غيرة على العراق أم خوف على النظام الايراني؟

لم تتحسس الميليشيات المحسوبة على إيران عندما ارتقت سدة الحكم في العراق من على صهوة الدبابات الأميركية.

التصريحات النارية التي إنطلقت من جانب الميليشيات المحسوبة على طهران على أثر الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للعراق، مساء الأربعاء الماضي، خصوصا عندما طالبت ميليشيات حركة النجباء الحكومة العراقية بطرد القوات الأميركية من البلاد، على اعتبار أن وجودها على الأراضي العراقية يمس بسيادة البلاد. هذه التصريحات لم تستقبلها الاوساط العراقية والعربية وحتى الاسلامية على إنها دفاع عن العراق وسيادته بقدر ما هي خوف على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولاسيما وإن ميليشيات حركة النجباء قد لمحت الى ذلك بوضوح عندما حذرت من إنها لن تسمح أن يصبح العراق قاعدة أميركية لتهديد دول الجوار، خصوصا بعد أن صار الحديث يطرح عن احتمال توجيه ضربة عسكرية أميركية لإيران.

زيارة ترامب كانت للجنود الاميركيين المتواجدين في العراق، بفضل هٶلاء الجنود وغيرهم، تستأسد الميليشيات المحسوبة على طهران مثلما يتنمر البعض من الساسة ضد التواجد الاميركي في العراق رغم إنهم قد دخلوا العراق على صهوة الدبابات الاميركية. ترامب لم يطلق تصريحات إستفزازية غير لائقة أو غير مٶدبة كتلك التي إطلقها سيء الصيت علي أكبر ولايتي المستشار الاعلى للمرشد الايراني عند زيارته للعراق قبل أشهر وحدد للعراقيين من يجب أن يشارك أو لا يشارك في الحكم في العراق، كما إنه لم يطلق تصريحات رعناء كتلك التي أطلقها السفير الايراني ايرج مسجدي وهدد بمعاقبة الشعب العراقي!

عقدة العراق والشعب العراقي ليست في التواجد الاجنبي لوحده فقط وإنما في تلك الايادي الطويلة التي تعبث بالامن والاستقرار في العراق وتتدخل في كل شاردة وواردة ولا تريد أن يتم أي شيء من دون مشورتها وضوئها الاخضر، وقطعا فإنه ليس لأية دولة هكذا أيادي سوى إيران التي تشكل أكبر خطر وتهديد على العراق من مختلف النواحي ولاسيما عندما تسعى لزج وإقحام العراق في مشاكل وأمور لا ناقة له فيه ولا جمل، كما هو الحال من أجل جعله طرفا في الصراع الاميركي ـ الايراني في العراق والمنطقة على النفوذ حيث تسعى الاخيرة ومن خلال الميليشيات التابعة لها سحب الاقدام العراقية لمستنقع دموي من الممكن أن يكلف العراق الكثير.

ليست غيرة الميليشياويين المحسوبين على إيران، من أجل سيادة العراق عندما يرعدون ويزبدون ضد ترامب لإنه دنسها، بل إن غيرتهم وإرتفاع درجة حميتهم هي في الحقيقة حاصل تحصيل خوفهم على النظام الايراني ومن آثار وتداعيات أية مواجهة مستقبلية محتملة!