوا جراء هجوم حماس، كان وقع أزمة الرهائن أقوى من غيره، إذ أنها لا تزال مفتوحة على المجهول، مما يثير قلق الإسرائيليين وخصوصاً أن مسؤولي الدولة العبرية يقولون إن الحرب مع الحركة ستكون طويلة.

ولم تُفرج حماس إلى الآن إلاّ عن أربعة من المحتجزين وذلك بفضل وساطات بذلتها كل من مصر وقطر، بينما يحتجز الفصيل الفلسطيني المسلح  أكثر من 220 شخصاً بينهم إسرائيليون وأجانب وحاملو جنسيتين

وقالت يوشيفيد ليفشيتز (85 عاماً) التي كانت من بين المُفرج عنهم للصحافيين إنها اقتيدت في "شبكة عنكبوتية" من الأنفاق تحت غزة حيث احتُجِزت مع آخرين.

ويرجح أن الرهائن يشكّلون عائقاً يصعّب أيّ هجوم برّي واسع النطاق يتوقع أن يشنّه الجيش الإسرائيلي بعد أسابيع من الغارات الجوية في أنحاء قطاع غزة المحاصر لكنّ المتطوعين يواصلون جهودهم بحماسة وبينهم أومري ماركوس الذي يعمل في "غيتام بي بي دي أو" على حملة لمحاربة المعلومات المضللة.

وأشار ماركوس إلى صورة الخلفية على حاسوبه وهي لابنة عمّ صديقه الموجودة بين المحتجزين، قائلا إنها "في غزة الآن" والمهمة تقتضي "إعادتها".

وتسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من الشهر الجاري في مقتل نحو خمسين رهينة وفق ما أكده أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

وتتصاعد احتجاجات ذوي الأسرى الإسرائيليين، حيث شارك اليوم الخميس المئات منهم في وقفة احتجاجية قبالة وزارة الدفاع في تل أبيب مطالبين بإعادة أبنائهم وحملوا لافتات كتب عليها "حرروا أطفالنا" و"أعيدوهم إلى المنزل الآن" و"قلوبنا أسيرة في غزة"، وفقا لمراسل الأناضول.
ونقل موقع "واي نت" العبري عن ميتار يعقوبي قولها إن "17 شخصا من (كيبتوس) كفارعزة تم اختطافهم"، مضيفة أنها شاركت في الاحتجاجات "حتى يصبح صوتها مسموعا"، قائلة "لقد تم التخلي عنا لفترة طويلة ولن نتهاون مع الحكومة حتى يعيدوا إلينا جميع المختطفين".