غواصة المستقبل تسبح كالسمكة

باريس - يعمل سلاح البحرية الاميركي على تطوير "غواصات خفية" بدون مراوح وانما مزودة بعضلات اصطناعية تتيح لها السباحة بخفة وصمت كالاسماك.
وقالت مجلة "نيو ساينتست" الاسبوعية البريطانية في عددها الصادر السبت ان الغواصة التي تم تصميم نموذج منها بطول متر في جامعة تكساس، يمكنها تحريك ذيلها مثل السمكة.
وتشكل المراوح نقطة ضعف الغواصات لاحداثها ضجة وتحريك المياه من حولها، بما يجعلها عرضة للكشف عنها عبر اجهزة الرصد والطائرات.
ولكن الاسماك تستخدم عضلاتها لتحريك ذيلها وزعانفها وتدفع نفسها بصمت وخفة عبر المياه.
وفي محاولة لتقليد السمكة، صنع هيكل الغواصة من ستة اجزاء قاسية متشابكة كالفقرات بحيث يمكنها ان تتحرك بالترابط بينها.
وتندفع الاجزاء الى الداخل والخارج بفضل اسلاك من "العضلات" مؤلفة من مزيج من المعادن القوية والمرنة التي تتقلص عندما يتم تسخينها لدرجة حرارة معينة ثم تتمدد لتعود الى شكلها الاصلي، عندما تبرد تحت تلك الدرجة.
ويتم تسخين الاسلاك المصنوعة من النيتينول وهو خليط من النيكل والتيتانيوم بالكهرباء مما يجعلها تتقلص وتسحب الجزء الموجودة فيه الى الداخل.
ثم يقوم نظام تبريد داخلي بتبريد الاسلاك، الامر الذي يجعلها بمساعدة نابض او زنبرك تتمدد وتدفع الجزء الى الخارج مجددا.
وعبر التحكم بعملية التسخين والتبريد وتنسيق حركة كل جزء، تندفع الغواصة كالسمكة الى الامام.
ويستطيع النموذج ان يقوم بخمس حركات ذيل في الثانية، ويلتزم الخبراء الصمت حيال السرعة التي توفرها مثل هذه الحركة للغواصة، وفق مجلة "نيو ساينتست".
ونقلت المجلة عن احد العلماء العاملين في المشروع، اوثون ردينينوتيس قوله "تركيزنا بداية ينصب على آلة غير مأهولة، لكن من الممكن ان نصنع نموذجا اكبر يمكن ان يقوده انسان".
ولكن التحدي الاكبر هو في ايجاد مصدر للطاقة. ويهتم ردينيوتيس في العثور على مصدر نظيف وخفيف وصامت كالهيدروجين او الوقود الخليوي.